وأضاف ميدفيديف في تصريحات لموقع إخباري روسي أن شبه جزيرة القرم جزء من روسيا وستبقى كذلك للأبد، مشيرا إلى أنه في حال انضمام فنلندا والسويد للناتو فإن روسيا ستكون مستعدة لخطوات انتقامية قد تشمل نشر صواريخ إسكندر الفرط صوتية على أعتاب تلك الدول، وفق تعبيره.
من جانبه، أفاد مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية بأن الولايات المتحدة تعتزم فرض عقوبات جديدة على روسيا تستهدف سلاسل التوريد الدفاعي، كما أنها ستفرض عقوبات على شركات عسكرية روسية وقرابة 500 مسؤول يهددون سيادة أوكرانيا ويقمعون المعارضة الروسية، حسب تعبيره.
وأكد المسؤول الأميركي أن العقوبات الجديدة ستشمل هيئات البحوث الدفاعية الروسية وعشرات الأفراد والكيانات الدفاعية، منها شركات الدفاع الحكومية الروسية الكبرى.
وأوضح أن الهدف من العقوبات الجديدة هو تقويض قدرة روسيا على تعويض المعدات العسكرية التي فقدتها خلال الحرب على أوكرانيا.
وفي سياق متصل، شدد المسؤول الأميركي على أن دول مجموعة السبع ستفرض عقوبات على المسؤولين عن انتهاكات حقوق الإنسان في أوكرانيا.
استهداف مركز تجاري
في سياق مواز، قرر مجلس الأمن الدولي عقد جلسة اليوم الثلاثاء، لبحث الضربة الصاروخية الروسية التي استهدفت المركز التجاري وسط أوكرانيا.
وأعلن أنطون غيراشينكو مستشار وزير الداخلية الأوكراني أن عدد قتلى الهجوم الصاروخي الروسي في مدينة كريمينشوك بمنطقة بولتافا شرقي أوكرانيا ارتفع إلى 16 شخصا ونحو 60 مصابا.
وفي وقت سابق، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أكثر من ألف شخص كانوا في المكان، وهناك صعوبة شديدة في تحديد عدد الضحايا، على حد تعبيره.
وأضاف زيلينسكي أن روسيا تواصل استهداف المرافق الحيوية والمدنيين لتبرير عجزها عن تحقيق أهدافها.
وقد نددت دول عدة بالهجوم، حيث قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تغريدة إن العالم يشعر بالرعب، وإن الضربة الروسية هي الأحدث في سلسلة من الفظائع، حسب تعبيره.
وأعلن بلينكن أن واشنطن ستواصل دعم شركائها الأوكرانيين، وأنه يجب محاسبة روسيا والمسؤولين فيها على هذه الفظائع، حسب قوله.
بدورها، أدانت الخارجية الفرنسية الضربة الصاروخية الروسية، وقالت إن روسيا تواصل ما سمتها "انتهاكات مروعة للقانون الإنساني الدولي" من خلال القصف العشوائي للمدنيين والبنية التحتية المدنية، وطالبت بمحاسبتها على أفعالها.
وغرد الرئيس الأميركي جو بايدن، واصفا الهجوم الروسي على مدنيين في مركز تجاري في أوكرانيا بأنه وحشي، وحمّل موسكو المسؤولية عن مثل تلك الفظائع، وفق تعبيره.
سداد الديون
وفي موسكو، قال الكرملين إنه لا أساس لوصف وضع الديون السيادية لروسيا بالعملات الأجنبية بأنه تخلف عن السداد.
وجاء النفي الروسي تعقيبا على ما أوردته وكالة "بلومبيرغ" الأميركية التي قالت إن موسكو تخلفت عن سداد ديونها الخارجية للمرة الأولى منذ أكثر من قرن.
وقالت الوكالة إن هذا الأمر يشكل علامة قاتمة على التحول السريع في روسيا إلى دولة معزولة اقتصاديا وماليا وسياسيا.
كما أكد وزير المالية الروسي أنطون سيلوانوف أن موسكو لديها الموارد المالية اللازمة لسداد ديونها، لكن العقوبات الغربية تحول دون ذلك.
وكانت موسكو اعترضت على تصنيفها دولة غير قادرة على السداد، مؤكدة أن لديها الأموال اللازمة لتغطية أي التزامات مالية.
هدية تركية
من جهتها، أعلنت شركة "بايكار" التركية لصناعة الطائرات المسيرة أنها ستهب الجيش الأوكراني 3 من طائراتها.
وفي بيان نشر أمس الاثنين على تويتر أشارت الشركة إلى أن حملة تمويل جماعي تمكنت من جمع المال الكافي لشراء عدد من طائراتها المسيرة من طراز "تي بي 2″، ليستخدمها الأوكرانيون "في الدفاع عن وطنهم".
وأضاف البيان أن "بايكار لن تقبل تلقي ثمن مقابل طائرات "تي بي 2″، وسترسل من دون مقابل 3 طائرات مسيرة إلى جبهة الحرب الأوكرانية".
وطلبت الشركة "تحويل الأموال التي جمعت بدلا من ذلك إلى شعب أوكرانيا المناضل".
وكانت أوكرانيا أشارت إلى أن الطائرات المسيرة التركية التي كانت تمتلكها في بداية الحرب أبلت بلاء حسنا ضد القوات الروسية.
ويأتي هذا الإعلان في وقت تعيق فيه تركيا العضوة في حلف الناتو انضمام فنلندا والسويد بسبب توفيرهما -حسب أنقرة- ملاذا آمنا لكيانات تصنفها إرهابية.
وبينما أدانت تركيا الغزو الروسي لأوكرانيا حاولت أيضا القيام بدور الوسيط بين الجانبين ولم تنضم إلى العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على موسكو.
وفي بداية يونيو/حزيران الجاري عرضت بايكار على ليتوانيا طائرة مسيرة قتالية مجانا مقابل أن تخصص الأموال التي جمعها الليتوانيون لشراء طائرة لصالح القوات الأوكرانية للمساعدات الإنسانية.
وكانت أوكرانيا أعلنت أن لديها نحو 20 طائرة مسيرة "تي بي 2" في بداية الحرب.
تحدي أوروبا
من جانبه، قال رئيس لجنة الدفاع في مجلس العموم البريطاني توبياس إلوود إنه إذا سُمح لبوتين أن يستمر في الحرب على أوكرانيا فإن ذلك سيغريه بممارسة خططه في مكان آخر بأوروبا مستقبلا.
وأضاف إلوود في مقابلة مع الجزيرة أن التفاوض مع بوتين يعني المزيد من التحديات لأوروبا في السنوات القادمة.
وأشار إلى أن الدول لا تبذل ما يكفي لجعل روسيا تخسر الحرب التي أعلنتها على أوكرانيا، معتبرا أن قمة دول السبع مهمة للتأكيد على الوحدة بين الدول لمواجهة الاعتداء الروسي على أوكرانيا، حسب تعبيره.
(İLKHA)