قام حليم كنج أوغلو، باحث في قسم الدراسات الإفريقية بجامعة كيب تاون بجنوب إفريقيا، بتقييم الإذلال والتمييز وانتهاكات الحقوق، حتى الإبادة الجماعية، التي تعرضت لها شعوب القارة خلال فترة احتلال إفريقيا بدءًا من القرن الخامس عشر.

"لقد أرادوا تدمير الثقافة الأفريقية واللغات والإيمان الديني"

ذكر كنج أوغلو أن القوى الاستعمارية التي احتلت إفريقيا كانت مهتمة في المقام الأول باستغلال الموارد مثل مناجم الذهب والمطاط والنفط، وقال: "العنصر الثاني الذي كانوا مهتمين به في إفريقيا هو انحطاط الناس من قبل المبشرين، وتدمير الثقافة واللغات والمعتقدات الدينية الأفريقية، ولم يجر فقط نهب الموارد والمبشرين الذين ينشرون المسيحية باسم الحضارة، ولكن أيضا التمييز العنصري ".

ووصف كنج أوغلو الإبادة الجماعية بأنها "نتاج المرض النفسي للدول العنصرية التي تحتقر الأمم الأخرى"، وقال أن هذه العقلية تكمن وراء الصفات المهينة القائمة على الأصل العرقي التي يستخدمها الغرب للأفارقة.

وشرح كنج أوغلو مدى إجرام الاستعمار الغربي في القارة الأفريقية بأمثلة من أرشيفات الصحف، وذكر أن الأطفال السود استخدموا كطعم في صيد التماسيح، وذلك قد ورد في تقارير الصحف التي نُشرت في أوائل القرن العشرين في الولايات المتحدة.

ولفت كنج أوغلو الانتباه إلى حقيقة أن تقارير الصحيفة وثقت أن الأطفال السود لم يكونوا بشرًا في ذلك الوقت، واستخدم العبارات التالية:

"حتى عشرينيات القرن الماضي، استخدم الأمريكيون الأطفال السود كطعم في صيد التمساح، وفي 3 حزيران 1908، وكان هناك مقال في صحيفة واشنطن تايمز بعنوان ’علف التماسيح مع البيكانيز’، تشير كلمة ’البيكانيز’ إلى الأطفال السود، من أجل جلد التماسيح، أطفال الأمهات السود العاملات في الحقول تم اختطافهن لهذا السبب في تلك السنوات التي كانوا يصطادون فيها، وفي تقرير إخباري في 16 أكتوبر 1919، وأكدت التقارير أنه يجب حظر استخدام الأطفال السود من قبل الصيادين كطُعم للتماسيح في فلوريدا".

وذكر كنج أوغلو أن الرجل الأسود المسمى "أوتا بنجا"، وهو قزم تم إحضاره إلى الولايات المتحدة من الكونغو البلجيكية في عام 1904، وتم استخدامه في التجارب من قبل العلماء الذين يدعون العثور على "المرحلة الانتقالية بين الحيوان والإنسان" وتم عرضه في حديقة الحيوان تحت اسم "أسلاف الإنسان القدماء"، ولم يستطع أوتا بنجا أن يصبر على معاملتهم له كحيوان وانتحر بإطلاق النار على قلبه عام 1916".

وروى كنج أوغلو قصة امرأة أفريقية تدعى "سارة بارتمان" عاشت في بداية القرن التاسع عشر وذكرت أن بارتمان اشتهرت باسم "هوتنتوت فينوس" نظرًا لاختلاف سمات جسدها مقارنة بالشعوب الأوروبية.

وأشار كنج أوغلو إلى أن بارتمان، التي نُقلت إلى إنجلترا قبل 200 عام من جنوب إفريقيا، تعتبر مثالاً على سباق وسيط بين الإنسان والحيوان بناءً على نظرية داروين،  قائلاً: "لقد أمضت سارة بارتمان الإفريقية وقتًا طويلاً قبلها موتها في حدائق الحيوان البشرية في باريس وبعد وفاتها في عام 2008 عرضت جثتها في متحف باريس حتى تمكن رئيس جنوب أفريقيا السابق نيلسون مانديلا من استعادة جثة امرأة كيب تاون من فرنسا بعد صراع طويل".

تم استخدام جلد الأفريقي في جلد الكتب

وأوضح كنج أوغلو أن جلد الأفارقة كان يستخدم كخزانة كتب حتى القرن التاسع عشر،  وقال:"من بين الكتب المغطاة بجلد الإنسان الموجودة في العالم، هناك 46 كتابًا في الولايات المتحدة، و 5 في فرنسا وواحد في بلجيكا، حتى أن الدستور ، أول دستور مكتوب لفرنسا. النسخة الأولى من مغطاة أيضًا بجلد الإنسان، بعض أغلفة هذه الكتب كانت مصنوعة من جلد الأشخاص الذين ماتوا بطرق طبيعية، لذلك ظلت هذه الممارسات موجودة في الغرب حتى القرن ال 19".(İLKHA)