أعلن الطيار الأفغاني محمد إدريس موماند، طيار عسكري أفغاني، الذي تم تدريبه في الولايات المتحدة عن رفضه لمغريات الولايات المتحدة الأمريكية حتى يخون بلده، قائلاً: "قد لا يكون البعض سعيداً، لكل شخص آراء مختلفة، لكني أقول لهم إن بلدكم مثل والدتكم، لا ينبغي لأحد أن يخونها".
عندما سيطرت طالبان على كابول العام الماضي، أدار موماند ظهره للحلفاء وعروض الولايات المتحدة المغرية حتى يخون بلده، لكنه استمر في خدمة بلاده بالذهاب إلى مسقط رأسه وتسليم مروحيته إلى طالبان.
انضم موماند إلى الجيش الأفغاني في عام 2009 وتم إرساله إلى الأكاديمية العسكرية الأمريكية في نيويورك للحصول على برنامج تدريبي مدته أربع سنوات، ثم تم تعينه في هرات غربي أفغانستان، كقائد لمروحيات روسية الصنع من طراز Mi-17.
بايدن يعطي الأمر بالانسحاب
كان موماند في المزار الشريف في عام 2021 عندما أعلن الرئيس الأمريكي بايدن أن جميع القوات ستغادر أفغانستان قبل الذكرى العشرين لأحداث 11 أيلول، لكنه تم الانسحاب مبكراً في 31 آب.
حيث أنفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها مليارات الدولارات على التدريب والذخيرة للقوات العسكرية الأفغانية لطرد طالبان بعيداً عندما غادرت البلاد.
وعندما فقد الجيش الأفغاني السيطرة على البلاد لصالح حركة طالبان، وذلك بعد الاستيلاء على العديد من المناطق الإقليمية، استولت طالبان على كابول دون صعوبة في 15 آب.
مسألة الهروب
انتهت فترة خدمة محمد إدريس موماند التي استمرت ستة أشهر في مزار الشريف في تموز، حيث عاد إلى قاعدة كابول الجوية في 14 آب، وساد البلاد جو من التوتر وانتشرت شائعات عن فرار القادة السياسيين والعسكريين.
وحينها كانت حركة طالبان خارج كابول، وكان المطار ما يزال تحت سيطرة القوات العسكرية الأمريكية، لكنه مجهول إلى متى سيستمر الأمن.
ويقول موماند: "أمر قائد سلاحنا الجوي جميع الطيارين بالفرار، وتوجّهنا إلى أوزبكستان".
كان موماند غاضباً من هذا الأمر وقرر عدم إطاعته.
ويضيف موماند: "كان قائدي يدفعني لخيانة بلدي، فلماذا يجب أن أطيع هذا الأمر؟ الخيانة هي أسوأ جريمة؛ لهذا السبب أنا عصيت الأمر".
وتابع قائلاً: "حذرني والدي من أنه لن يغفر لي أبدًا إذا غادرت البلاد، وقال لي إن المروحية تابعة لأفغانستان ويجب ألا تغادر البلاد".
اجتياز الفريق
المنطقة التي كان يعيش فيها الطيار موماند سقطت في أيدي طالبان، لذا تحدث والده مع مسؤول طالبان المحلي في المنطقة، وقال له أنه لن يتضرر أحد إذا تم تسليم المروحية.
وبعد ذلك بدأ موماند يفكر في خطة الهروب، لكن كان عليه أولاً أن يزيل أكبر عقبة أمام مسار الرحلة وهي الفريق، حيث قال موماند حول ذلك: "كل مروحية من طراز بلاك هوك بها طاقم طيران مكون من أربعة أفراد، وكنت أعرف أنني لا أستطيع الوثوق بهم، وأعرف أيضاً أنهم لن ينضموا إلي؛ لأنهم قد يقوم بأذيتي، أو يسببون الضرر للمروحية".
الهروب إلى كونر
بعد أن أقلعت جميع المروحيات الأخرى، طار موماند بمفرده باتجاه كونر لمدة 30 دقيقة، ووصف ذلك قائلاً:
"الأمريكيون يتحكمون في الحركة الجوية، أخبرتهم عبر الراديو أنني ذاهب إلى أوزبكستان، عندما غادرت المطار، قمت بتغيير وضع الرادار الخاص بي وذهبت إلى كونر، ثم هبطت في قرية بالقرب من منزلي، بعد الحصول على تأكيدات من طالبان، وتركت المروحية في مكان كانت المروحيات تزوّد بالوقود فيه."
يقول موماند إنه لا يشعر بأي ندم ، وأن أسرته وأصدقائه دعموا هذا القرار، وأشار إلى أن لديه خيار مغادرة أفغانستان مع زوجته وأطفاله، بكنه لا يزال يفضل البقاء في بلاده.
وتابع موماند قائلاً: "أخبرت قائد القوات الجوية أن المروحية لديها مشكلة فنية ولم أستطع الطيران، وعندما سمعوا ذلك، استقل الثلاثة(من طاقمه) جميعهم مروحية أخرى كان على وشك الذهاب إلى أوزبكستان".
كما وذكر موماند أن المستشارين العسكريين الأمريكيين راسلوه ثلاث مرات وقالوا إنه يمكنهم إخلائه مع أسرته حتى لو لم يتمكن من إحضار المروحية، ولكنه لم يقبل هذا العرض.
تخريب المروحيات المتبقية
بذلت القوات الأمريكية قصارى جهدها لتخريب العديد من الطائرات والمروحيات التي غادرتها في كابول.
ومن غير المعروف على وجه اليقين عدد المروحيات التي يمكن الاستفادة منها من اللاتي تركت في أفغانستان.
وقال موماند: "لدينا الآن سبع طائرات هليكوبتر من طراز بلاك هوك، المهندسين الأفغان قادرون على إصلاحها بموارد محدودة، شيئاً فشيئاً، ستدخل طائرات بلاك هوك أخرى حيز الاستخدام".
وأضاف موماند قائلاً:
"أولئك الذين فروا إلى أوزبكستان بمروحياتهم خيبوا آمال البلاد، تلك المروحيات تنتمي إلى بلدنا. كانت طائرات هليكوبتر باهظة الثمن، لا أعتقد أنه يمكننا استعادة تلك المروحيات على الإطلاق".
سأستمر في خدمة بلدي
وختم الطيار الأفغاني كلامه مؤكداً أنه سيتمر بخدمة بلده حتى الموت، وأن تكلفة تدري طيار المروحية الواحد تبلغ ستة ملايين دولار.(İLKHA)