أكد المتحدث باسم حزب الدعوة الحرة شيخ زاده دمير على عدم قبول الحزب لسياسة التطبيع المحتملة في تركيا مع نظام الاحتلال الصهيوني وقال: "لايمكن قبول التطبيع الذي يعمل ضد الشعب الفلسطيني والقدس، و يزيد من حجم الاحتلال يومًا بعد يوم . "
كما نقل دمير آراء حزبه حول قضايا الأجندة الخارجية مثل حظر الحجاب في المسابقات الرياضية في فرنسا، والأزمة الإنسانية في اليمن وسوريا، وسياسات التطبيع المحتملة بين تركيا والنظام الصهيوني، والأزمة الإنسانية في أفغانستان.
فيروس عدم المساواة يحكم العالم
عبر دمير عن الظلم والعنصرية التي يعيشها العالم جراء النظام الرأس مالي قائلاً:" إن التقرير الذي أعلنت عنه منظمة أوكسفام OXFAM في الأيام الماضية تحت عنوان "فيروس عدم المساواة" يكشف مرة أخرى مدى تفاوت الدخل في العالم، وخصوصاً خلال فترة الوباء المنتشر، وعلى هذا التقرير الذي تم إعداده بمساهمة ما يقرب من 300 اقتصادي حول العالم، فإن ثروة الأغنياء تضاعفت في فترة الحجر والوباء، وتفاقم الفقر أكثر، كما وثّق التقرير أنها أكبر نسبة بطالة حدثت منذ التسعين عامًا الماضي، وذلك أثناء فترة الجائحة، وحتى الوفيات في هذه الفترة كانت أعلى مرتين في المناطق الفقيرة مقارنة بالمناطق الغنية.
نحن نعيش في إحدى الفترات التي زاد فيها عدم المساواة، و لم تمنح مراكز رأس المال العالمية أبدًا الأشخاص الذين ليس لديهم رأس مال القيمة التي يستحقونها مقابل عملهم، وسيستمرون في رؤيتهم فقط كقوى عاملة ومستهلكين، والسبب الرئيسي لذلك هو أن فلسفة النظام الرأسمالي تدعي بأنها "عادلة وأخلاقية" وهي على العكس تماماً".
كما أشار دمير إلى أن توزيع الدخل في تركيا الذي تم دمجه في نظام الاستغلال الاقتصادي العالمي يزداد سوءًا، وأن الفجوة بين الأغنياء والفقراء تزداد يوماً بعد يوم، فقد قال دمير معبراً عن ذلك: "لن يكون التغيير العالمي ممكنًا إلا عندما يتم ضبط اختلال التوازن في الدخل و توقف الفقر وتنفيذ السياسات الاقتصادية لصالح المجتمع عامة وليس لصالح الأغنياء فقط، فلن يحدث شيء طالما تم تطبيق نموذج الاقتصاد الرأسمالي، و إذا كانت تركيا تريد إقامة العدل في البلاد على الصعيد الاقتصادي فيجب عليها أن تبتعد عن النظام الاقتصادي الرأسمالي بقدر ما تستطيع، وأن تسعى جاهدة لتهيئ الظروف اللازمة لتطبيق النموذج الاقتصادي الإسلامي الذي يركز على الإنسانية والأخلاق والعدالة ".
"منع الحجاب في فرنسا خلال المسابقات الرياضية"
وأدان دمير في كلامه القانون الذي يحظر ارتداء الحجاب في السباقات الرياضية، و أشار دمير إلى أن الاعتداءات على الإسلام والمسلمين مستمرة في جميع الدول، حيث أغلقت فيها المؤسسات الإسلامية ودور العبادة لأسباب لا أساس لها، وخصوصاً فرنسا التي أصبحت مركزاً للإسلاموفوبيا.
وقال دمير معقباً على ذلك: "تهدف فرنسا إلى إبعاد الإسلام عن أوروبا، وتقوم بكل أنواع الأعمال العنصرية والتمييزية في هذا الاتجاه، وإننا ندين هذا الموقف التهميشي والعدائي الذي تبنته فرنسا على الإسلام، ويجب على الجميع وخاصة الدول الإسلامية اتخاذ إجراءات ضد هذا التمييز والموقف العنصري والعدائي، ويجب ضمان حقوق وحريات المسلمين الذين يعيشون في أوروبا، وخاصة في فرنسا".
