شددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في بيان صحفي في الذكرى الـ 14 لمعركة الفرقان على أن مخططات العدو لن تُفلح في منحه أي سيادة أو شرعية فيهما، وستبقى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، والمسجد الأقصى قبلة المسلمين الأولى.
وبيّنت أن حكومات الاحتلال المتعاقبة لم ولن تفلح سياستها في إضعاف روح المقاومة أو إخماد انتفاضة الشعب الفلسطيني المتصاعدة، وسيبقى الشعب متمسّكاً بحقه في أرضه حتى زوال الاحتلال مهما طال الزمن.
وأشارت حماس إلى أن معركة الفرقان كانت محطة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني المناضل، حيث نجحت المقاومة في مراكمة القوّة، وتعزيز القدرة على تحقيق النصر تلو النصر، بدءاً من معركة حجارة السجّيل وليس آخراً معركة سيف القدس، فروح النضال والثورة تعاظمت وسَرَت في عروق أبناء الشعب الفلسطيني في كل الساحات تمسّكاً بالحقوق والثوابت، ودفاعاً عن الأرض والمقدسات.
وبيّنت الحركة أن العدو راهن على إسقاط حركة حماس، وتدمير بنية المقاومة في غزة، واستعادة الجندي الصهيوني "شاليط" من قبضة القسام، إلا أن بسالة المقاومة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني في وجه العدوان والإجرام الصهيوني على امتداد أيام المعركة، أثبت فشل جيش الاحتلال في تحقيق أيٍ من أهدافه.
وترحمت حركة حماس على أرواح الشهداء الأبرار، وفي طليعتهم الشهداء القادة الوزير سعيد صيام، والشيخ الدكتور نزار ريّان، ومدير الشرطة اللواء توفيق جبر، والعميد إسماعيل الجعبري، وكل شهداء الشعب الفلسطيني الذين ارتقوا لتبقى دماؤهم الطاهرة مشاعل نور هادية على درب تحرير فلسطين.
وبعثت بتحية الفخر والاعتزاز بالأسرى الأحرار في سجون العدو، وبرجال المقاومة الأبطال حرّاس ثغور الوطن، وبالشباب المنتفض في عموم الضفة الغربية المحتلة، وبالمرابطين في مدينة القدس والمسجد الأقصى، وبالصابرين المتمسّكين بالثوابت والهوية الوطنية في كل ساحات الوطن ومخيمات اللجوء والشتات، داعية إياهم إلى مواصلة ملحمتهم البطولية دفاعاً عن الأرض والقدس حتى التحرير والعودة.
وحيّت جماهير الأمّة العربية والإسلامية وأحرار العالم الذين تضامنوا مع الشعب الفلسطيني أثناء العدوان عام 2008م، وفي كل عدوانٍ شنّه الاحتلال ضد الأرض والشعب، ودعتهم إلى تعزيز ومواصلة التضامن مع عدالة القضية الفلسطينية حتى زوال الاحتلال وعودة الأرض والمقدسات لأصحابها الشرعيين.
ودعت المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته في لجم سياسات الاحتلال العدوانية، وفضح جرائمه، وملاحقة قادته أمام المحاكم الدولية، ودعم صمود وثورة الشعب الفلسطيني ضد الاحتلال حتى زواله، وضمان حق الفلسطينيين في الحرية وتقرير المصير.
حرب الفرقان
بدأت الحرب الرهيبة التي أطلق عليها الاحتلال عملية الرصاص المصبوب وأطلق عليها الفلسطينيون حرب الفرقان باقتراح إسماعيل هنية، في 27 كانون الأول/ ديسمبر 2008، بهجوم واسع لقوات الاحتلال الصهيوني على غزة.
وقد استمرت الحرب 22 يوماً استشهد فيها أحد قادة الجناح السياسي لحماس د. نزار ريان مع زوجته و 11 طفلاً، كما استشهد سعيد صيام ، أحد قادة حماس المهمين ووزير الداخلية في فلسطين في ذلك الوقت.
وقد شن الاحتلال غارات جوية متواصلة لمدة أسبوع استهدفت بشكل خاص الأماكن المزدحمة بهدف قتل أعداد كبيرة من الناس وإحداث دمار كبير، لكن ما توقعوه لم يحدث وواجهوا مقاومة شديدة في العملية البرية.
وقام المقاومون باستعدادات هامة على الأرض وقابلوا المهاجمين بتكتيكات قوية لم يواجهوها من قبل، وتكبدت قوات الاحتلال خسائر فادحة ولم تجرؤ على التقدم كثيراً، وطلبوا وقف إطلاق النار بوساطة مصرية.
وكانت نتائج الحرب؛ استشهاد 1436 فلسطينياً، وإصابة 5400 شخص نصفهم من الأطفال، ودمار 4100 مبنى بشكل كامل و 17 ألف مبنى بشكل جزئي، كما خسر الاقتصاد الفلسطيني ما لا يقل عن مليار دولار. (İLKHA)