بدأ اجتماع عربي طارئ على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الأحد، بمقر الجامعة العربية في القاهرة، لبحث الوضع في السودان، بدعوة من مصر والسعودية.
جاء ذلك بحسب ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية، غداة اشتباكات متصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع بمناطق متفرقة في السودان.
وأفادت الوكالة بـ"بدء اجتماع مجلس جامعة الدول العربية الطارئ برئاسة مصر، لمناقشة الوضع في السودان.
ويعقد الاجتماع الطارئ على مستوى المندوبين الدائمين، 21 دولة دون سوريا، وفق بيان للخارجية المصرية مساء أمس السبت.
في غضون ذلك، عرضت مصر وجنوب السودان، اليوم الأحد، الوساطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بعد المواجهات التي بدأت بينهما، أمس السبت، في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
ووفقاً لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، فقد ناشدت جارتا السودان الأطراف السودانية تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي، وذلك خلال اتصال هاتفي بين الرئيس المصري "عبد الفتاح السيسي" ورئيس جنوب السودان "سلفاكير ميارديت".
ودعت وزارة الخارجية التركية الأطراف السودانية للالتزام بإنجازات العملية الانتقالية والحوار من أجل حل الأزمة في البلاد.
كما وصفت وزارة الخارجية الليبية تطورات الأوضاع في الخرطوم بأنها أحداث مؤسفة، وناشدت الأطراف السودانية باتخاذ كافة الإجراءات لحماية المدنيين ونبذ النزاع والعودة للحوار دفاعاً عن السودان.
وطالبت الخارجية الليبية أطراف القتال بتغليب مصالح الشعب السوداني وتجنيبه خطر الموت والدمار.
من جانبها، أعربت وزارة الخارجية الأردنية عن قلقها البالغ إزاء التطورات التي يشهدها السودان.
ودعت الوزارة، في بيان لها، كافة الأطراف إلى ضرورة ضبط النفس ووقف القتال فوراً، والعودة إلى الحوار والتهدئة، والالتزام بالاتفاق الإطاري السياسي وبما يؤسس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في السودان.
كما دعت وزارة الخارجية القطرية لوقف القتال فوراً في السودان وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل.
وأضافت الخارجية القطرية، في بيان: "إنها تتطلع إلى أن تنتهج جميع الأطراف في السودان الحوار والطرق السلمية لتجاوز الخلافات".
من جهته، أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية "أحمد أبو الغيط" عن عميق القلق والانزعاج إزاء العمليات القتالية الدائرة حالياً، بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق أخرى.
وأعرب أبو الغيط عن صدمته وشجبه للجوء إلى السلاح والاقتتال بين الإخوة بهذا الشكل، وفي نهار شهر رمضان المبارك.
وأكد الأمين العام للجامعة على مسؤولية الأطراف المتحاربة في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين في مناطق الاقتتال وعموم البلاد، وعلى ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فوري.
وأضاف: "إن الأمانة العامة على استعداد للتدخل مع الأطراف لتحقيق ذلك".
في سياق متصل، دعا الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، السبت، قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى وقف الأعمال العدائية فوراً واستعادة الهدوء وبدء حوار.
أما الاتحاد الأوروبي، فقد قال مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: "إن الاتحاد مستعد لدعم أي جهود تسعى للحوار والوساطة في السودان".
كما ناشدت الصين طرفي الصراع في السودان وقف إطلاق النار والحيلولة دون تفاقم الوضع.
وقالت وزارة الخارجية الصينية: "إن بكين قلقة للغاية حيال تطورات الوضع في السودان".
وأعرب مجلس الأمن الدولي عن القلق العميق إزاء الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال بيان صادر عن أعضاء المجلس: "إنهم يعربون عن أسفهم للخسائر في الأرواح وللإصابات في صفوف المدنيين".
وحث المجلس على وقف الأعمال العدائية في السودان فوراً، ودعا كل الأطراف للعودة إلى الحوار.
من جهتها، أدانت وزارة الخارجية البريطانية بشدة العنف المستمر بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وقالت الخارجية البريطانية: "إن الوقت قد حان لكي تقوم القيادة السودانية بتهدئة التوتر ومنع المزيد من إراقة الدماء".
وأضافت: "إن العمل العسكري لن يؤدي إلى سلام طويل الأمد في السودان بل يتحقق ذلك عبر مفاوضات صريحة".
كما أعربت فرنسا عن قلقها الشديد حيال الوضع في السودان، داعية إلى بذل كل ما في الإمكان لوقف الاشتباكات الجارية بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وقالت الخارجية الفرنسية، في بيان: "إن العودة إلى عملية سياسية تجمع كل الأطراف، وتقود إلى تعيين حكومة انتقالية، وإجراء انتخابات عامة، يمكنها وحدها إيجاد تسوية دائمة لهذه الأزمة".
كما دعت الخارجية الكندية لإنهاء العنف في السودان وللوقوف إلى جانب الشعب في سعيه إلى السلام.
وقالت الخارجية: "إن على الأطراف السودانية الالتزام بالعملية السياسية وتشكيل حكومة بقيادة مدنية بلا تأخير".
أما رئيس الوزراء الأثيوبي "آبي أحمد" فقد دعا الأطراف السودانية إلى الاحتكام لضبط النفس، والتوقف عن القتال والعودة إلى مسار الحوار.
وأعلن آبي أحمد، في بيان، استعداده للوساطة لحل النزاع الخطير بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وقال في بيان: "ندعو الأطراف السودانية الشقيقة إلى الاحتكام لضبط النفس والتوقف عن القتال والعودة إلى مسار الحوار".
وأضاف: "تتابع الحكومة الفدرالية بقلق شديد واهتمام بالغ الاشتباك الحالي بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن السودانية".
وتابع بالقول: "إن هذه الاشتباكات تخالف الأعراف والقيم السودانية العريقة، لأنها تأتي في الأيام الأخيرة من شهر رمضان المبارك".
وأردف: "ندعو أشقاءنا في السودان لاستكمال الحوار ومسار المفاوضات السلمية التي بدأتموها قبل الاشتباكات الحالية".
ومضى بالقول: "إذا دعوتمونا للوساطة بينكم كأشقاء، في وقت الشدة، كأشقاء لا يريدون شيئاً آخر سوى مساعدتكم في حل هذا النزاع الخطير على السودان والمنطقة بأسرها، فنحن مستعدون أن نأتي إلى الخرطوم في أسرع وقت ممكن". (İLKHA)