"الأزمة الإنسانية في سوريا واليمن في تفاقم مستمر"
وقال دمير واصفاً حال المدنين الكارثي في سوريا و اليمن:" الحرب الأهلية في سوريا واليمن مستمرة منذ سنوات، وما نراه أن المدنيين هم المتضرر الأكبر من هذه الحرب، فاليمن من قبل هذه الحرب تعاني من الفقر والأوبئة وشعبها من أفقر الشعوب، وفي المقابل نجد أن الأطراف السياسية المتنازعة تضحي بالمدنيين من أجل أهدافها السياسية مما يعرقل وصول المساعدات الغذائية والطبية، والمدنيين فيها يتتعرضون للإبادة الجماعية، فلا بد من تنفيذ وقف إطلاق للنار غير مشروط وعلى الفور؛ليتم إدخال المواد الرئيسية من غذاء ودواء وماشابه للمدنيين في اليمن، أما عن المدنيين في سوريا ففي كل يوم تصلنا الصور المفجعة للمدنيين اللاجئين في المخيمات، وتظهر لنا هذه الصور المعاناة التي يعيشها المدنيّون والمكافحة التي يبذلونها للبقاء على قيد الحياة خلال هذا البرد القارس، وخصوصاً أن هذه الأزمة مستمرة من 11 سنة.
يجب البدء فوراً بحملة تبرع للمدنيين الذين يواجهون خطر التجمد في ظروف الطقس البارد، وينبغي بناء سكنات أكثر ملاءمة".
"لا للتطبيع بين تركيا والكيان الصهيوني"
وأشار دمير إلى أن الرسائل الواردة من تركيا وإدارة النظام الصهيوني في الفترة الأخيرة تظهر أنه يجري استعدادات لـ "التطبيع" ، وقال ايضاً: " قتل الكيان الصهيوني من الشعب الفلسطيني 319 مدنياً، وهذا فقط في العام الماضي 2021، كما واستهداف الأطفال الأبرياء في الاعتداءات على غزة ويزداد حجم الاحتلال يوماً بعد يوم بسبب التطبيع، فلا يمكن قبول أي خطوة من شأنها أن تزيد حجم نظام الاحتلال، يجب أن يكون الشرط الوحيد هو انسحاب نظام الاحتلال الذي بالأصل وجوده غير شرعي والذي يرتكب جرائم ضد الإنسانية في جميع الأراضي المحتلة ".
"على مسلمي العالم أن يمدوا يد العون لإخوانهم الأفغان"
كما ختم دمير كلامه بالحديث عن الساحة الأفغانية قائلاً:
"وصلت الأزمة الإنسانية المستمرة في أفغانستان إلى مستوى متقدم للغاية بسبب الشتاء القارس والحصار الدولي المفروض على الحكومة الأفغانية الجديدة وتحولت إلى عقاب جغرافي كامل للشعب، فإدارة البلاد تخضع لسياسة العزل والحصار الاقتصادي الوحشي، بينما يحتاج الشعب الأفغاني إلى دولار واحد في هذه الظروف الصعبة نجد أنه تم حظر أكثر من 10 مليارات دولار من الاحتياطيات العائدة للشعب الأفغاني من قبل الولايات المتحدة، فهذا الوضع ليس إنسانيًا أو أخلاقيًا أو متوافقًا مع القانون والأعراف الدولية، وإن العقاب بالجملة لشعب أفغانستان ومحاولة ترويضه بالجوع هو اضطهاد كبير، كما إن استمرار أو انسحاب الإدارة الجديدة هو قرار يتخذه شعب أفغانستان ليس أمريكا وغيرها.
ومن أجل إنهاء الأزمة الإنسانية في أفغانستان و حتى تقف على قدميها اقتصاديًا لابد من تحرير الأموال المحجوبة، كما ويجب إنهاء المقاطعة الاقتصادية والعزلة السياسية وسياسات القمع على الفور، و يجب على الأمم المتحدة والدول الإسلامية القيام بمسؤولياتها بشكل عاجل لإنهاء هذه العزلة والمقاطعة.
ندعو جميع المسلمين في جميع أنحاء العالم وخصوصاً المسلمين في تركيا، إلى إظهار التضامن مع الشعب الأفغاني ودعم حملات الإغاثة ".(İLKHA)