عقدت هيئة "أمة واحدة" ورشة عمل، يوم الخميس، ضمت ثلة من العلماء والعاملين للإسلام، وكانت الورشة تحت عنوان "معاً.. للحفاظ على الفطرة والأسرة".
وقد ألقى نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الدينية بتركيا "د.فاتح محمد أيدن" كلمة ذكر فيها طرق الوقاية من آفة المثلية الجنسية قائلاً: "إن الجنس هو الخصائص الجسدية البيولوجية للإنسان والذي يميز الفرد ذكرًا أو أنثى، والجنسية الاجتماعية هي مجموع الصفات المتعلقة والمميزة ما بين الذكورة والأنوثة، وهي بناء اجتماعي للأفكار التي تحدد التوقعات والقيم والصور والسلوكيات وأنظمة المعتقدات وأدوار كل من النساء والرجال".
وذكر أن التحديثات والتطورات التكنولوجية والعولمة والحركات الاجتماعية الجديدة التي ظهرت منذ الستينيات؛ جعلت وأنشأت مجالًا جديدًا من الحرية بعنوان الجنسانية، وأن على هذا قد بدأت الثورة الجنسية في الثقافة الغربية في الآونة الأخيرة.
وتابع قائلاً: "إن الهدف الأساسي لهذه الثورة هو إنشاء مجتمع لا ينتمي لأي نوع من الجنس من الذكورة والأنوثة، وغايته إبعادُ الناس عن تقاليدهم وقيمهم ومعتقداتهم وفطرتهم التي فطرهم الله عليها، حيث في نطاق هذه الغاية المنشودة؛ يعيش الناس دون أي دور لهم من جنسه، وأصحاب هذه الغاية يهدفون إلى تجريد الأفراد من الصفات التي تَعـبر عن هوية جنسهم في اللغة والقانون والملابس والأزياء والثقافة والعلاقات الإنسانية والحياة التجارية والتعليم وباختصار في جميع مجالات الحياة".
كما أكد أن الإعلام كان هو العامل الأكثر أهميةً في دعم هذه القضية وتحديدِها؛ وقال: "إن وسائل الإعلام تحاول غرسَ المثلية ونمطَ الحياة المثلية والهويةِ المرغوبة من خلال الرسائل التي تقدمها، حيث في يومنا هذا، تنتشر المثلية الجنسية واللوطيةُ اللتان تهددان بنية الأسرة والضمان الاجتماعي في الدول الغربية إلى جميع أنحاء العالم مثل الوباء بواسطة الإعلام؛ لإنه على مدى المئـتي عام الماضية قد انتشرت من عالم الغرب الأفكار والسياسة والتجارة ونجحوا في جعل تصور سائد وعال بأن كل ظاهرة تأتي من الغرب مقبولة".
وبيّن أن ثورة الثقافة الغربية في عدم الانتماء إلى أي جنس كما يزعمون لم تحدث في البلدان الإسلامية كما أراد هؤلاء المفسدون، وذكر أنه على سبيل المثال في تركيا، وعلى الرغم من أن التصور الاجتماعي للشذوذ الجنسي قد خضع لبعض التغييرات في السنوات الأخيرة، إلا أنه من الواضح أنه لم يتطور كثيرًا لفترة طويلة، والسبب في ذلك هو هيكل العائلة الذي يتمتع بأحكام وقيم قوية، لكن اليوم يُنظر إلى مشروع بدون جنس أنه أكبر خطر يهدد الأسرةَ في تركيا؛ لأن مشروع غير محددي الجنس هو مشروع عالمي يراد به الوصولُ للطفل مباشرة وتشكيله من جديد حتى يمكنهم من خلاله القضاء على الأسرة وهدم بنيتها وإنشاء عالم لا حاجة فيه إلى الخالق والدين.
وقال إنه لتجنب آفة غير محددي الجنس يجب علينا ما يلي:
- من الضروري منعُ وبترُ انتشارِ فكرة ٍ أن المثلية الجنسية هي نزعةٌ طبيعية وموقف عادي.
- يجب منع هذه الفكرة كخيار للحياة.
- من الضروري أيضًا لفت الانتباه إلى وجود هذه المشاريع القبيحة الهادمة التي تخلو من القيم الإنسانية التي خلقت في الفطرة السليمة للبشر وإلى وجود الأفكار السيئة التي تجر الأفرادَ إلى الاكتئاب والخلل العقلي والنفسي.
- يجب زيادة الوعي بهذه المشاكل الهادمة للمجتمع .
- ينبغي اتخاذ التدابير اللازمة ضد جميع محاولة لتطبيع انعدام الجنس في المجتمع أو انتشاره و تعزيزه بين الناس.
- وفي هذا الصدد، فإن الوعي والوحدة والتماسك ضد المثلية في الأسرة والتعليم والمؤسسات الصحية والسينما والمسرح وعالم الموسيقى والمشرّعين والمؤسسات العامة والخاصة أمرٌ مهم للغاية.
وأخيرا نقول: إن انتقال الأمة إلى مرحلة مجتمع التقدم والأوج الحضاري سيتحقق بارتباطها بثقافتها العالية ووعيها التاريخي وقيمها العائلية ودينها الذي بني على الفطرة الطاهرة. (İLKHA)