اعتذر البابا فرنسيس، الزعيم الروحي للكاثوليك ورئيس دولة الفاتيكان، عن حالات استغلال الأطفال المحليين في المدارس الداخلية للكنائس في كندا.
ووصف البابا زيارته إلى كندا بأنها رحلة حج التوبة، وحضر حدثاً عاماً في مدينة إدمونتون، المحطة الأولى من رحلته، مع قادة السكان الأصليين والناجين من المدارس الداخلية للكنيسة والسياسيين.
وعقد هذا الحدث، الذي حضره كل من الحاكمة العامة الكندية ماري سايمون، ورئيس الوزراء جاستن ترودو، وأعضاء مجلس الوزراء وغيرهم الكثير، في موقع مدرسة إرمينسكين الداخلية السابقة جنوب إدمونتون.
حيث قدم زعماء القبائل الأصلية هدايا للبابا عقب الطقوس التقليدية للسكان الأصليين.
كما قدم البابا لامرأة تمثل السكان الأصليين أحذية تخص طفلاً أحضرته من الفاتيكان وتوفي أثناء إقامته في المدارس الداخلية للكنيسة.
كما قدم ممثل محلي للبابا أحد أغطية الرأس ذات ريش النسر والطبل المحلي الذي كانوا يرتدونه على رؤوسهم.
وخلع البابا غطاء الرأس الأصلي ذو ريش النسر بعد ارتدائه لفترة من الوقت وقام بالدعاء مع المشاركين.
"أطلب المسامحة بتواضع"
وقال البابا فرنسيس في كلمته خلال الفعالية: "أطلب بتواضع المغفرة عن الشر الذي ارتكبه الكثير من المسيحيين ضد الشعوب الأصلية".
وقد صفق السكان المحليون في المنطقة لكلمات البابا هذه، واعتذر البابا نيابة عن أعضاء الكنيسة الكاثوليكية الذين تعاونوا في السياسة التخريبية تجاه السكان الأصليين في المدارس الداخلية للكنيسة الكندية، وقال للمجتمع المسيحي أن الاستيعاب القسري يدمر ثقافات الشعوب الأصلية، ويمزق أسرهم ويهمشهم بطرق لا تزال محسوسة.
و قال البابا في إشارة إلى مدرسة إرمينسكين الداخلية السابقة، وهي واحدة من أكبر المدارس الداخلية في كندا: "هنا، فيما يتعلق بالذكريات المؤلمة، أريد أن أبدأ ما أعتبره حجاً، فهذه هي رحلة حج التوبة".
كما اعتذر البابا مراراً وتكراراً وطلب المسامحة في خطابه معرباً عن أسفه لأفعال حدثت في الماضي، التي أيدها العديد من أعضاء الكنيسة وعكست الخطأ الكارثي الواقع في المدارس الداخلية.
وطرح البابا في كلمته الآراء التالية:
"لقد ذكر العديد منكم وممثلوكم أن طلب المسامحة ليس نهاية القضية، وأنا أتفق تماماً، هذه ليست سوى الخطوة الأولى ونقطة البداية، وأدرك أيضاً أنه بالنظر إلى الماضي، لم يبذل أي جهد لطلب المسامحة وإصلاح الضرر، ومن المهم في هذه العملية ألا يدخر أي جهد لبث ثقافة يمكنها منع حدوث مثل هذه المواقف من خلال التطلع إلى المستقبل".
وفاة الآلاف من أطفال السكان الأصليين في مدارس داخلية تابعة للكنائس في كندا
أكملت لجنة التحقيق والمصالحة الكندية، التي حققت في الأمر، دراستها للمدارس الداخلية التابعة للكنيسة التي تعمل بين عامي 1831 و 1996 في عام 2015 ونشرت تقريراً من 4000 صفحة، ووصفت اللجنة الأحداث بأنها إبادة جماعية وثقافية.
وجاء في تقرير اللجنة أنه ما لا يقل عن 4200 طفل من السكان الأصليين لقوا حتفهم في هذه المدارس نتيجة لسوء المعاملة أو الإهمال.
والجدير بالذكر أنه تم العثور في كندا على عدد كبير من مقابر الأطفال في حدائق بعض المدارس الكنسية الداخلية التي تسيطر عليها الكنيسة الكاثوليكية والتي ليست مسجلة في السجلات الرسمية للحكومة.
كما طالب رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الذي اعتذر مراراً وتكراراً للسكان المحليين بعد تقرير لجنة الحقيقة والمصالحة، باعتذار من البابا خلال زيارته الرسمية إلى الفاتيكان في عام 2017.(İLKHA)