قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الإثنين، إنّ "اعتراف روسيا باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا، يشكّل انتهاكاً لوحدة أراضي أوكرانيا وسيادتها".

وشدّد غوتيريش في بيان جاء على لسان المتحدث باسم الامين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، على أنّ الاعتراف الروسي يتعارض مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة".

وقال دوجاريك في إحاطة صحفية من مقر الأمم المتحدة في نيويورك مساء أمس الإثنين، إن "الأمم المتحدة، تماشيًا مع قرارات الجمعية العامة ذات الصلة، تظل تؤيد تمامًا سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها داخل حدودها المعترف بها دوليًا".

وفي بيانه، حض الأمين العام للأمم المتحدة "جميع الأطراف المعنية على تركيز جهودها على الوقف الفوري للأعمال العدائية" و"حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وبالتالي إيلاء الأولوية للدبلوماسية لحل الأزمة".

ومن المقرّر أن تعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة، غدًا الأربعاء، اجتماعًا سنوياً حول ما أسمته "الاحتلال المؤقت لأوكرانيا" الذي ساد بعد ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014.

وكان قد أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء أمس الإثنين، اعتراف بلاده بلوغانسك ودونيتسك جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، ووقع المراسيم المتعلقة بذلك.

جاء ذلك في ختام كلمة متلفزة له، كشف فيها أن هناك وعوداً عدة قدمت لنا بعدم توسع حلف "الناتو" شرقًا لكن ما حدث هو العكس والحلف يسعى لضم أوكرانيا وجورجيا، مشيراً إلى أن الحلف بدأ ينشر أنظمة مضادة للصواريخ في مناطق عدة وهي أنظمة يمكن اعتبارها هجومية.

ولفت بوتين إلى أن لدى موسكو معلومات بأن الولايات المتحدة تعمل على تأسيس قواعد عسكرية في أوكرانيا وهذا تهديد لنا، وإلى انه في الوثائق الأمريكية الرسمية ينظر إلى روسيا باعتبارها "عدوا".

وأعلن بوتين أنه تم نشر أنظمة صواريخ أمريكية في أوكرانيا يمكنها ضرب المناطق الروسية حتى فولغاغراد، وذكر بأنه في كانون الاول/ديسمبر عام 2021 قدمنا مقترحات بضمانات أمنية إلى دول الغرب لكنها ماطلت في الرد علينا.

واتهم بوتين السلطات الأوكرانية بمحاربة أي مظاهر لروسيا وحتى استخدام اللغة الروسية والكنيسة الأرثوذكسية هناك، وقال إن كييف تحضر لمعاقبة الكنيسة الأرثوذكسية لافتًا الى أن السلطات هناك تنتهك حقوق المسيحيين الأرثوذكس.

وأضاف بوتين أن "هناك محاولات إلى تفعيل الحرب بين أوكرانيا وروسيا"، وأن الغرب يعمل على جر أوكرانيا لمواجهة مع روسيا، وقال إن "الدستور الأوكراني يمنع انتشار القواعد العسكرية الأجنبية في أوكرانيا ويتحايلون على ذلك تحت اسم البعثات العسكرية".

وأشار إلى أنه هناك توجه لضم أوكرانيا وجورجيا إلى حلف الناتو رغم نفي قادة غربيين لذلك، موضحًا أن العداء الأمريكي لروسيا هو بسبب رفضهم لوجود أي بلد قوي في العالم غيرهم.

وقال الرئيس الروسي إن القوميين الأوكرانيين المدعومين من الغرب، استفادوا من تآكل مؤسسات الدولة بسبب الفساد في 2014.

وأوضح بوتين في كلمة متلفزة أن القوميين الذين استولوا على السلطة في أوكرانيا نظموا موجة من الإرهاب والاغتيالات ولم يعاقَبوا، وقال: "سنحاسب المسؤولين عن المأساة في أوديسا عام 2014". (İLKHA)