أصدرت الأمم المتحدة تقريراً يفيد بانتشار ظاهرة التلوث البلاستيكي في التربة الزراعية ممايهدد الأمن الغذائي والصحة العامة.

تجذب قضية النفايات البلاستيكية المتناثرة على الشواطئ والمحيطات الانتباه بشكل كبير، إلا أن دعوة العمل التي أصدرتها منظمة الفاو بشأن البلاستيك في الأراضي الزراعية تشير إلى أن الأرض التي نستخدمها لزراعة طعامنا ملوثة بكميات أكبر من ملوثات بلاستيكية.

وقالت ماريا هيلينا سيميدو، نائبة المدير العام لمنظمة الفاو، في مقدمة التقرير:

"التربة هي أحد المستقبلات الرئيسية للبلاستيك الناجم عن المعاملات الزراعية ومن المعروف أنها (التربة) تحتوي على كميات أكبر من المواد البلاستيكية الدقيقة مقارنة بالمحيطات".

إحصائيات مخيفة

وفق التقرير الذي أعددته منظمة الفاو؛ فإن سلاسل القيمة الزراعية تستخدم كل عام 12.5 مليون طن من المنتجات البلاستيكية بينما تستخدم 37.3 مليون طن أخرى في تغليف المواد الغذائية.

كما يساهم قطاعي إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية في 10.2 مليون طن من البلاستيك سنويا، تليها مصايد الأسماك وتربية الأحياء المائية بـ 2.1 مليون، والغابات بـ 0.2 مليون طن من البلاستيك.

حيث تشير التقديرات إلى أن آسيا هي أكبر مستخدم للبلاستيك في الإنتاج الزراعي، حيث تشكل ما يقرب من نصف الاستخدام العالمي. علاوة على ذلك، بدون بدائل قابلة للتطبيق، من المتوقع أن يزداد الطلب على البلاستيك في الزراعة.

ومع استمرار الطلب على البلاستيك للاستخدام الزراعي، شددت السيدة سيميدو على الحاجة إلى مراقبة الكميات التي "تتسرب إلى البيئة من الزراعة" بشكل أفضل.

ولكن مع ذلك، فمن بين 6.3 مليار طن من البلاستيك تم إنتاجها قبل عام 2015، لم يتم التخلص من 80 في المائة من تلك تقريبا بشكل صحيح.

وأشارات التقارير أن تاثير المواد البلاستيكية الكبيرة على العلم البحري خطير جداً، وتححلها يؤثر على البيئة بأكملها.

تأثيراها على البشرية

تم العثور على مواد بلاستيكية دقيقة - أقل من 5 مم - في براز الإنسان والمشيمة، وكذلك تم نقلها إلى الأجنة عن طريق الأمهات الحوامل.

في حين أن معظم الأبحاث العلمية حول التلوث البلاستيكي موجهة إلى النظم البيئية المائية، يقول خبراء منظمة الأغذية والزراعة إن التربة الزراعية يعتقد أنها تتلقى كميات أكبر بكثير من الجسيمات البلاستيكية الدقيقة.

ودعت الوكالة الأممية إلى الحاجة إلى مزيد من التحقيق في هذا المجال، نظرا لأن 93 في المائة من الأنشطة الزراعية العالمية تحدث على الأرض.

وقالت ماريا هيلينا سيميدو، نائبة المدير العام لمنظمة الفاو: "هذا التقرير بمثابة دعوة صاخبة لاتخاذ إجراءات منسقة وحاسمة لتسهيل ممارسات الإدارة الجيدة والحد من الاستخدام الكارثي للمواد البلاستيكية عبر القطاعات الزراعية".

وختمت السيدة سيميدو كلامها: "ستستمر منظمة الأغذية والزراعة في لعب دور مهم في التعامل مع قضية البلاستيك في القطاع الزراعي بشكل شامل في سياق الأمن الغذائي والتغذية وسلامة الأغذية والتنوع البيولوجي والزراعة المستدامة".(İLKHA)