يحيي الفلسطينيون، اليوم الخميس الذكرى الـ 47 ليوم الأرض بتنظيم عدد من الأنشطة والفعاليات، وذلك في ذكرى مصادرة السلطات الصهيونية مساحات شاسعة من أراضيهم.

حيث استشهد وأصيب واعتقل في هذا اليوم، العشرات من الفلسطينيين داخل الأراضي المحتلة عام 1948م وهم يدافعون عن أراضيهم.

وترجع قصة يوم الأرض إلى عام 1976 عندما أقدمت قوات الاحتلال الصهيوني على مصادرة نحو 21 ألف دونم، لتنفيذ مشروع أطلقت عليه "تطوير الجليل" وكان عبارة عن عملية تهويد كاملة للمنطقة، ما دفع أهالي الداخل الفلسطيني للانتفاضة ضد هذا المشروع.

وفجرت إجراءات الاحتلال غضب الفلسطينيين آنذاك، ما دفعهم للخروج بمظاهرات عارمة رفضاً للمشروع الاستيطاني، فاندلعت مواجهات عنيفة، أسفرت عن ارتقاء 6 شهداء، وسقوط عشرات الجرحى، واعتقال المئات، وأدّت إلى تراجع سلطات الاحتلال عن مصادرة الأراضي.

وعلى الرغم من مرور 47 عامًا على ذكرى يوم الأرض، إلا أن الاحتلال الصهيوني لا يزال ماضٍ في ذات النهج من مصادرة الأراضي الفلسطينية في مدن الضفة الغربية ومدينة القدس والداخل المحتل.

ومنذ ذلك اليوم، بات "يوم الأرض" محطة مهمة وبارزة في تاريخ النضال الفلسطيني وتحول إلى مناسبة يؤكد فيها الفلسطينيون تمسكهم بالأرض وتصديهم لسياسة الاستيطان الصهيوني.

وأعلن منظمو الفعالية، أنه من المرتقب أن ينظم فلسطينيو الداخل مسيرة مركزية في مدينة سخنين بالجليل الأسفل لتجديد العهد للأرض.

كما دعت "لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل"، إلى "إحياء الذكرى الـ47 ليوم الأرض بمسيرة مركزية وحدوية يشارك فيها عشرات الآلاف في سخنين.

وقال رئيس اللجنة "محمد بركة" على موقعها: "إن هذه المسيرة هي تجديد العهد للأرض وللوطن، كي ندافع عن أولادنا وحياتنا وبيوتنا وعن وطننا الذي لا وطن لنا سواه".

وحذّر بركة من أن حكومة نتنياهو، وهي الحكومة الأكثر يمينية في تاريخ الدولة العبرية، لديها مخططات تشكل خطراً وتهديداً وجودياً بالنسبة لنا من خلال تشريعاتها وسياساتها.

وأضاف بالقول: "وصل بهم الأمر لأن يقولوا إنه لا يوجد شعب فلسطيني، وصل بهم الأمر لنشر عصابات مسلحة بالكامل في قرانا، في مدننا التاريخية".

وتجوب هذه المسيرات بلدات شهدت مواجهات يوم الأرض الذي يحيي ذكرى كفاح أهالي دير حنا وعرابة وسخنين في الجليل الأسفل ضدّ أمر بمصادرة آلاف الدونمات من أراضيهم في سهل البطوف، وهو من أخصب الأراضي الزراعية.

من جهتها، تنظم فصائل العمل الوطني والإسلامي في قطاع غزة وقفة جماهيرية ظهر اليوم الخميس، لإحياء ذكرى يوم الأرض في "مخيّم ملكة" القريب من السياج الحدودي بين قطاع غزة والأراضي المحتلة.

وشارك عشرات الأطفال في غزة، أمس الأربعاء، في مسير كشفي إحياء لذكرى يوم الأرض، حيث رفع أطفال يرتدون زي الكشافة الأعلام الفلسطينية، إلى جانب لافتات تؤكد على حقّ عودتهم للأراضي التي هُجّر منها أجدادهم عام 1948، وأسماء البلدات المحتلة.

وقال نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر: "إن الأرض ستبقى محور الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنه لا يمكن التنازل عنها بأي حال".

وخلال جلسة لنواب حركة حماس في ذكرى يوم الأرض، دعا بحر الأمة العربية والإسلامية والمنظمات الدولية إلى تحمل مسؤولياتهم لوقف العدوان الصهيوني ومحاسبة قادة الاحتلال على جرائمهم.

ويبلغ عـدد الفلسطينيين المقدر في العالم في نهاية عام 2022 حوالي 14.3 مليون، يقيم 5.4 مليون منهم داخل فلسطين، وحوالي 1.7 مليون فلسطيني في الداخل المحتل، فيما بلغ عدد الفلسطينيين في الدول العربية حوالي 6.4 مليون فلسطيني، وحوالي 761 ألفاً في الدول الأجنبية.

في حين يبلغ عدد المستوطنين اليهود في فلسطين التاريخية 7.1 مليون فرد، وبذلك تساوى عدد الفلسطينيين واليهود في فلسطين التاريخية مع نهاية العام 2022 بواقع 7.1 مليون فرد لكل منهم.

وبلغ عدد الشهداء الفلسطينيين والعرب منذ النكبة عام 1948 وحتى اليوم، داخل وخارج فلسطين، نحو مئة ألف شهيد.

فيما بلغ عدد الشهداء منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى نهاية عام 2022 حوالي 11,540 شهيداً.

ويشار إلى أن العام 2014 كان أكثر الأعوام دموية حيث سقط 2,240 شهيداً منهم 2,181 استشهدوا في قطاع غزة غالبيتهم استشهدوا خلال العدوان على قطاع غزة.

أما خلال العام 2022 فقد بلغ عدد الشهداء في فلسطين 231 شهيداً منهم 56 شهيداً من الأطفال و17 سيدة، فيما بلغ عدد الجرحى نحو 10 آلاف جريح.

في حين بلغ عدد الأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني في نهاية شباط العام الماضي 4,700 أسير، منهم 150 أسيراً من الأطفال، بالإضافة إلى 29 أسيرة، كما قامت سلطات الاحتلال خلال العام 2022 باعتقال نحو 7,000 فلسطيني في كافة الاراضي الفلسطينية من بينهم نحو 882 طفلاً و 172 سيدة منهنَ 129 سيدة من محافظة القدس، فيما بلغ عدد أوامر الاعتقال الاداري بحق مواطنين لم توجه لهم أي تهمة 850 امراً.

وتبلغ مساحة فلسطين التاريخية نحو 27 ألف كيلومتر مربع، حيث يستغل الاحتلال الإسرائيلي نحو 85% من المساحة الإجمالية للأراضي، فيما لا تتجاوز النسبة التي يستغلها أهل فلسطين 15%. (İLKHA)