قال الدكتور محمود حسين، عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين في مؤتمر "الإخوان المسلمون.. أصالة واستمرارية" المنعقد مساء يوم الجمعة 18 مارس 2022 إن "وحدة التنظيم وصيانته من الانحراف عن جادة الصواب، أمر في غاية الضرورة والأهمية، باعتباره الرافعة الرئيسية لأعمال الجماعة، وهو المعين على تحقيق أهدافها".

أضاف "أن التنظيم عند الإخوان ليس هدفا لذاته، وإنما تنبع أهميته بالنسبة للجماعة، من ارتباطه بفكرة الإصلاح السلمي المتدرج"، مؤكدا أنه "ليس صحيحًا أن التنظيم أصبح أهم من الغاية أو أهم من الأمة، لأن التنظيم دون الغاية التي أسس من أجلها، ينفرط عقده".

وتابع، في كلمته أمام مؤتمر "الإخوان المسلمون... أصالة واستمرارية"، المنعقد يوم الجمعة 18 مارس 2022: "من الأهمية بمكان، مع حراسة التنظيم وصيانته، أن يكون للمؤسسية دور فاعل فيه، وإلا فلا قيمة ولا معنى للتنظيم، ولن يؤدي وجوده إلى تحقيق الأهداف المرجوة".

وأوضح أن الجماعة "مارست الشورى على امتداد مسيرتها وعبر مؤسساتها المنتخبة على كل المستويات باعتبارها مُلزمة لا مُعلمة، ولا انتقائية.. وفي هذا الإطار فقد كان اجتهادنا وحرصنا في القرارات والتوجهات التي صدرت عن الجماعة أن تكون قرارات شورية صادرة عن مؤسسات لا أفراد، إذ لا مكان لقيادة فردية أو قرارات فردية أو خارج مؤسسات الجماعة المعنية، والحفاظ على قيام هذه المؤسسات بالأدوار المنوط بها".

وقال: "لم يعد أمام الكارهين لجماعة الإخوان والكائدين لها بعد صمودها وثباتها خلال العقود الماضية إلا محاولات تشويه منهجها ورموزها وقياداتها والعمل على نشر الخلاف بين أبنائها بحجج وبادعاءات كثيرة".

وكان د. حسين قد بدأ كلمته بالحديث عن "الوحدة واجتماع القلوب"، وقال إن "الإسلام أولاها اهتماما خاصا، حيث جاءت نصوص كثيرة في القرآن والسنة تحض على الوحدة وتحذر من الفرقة، وحفلت سيرة النبي بمواقف عديدة لجمع الكلمة ووحدة البناء، مما حدا بأمته -صلى الله عليه وسلم- أن تقود العالم في غضون سنوات معدودة".

وأوضح أنه "على هذا الأصل، أسس الإمام الشهيد حسن البنا دعوة الإخوان المسلمين ببنيان محكم، وصفه الشهيد سيد قطب، رحمه الله، بأنه "بناء عبقري يبدو في كل خطوة من خطوات التنظيم.. من الأسرة إلى الشعبة، إلى المنطقة، إلى المركز الإداري، إلى الهيئة التأسيسية، إلى مكتب الإرشاد".

وقال: "كانت كل رسائل الإمام البنا - يرحمه الله - إلى أبناء الجماعة، تركز على تثبيت معان ترتبط بقدرة التنظيم على الصمود، وقدرة أعضائه على تحمل تبعات الإصلاح.

وكان يرحمه الله يؤكد على أهمية وجود تنظيم يتحمل تضحيات وتبعات الإصلاح، فبدون وجود فئة قادرة على ذلك، لا يمكن تحقيق عملية الإصلاح والتغيير، رغم إدراكه أن الانتصار النهائي للمشروع الحضاري الإسلامي، سيعتمد على قدرة الأمة - وليس التنظيم فقط -على تقديم التضحيات".

