يستمر "الملتقى السابع للعلماء" الذي تنظمه مؤسسة اتحاد العلماء والمدارس الإسلامية في ولاية ديار بكر التركية، ويشارك في البرنامج علماء من مناطق جغرافية عديدة من الأمة الإسلامية، وخاصة من تركيا وأفغانستان وسوريا والعراق وإيران ولبنان وليبيا والأردن.
وقد ألقى الباحث والمؤلف أ.د يوسف كابلان كلمة حول واجبات ومسؤوليات العلماء في حماية الشباب والمرأة والأسرة التي استهدفتها حركات الإفساد.
حيث أشار "كابلان" إلى أن حديث "العلماء ورثة الأنبياء" هو الذي يدلنا على شفاء العالم الإسلامي، وقال: "نحن بحاجة إلى تدريب العلماء على تشكيل الحضارة الإسلامية، فلا يمكننا الوصول إلى أي مكان مع المثقفين والأكاديميين والصحفيين بدون العلماء، إنما الأشخاص الذين سيمهدون الطريق لنا هم العلماء الذين سيقومون برحلة المعرفة، والحكماء الذين سيقومون برحلة الحكمة".
"العلماء يبنون عقل المسلم"
وقال "كابلان" مشيرًا إلى أن المدارس الدينية هي الشكل الأكثر كمالًا للتعليم الذي تم تطويره على مرّ التاريخ: "إنه لا يمكن الخروج مما نحن فيه إلا من خلال الوصول إلى العقل المسلم؛ لذلك فإن العلماء هم الذين يبنون العقل المسلم".
وتابع "كابلان" قائلاً: "إذا كان للعالَم أن ينشأ، فسنبنيه بالتأكيد على علمية وقلم وسيفية، فإذا تعذر بناء هذه الأعمدة الثلاثة، وخاصة العلمية فلن نتمكن بالتأكيد من التعافي، ولا يمكننا الوقوف".
كما أكد "كابلان" بأن العالَم الآن على حافة كارثة، وأشار إلى أن الغربيين كانوا يحتلون العالم لمدة 3 قرون، وقال: "إن الغربيين قد استعمروا العالم كله ودمروا فكرة حقيقة وجود الله، ولقد اخترقوا الطبيعة، كما اقتلعوا جذور كل الحضارات، حتى وصلوا لدرجة أنهم سيقضون على الجنس البشري، وذلك من خلال الشذوذ الجنسي الذي سيدمر الجنس البشري".
"عندما ندرب العلماء لا أحد يستطيع أن يقف أمامنا"
وأشار "كابلان" إلى أن الإسلام يمر بأزمة ثانية وقال: "سنتغلب على هذه الأزمة، وسنمر بفترة صعبة على المدى القصير، ولكن على المدى المتوسط والطويل عندما نقوم بتدريب علمائنا وحكمائنا لا يمكن لأحد يستطيع أن يقف في طريقنا، آمل أن يكون ذلك".
كما أكد "كابلان" أن حكومات اليوم متعفنة وتنهار قائلاً: "إن العالم الإسلامي وحده لديه القدرة على الوقوف مرة أخرى، ورفعِ البشرية على قدميها، وإن القرآن والسنة موجودان، والمصادر الإسلامية موجودة وكلها سليمة، لكن المسلمين فاسدون، فالإسلام ينتظر المسلمين، والإسلام ينتظر العلماء والحكماء الذين سينهضون به من جديد، وبما أننا لا نستطيع تمثيل الإسلام بشكل صحيح، فلا يمكننا أن نمثله".
وختم كلمته بقوله: "يجب أسلمة العقل قبل إنشاء مؤسسات لتمثيل المسلمين، ثم يجب أسلمة الأرض، وبعد ذلك يمكن التأمل في أعمال مثل وحدة المسلمين، فإذا تمكنا من القيام بهذه الأشياء فإنه يمكننا أن نطرح معرفة إسلامية أكثر كمالاً من المعرفة التي قدمناها، والتي يمكن أن ترفع البشرية جمعاء، ويمكننا تقديم تجربة حضارية أكثر كمالاً من شأنها أن تمكن الحضارة الإسلامية من تحقيق اختراق؛ لتعود البشرية جمعاء إلى رشدها". İLKHA))