أعلن الأردن قبل اجتماع يعقد، اليوم الجمعة، لمناقشة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، أنه يدفع بخطة سلام عربية مشتركة يمكن أن تضع حداً للتبعات المدمرة للصراع السوري، المستمر منذ أكثر من 10 سنوات، وذلك بحسب مصدر مسؤول.
وكانت قد عُلقت عضوية سوريا في جامعة الدول العربية رداً على حملة القمع الوحشية التي شنها رئيس النظام السوري "بشار الأسد"، على الاحتجاجات السلمية في البلاد.
وأضاف قائلاً: "إن خارطة الطريق التفصيلية تتناول جميع القضايا الرئيسية، وحل الأزمة حتى تتمكن سوريا من استعادة دورها في المنطقة والانضمام مجدداً إلى جامعة الدول العربية".
وكان الأردن من أوائل الدول العربية التي نشب خلاف بينها وبين الأسد بشأن طريقة التعامل مع الصراع، وقال بعد أن استعاد الأسد السيطرة على منطقة الحدود مع الأردن، بدعم روسي، قبل نحو عامين: "إنه يتعين كسر الجمود في الصراع".
وقال المسؤول الأردني: "إن اتباع نهج خطوة بخطوة في إنهاء الأزمة، والسماح في نهاية المطاف لسوريا بالعودة إلى جامعة الدول العربية، يمثل أساس خارطة الطريق التي يدفع بها الأردن، وإن الأردن تستضيف 1.3 مليون لاجئ سوري".
وأردف المسؤول الكبير قائلاً: "إن خارطة الطريق مهمة لمعالجة التبعات الإنسانية والأمنية والسياسية للصراع".
وتستضيف السعودية، اليوم الجمعة، اجتماعاً لتبادل وجهات النظر بشأن عودة دمشق إلى الحاضنة العربية بعد أكثر من عقد على عزلة سوريا إثر اندلاع ثورة شعبية فيها، في خطوة تأتي في خضمّ تحرّكات دبلوماسية إقليمية كبرى يتغيّر معها المشهد السياسي في المنطقة منذ اتفاق الرياض وطهران على استئناف علاقاتهما الشهر الماضي.
ويُعقد اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي في جدّة، ويشارك فيه أيضاً مصر والعراق والأردن للبحث في مسألة عودة سوريا إلى الجامعة العربية بعد تعليق عضويتها منذ 2012، قبل نحو شهر من انعقاد القمة العربية في السعودية.
واستقبلت السعودية الأربعاء وزير خارجية النظام السوري "فيصل المقداد" للمرة الأولى منذ 12 عاماً.
وقال المسؤول: "إن الأردن أطلع حليفته واشنطن ودولاً أوروبية رئيسية على الخطة، وإن هناك قضية رئيسية يتعين معالجتها هي عودة ملايين اللاجئين الذين فروا من سوريا، وكثير منهم يخشى الانتقام إذا عاد".
وتابع المسؤول قائلاً: "إن الحصول على دعم الغرب أمر حاسم لإنهاء الأزمة، وكذلك رفع العقوبات الأميركية والأوروبية عن دمشق لتمكين عملية إعادة إعمار ضخمة للبلد الذي مزقته الحرب، وتلبية احتياجاته الإنسانية الملحة".
كما تنشد الخطة إجراء مصالحة وطنية، وأن توضح دمشق مصير عشرات الآلاف ممن فقدوا خلال الصراع، والذين يعتقد أن كثيرين منهم لقوا حتفهم في مراكز الاحتجاز، وفقاً لمنظمات حقوقية.
وأضاف المسؤول قائلاً: "إن وجود "ميليشيات طائفية"، في إشارة إلى الفصائل الشيعية المتحالفة مع إيران بقيادة حزب الله، يمثل مصدر قلق كبير للأردن والدول العربية".
وستحتاج سوريا أيضاً إلى اتخاذ خطوات للقضاء على تجارة تهريب المخدرات التي تقدر بمليارات الدولارات، إلى الأردن والخليج من حدودها الجنوبية والتي تقول كل من عمان والرياض، وإن الفصائل المتحالفة مع إيران تقف وراءها، وتنفي دمشق تماماً ضلوعها في الأمر.
وقال المسؤول الكبير: "نريد إنهاء هذه الأزمة، وإعادة الأمن، والاستقرار لسوريا أمر ضروري لأمن المنطقة". (İLKHA)