وتابع: "لذلك فإن الحفاظ على التنظيم، يمثل الأداة الرئيسة لتحقيق المشروع الإسلامي الذي تدعو إليه الجماعة، وأي ضعف يلحق بالتنظيم يصيب المشروع في مقتل؛ لأنه يهدد بتراجع المشروع على أرض الواقع، ما جعل الجماعة تضع في أولوياتها الحفاظ على التنظيم، وأصبحت حماية التنظيم من ضمن الوسائل الضرورية للحفاظ على المشروع، والحفاظ على القدرة البشرية القادرة على تحقيق غايات المشروع، وليس معنى الحفاظ على التنظيم بمعنى الشكل وإنما بكل قيمه وأعرافه وانضباطا بأخلاق الإسلام".

وقال: "ليس صحيحًا أن التنظيم أصبح أهم من الغاية أو أهم من الأمة، لأن التنظيم دون الغاية التي أسس من أجلها، ينفرط عقده، فالغاية هي التي توحد التنظيم، بل إن حماية التنظيم تتم من خلال ربطه بغاياته العليا، وإبعاده عن الاختلاف في القضايا الفرعية، حتى يتم تحصين التنظيم ضد الآفة الشائعة في الجماعات والأحزاب، وهي آفة الخلاف والفرقة. وهكذا يظل من أهداف الجماعة الأساسية تحصين التنظيم ضد أي مخاطر يتعرض لها، قد تؤثر على تماسكه، أو تعرضه للانشقاق، أو تفقده قيمه النبيلة وغاياته".

وأكد أنه "من الأهمية بمكان، مع حراسة التنظيم وصيانته، أن يكون للمؤسسية دور فاعل فيه، وإلا فلا قيمة ولا معنى للتنظيم، ولن يؤدي وجوده إلى تحقيق الأهداف المرجوة."

وأشار الى أن " الجماعة مارست الشورى على امتداد مسيرتها وعبر مؤسساتها المنتخبة على كل المستويات باعتبارها مُلزمة لا مُعلمة، ولا انتقائية.

وأوضح أنه "في هذا الإطار فقد كان اجتهادنا وحرصنا في القرارات والتوجهات التي صدرت عن الجماعة أن تكون قرارات شورية صادرة عن مؤسسات لا أفراد، إذ لا مكان لقيادة فردية أو قرارات فردية أو خارج مؤسسات الجماعة المعنية، والحفاظ على قيام هذه المؤسسات بالأدوار المنوط بها ".

إخواني الكرام الأحبة:

وقال: "إن دعوتنا تحتاج إلى عمل متواصل وجهد دؤوب لتطويرها وتحسين أدائها في ظل العوائق والصعاب والتحديات التي تواجهها، وتحتاج من أبنائها التجرد والإخلاص"

وأضاف: "لم يعد أمام الكارهين لجماعة الإخوان والكائدين لها بعد صمودها وثباتها خلال العقود الماضية إلا محاولات تشويه منهجها ورموزها وقياداتها والعمل على نشر الخلاف بين أبنائها بحجج وبادعاءات كثيرة"

وخاطب الإخوان بقوله: لنجدد بيعتنا وعهدنا مع الله، فأمامنا مهام جسام وأعمال عظام، ولا معين لنا على إتمامها إلا رب الأرباب، وفوق ذلك وأبعد. لنا أهداف وآمال ليست مقصورة على حيواتنا، فأعمارنا قصيرة وآجالنا منتهية، فلا يجب أن ننسى أن هناك آخرة.. وحساب.. وجنة نسعى إليها، ولنلتزم بآداب وأخلاق الإسلام في كل أحوالنا ولا نسمح بهز ثوابتنا وليكن كل منا كالشجرة يرميها الناس بالحجارة فتلقي لهم الثمار وأن نلتزم بثوابت الإخوان التي تربينا عليها بأن نجتمع مع مخالفينا على ما نتفق عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه وألا نجرح الهيئات والأفراد وألا نتهم أحدا في نياته"

(İLKHA)