قال منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، "جون كيربي"، الثلاثاء: "إن الولايات المتحدة اتخذت إجراءات لضمان عدم وقوع الطائرة بدون طيار التي تم إسقاطها فوق البحر الأسود في الأيدي الخطأ".
وأضاف كيربي، خلال مقابلة مع شبكة CNN: بدون الخوض في الكثير من التفاصيل، ما يمكنني قوله هو أننا اتخذنا إجراءات لحماية الطائرة لأنها ملك الولايات المتحدة، ولا نريد أن نرى أي شخص يضع يده عليها".
ورداً على سؤال بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستظهر دليلاً لدعم روايتها لما حدث للمسيرة، نظراً إلى نفي روسيا، قال جون كيربي: "إن الولايات المتحدة تبحث في بعض الصور لمعرفة ما إذا كان أي منها مناسباً للنشر العام".
وأضاف: "إنه لم يتم اتخاذ أي قرارات في هذا الوقت"، كما نفى رواية وزارة الدفاع الروسية عن الواقعة.
وتابع كيربي بالقول: "من الواضح أننا ندحض إنكار الروس، وأعتقد أن أي شخص، بعد عام من الحرب، يجب أن يأخذ كل ما يقوله الروس حول ما يفعلونه في أوكرانيا وما حولها بقدر كبير من التشكيك".
وأشار كيربي إلى استدعاء السفير الروسي لدى الولايات المتحدة "أناتولي أنتونوف" إلى وزارة الخارجية باعتباره من مزايا وجود قنوات دبلوماسية مفتوحة، وذكر أن وزارة الخارجية الأمريكية أعربت للسفير الروسي عن بواعث قلق كبيرة وحقيقية للغاية على هذا السلوك غير الآمن وغير المهني من قبل الطيارين الروس.
وكرر جون كيربي إدانته للواقعة، محذراً من آثار فورية وأوسع نطاقاً، وقال: "نحن بالتأكيد لا نريد أن نرى هذه الحرب تتصاعد بما يتجاوز ما فعلته بالشعب الأوكراني، وهذه الواقعة سلوك غير لائق وغير آمن وغير مهني من قبل الطيارين الروس".
يذكر أن المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) "باتريك رايدر"، قال، في وقت سابق أمس: "إن طائرات روسية حلقت إلى جانب طائرة أمريكية بدون طيار لمدة 30 إلى 40 دقيقة قبل أن تصطدم بها، مما أدى إلى تحطمها فوق البحر الأسود".
وأضاف: "إن الولايات المتحدة تقوم بمهام استخباراتية ومراقبة واستطلاع في المياه الدولية في البحر الأسود لبعض الوقت، بما في ذلك قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في عام 2022".
وقال رايدر: "النقطة الأساسية هنا هي أنه في حين أن عمليات الاعتراض بحد ذاتها ليست نادرة الحدوث، فإن هذا النوع من السلوك من قبل هؤلاء الطيارين الروس، غير شائع ومؤسف وغير آمن".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية "نيد برايس" أن الوزارة استدعت السفير الروسي لنقل اعتراضاتها القوية على إسقاط الطائرة.
وكما نقلت السفيرة الأمريكية في موسكو "لين تريسي"، رسالة قوية إلى وزارة الخارجية الروسية بشأن الحادث.
من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، أن المقاتلة الروسية لم تستخدم أسلحة محمولة جواً ولم تتلامس مع الطائرة المسيرة الأمريكية فوق البحر الأسود.
وقالت الوزارة: "إن الطائرة بدون طيار انتهكت حدود نظام المجال الجوي المؤقت الذي أنشئ للعملية العسكرية الخاصة، وتم إبلاغها لجميع مستخدمي المجال الجوي الدولي، ونشرت وفقاً للمعايير الدولية".
واعتبر المتحدث باسم الكرملين "ديمتري بيسكوف"، اليوم الأربعاء، أن العلاقات مع الولايات المتحدة في أدنى مستوياتها، وأصبحت في حالة مؤسفة، عقب حادثة المسيرة.
وأشار إلى أنه لم تحدث أية اتصالات رفيعة المستوى مع واشنطن عقب حادثة المسيرة، مشدداً على أن روسيا لن ترفض أبداً الحوار البناء.
وقال: "إنه لا شيء لديه ليضيفه بشأن الحادثة بجانب ما أعلنته وزارة الدفاع الروسية".
والتقت مساعدة وزير الخارجية الأميركي "كارين دونفريد"، السفير الروسي في واشنطن لدى استدعائه للوزارة، وقال السفير: "إن روسيا لا تريد مواجهة مع الولايات المتحدة، ولكن لا سبب للمسيرة الأميركية لتكون بالقرب من الحدود الروسية".
وأضاف أنتونوف، للصحافيين بعد استدعائه إلى الخارجية الأميركية: "هل يمكنكم تخيل ما إذا ظهرت مسيرة كهذه بالقرب من نيويورك أو سان فرانسيسكو"؟.
وتابع في تصريحات نقلتها شبكة سي إن إن: "هل يمكنكم تخيل رد فعل الصحافة الأميركية والبنتاغون على هذه المسيرة؟ ما نوع هذه المسيرة؟ فكروا قبل أن تستدعوني إلى وزارة الخارجية، إنها مسيرة متعددة الأغراض، مع قدرات لشن ضربات، مع شحنة متفجرة تبلغ 1700 كيلوغرام، أخبروني كيف سترد أي وزارة دفاع في أي دولة على ظهور تهديد خطر كهذا على حدودها؟".
وقال أنتونوف: "إنه يريد أن يوضح مهنية الطيارين الروس في أفعالهم، إذ أنهم لم يتلامسوا مع المسيرة، ولم يستخدموا أسلحة مقاتلاتهم".
وأضاف: "إنه يعتقد أنه من الأفضل أن تناقش وزارة الخارجية مناطق التعاون والعمل المشترك، ولكن للأسف تواصلي مع وزارة الخارجية مؤخراً كان عبارة عن رد على احتجاجاتهم على أفعال الاتحاد الروسي".
وبين أن الاتحاد الروسي ليس مهتماً بمواجهة، الجانب الروسي مهتم بعلاقات براغماتية مع الولايات المتحدة، تراعي مصالح الشعبين الروسي والأميركي. (İLKHA)