لفت سليمان كورد، نائب رئيس الجمعية الدولية لحقوق اللاجئين، الانتباه خلال لقاء مع مراسل وكالة إيلكا للأنباء İLKHA إلى أن الأكاذيب المنتجة أصبحت سياسة كراهية عنصرية في المجتمع.

وذكر كورد خلال اللقاء أنه يواجه اللاجئون، الذين اضطروا للجوء إلى بلدان أخرى بسبب الحرب والعنف وعدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في بلدانهم، العنصرية والتمييز وسوء المعاملة في البلدان التي يذهبون إليها.

وأشار كورد إلى أن تركيا تعد من بين الدول الأكثر تأثراً من حركات الهجرة، كونها دولة إسلامية مهمة بسبب موقعها الجغرافي السياسي وتراثها التاريخي والثقافي، فهناك هجرات مكثفة إلى تركيا من دول مثل سوريا وأفغانستان واليمن والعراق، ومع ذلك فإن هذه الأراضي هي أيضًا طريق عبور لعدد لا يحصى من المهاجرين، ويعيش اللاجئون في بيئة أكثر أمانًا بتركيا، وهي طرف في الاتفاقيات الدولية الخاصة باللاجئين وطالبي اللجوء، وبينما يفضل اللاجئون المسلمون تركيا أكثر بسبب روابطها الثقافية، فإن حقيقة أن عدد اللاجئين المسجلين من سوريا يصل إلى 4 ملايين يجلب معه رد فعل شرائح معينة من المجتمع.

"الأكاذيب المنتجة أصبحت سياسة كراهية عنصرية في الأفراد والمجتمعات"

وحذر كورد في حديثه عن عواقب الأخبار الكاذبة المناهضة للمهاجرين التي يتم إنتاجها على وسائل التواصل الاجتماعي، قائلاً: "إذا كذبتم مرارًا وتكرارًا، تبدؤون أنتم أولاً ثم المجتمع في تصديق هذه الكذبة، ثم يبدأ الأشخاص الذين اعتادوا التعاطف أيضًا ليشعروا بالكراهية وبعد فترة يبدأون أيضًا في تصديق هذه الكذبة، وكأن هذه الكذبة جزء من حياتنا، وتبدأ في إزعاجنا كما لو كانت جزءًا منها، ولنقل بأنهم ينشرون معلومات متل: "السوريون يعالجون في المستشفيات دون الانتظار في الطابور" بشكل متعمد، وإذا نظرنا للمستشفيات نجدها أماكن مبغوضة، ونريد الخروج منها فوراً وعندما يذهب المواطنين إليها وينتظرون في طابور الدور ثم يجدون أشخاص يقولون:"أنا أنتظر في الصف كمواطن في هذا البلد، السوريون لا ينتظرون، هل هذا معقول؟" يبدأون بالتمرد بالقول: " مع أنها كذبة لا أساس لها ومختلقة تمامًا عن الواقع، لماذا؟ في المادة الخامس من القانون، تقول" المدعي ملزم بإثبات ادعائه"، ونقول للذين بنشرون هكذا إشاعات: من أين أتيتم بها؟ أين سمعتم بها؟  وأما عن قول "رأيت جاري في المستشفى، قالوا له هل أنت سوري، تعال إلى الصفوف الأمامية" هذا ليس بدليل ، ولا أساسبه، هناك أيضًا مقولات" دخلوا الجامعات بدون امتحان" فحيث يعاني الناس من ضغوطات الامتحان، ويخضع ما يقرب من 1.5 مليون طالب لامتحان الجامعة، ويدرس الطلاب لمدة عام، ونتيجة لذلك  يترتب تسلسلات على إثرها يدخلون الجامعات، ومن يرسب يعاني من اضطرابات نفسية، ويقول التالي: السوريون يدخلون الجامعة التي درست من أجلها لمدة عام ولم أتمكن من دخولها ويدخلونها بدون امتحان" كما هو معروف ليس فقط السوريين ولكن أيضًا الطلاب الضيوف من جميع الجنسيات تركيا 'فهم يخضعون لممارسة مختلفة عند دخولهم الجامعات في تركيا، وهذ لكل أجنبي حتى يدخل الجامعات التركي يخضع لإجراءات معينة، وهو ما يحدث في تركيا منذ سنوات، وعندما تحول هذه إلى دعاية تقول "السوريون يدخلون الجامعات بدون امتحان" ثم تنشر بين الشباب ، فيبدو الأمر كما لو أن السوريين لا يبذلون أي جهد في الامتحان الذي بذلوا من أجله الكثير من الجهد، وجراء ذلك لا محالة بأن سياسة الكراهية والعنصرية ستنتشر في كل فرد من الأفراد وبين المجتمع مع مرور الوقت، وسيتحول هذا الموقف إلى رد فعل سلبي، وسيقولون لماذا يجلس السوريون في وسائل النقل العام وأنا أقف، لماذا يتأرجح "صبي أسود" سوري أو أفريقي على أرجوحة الحديقة؟ وما إلى ذلك من هذا القبيل". (İLKHA)