بدأت قوات الدفاع المسلحة اليابانية بإجراء تدريبات عسكرية بجزيرة هوكايدو شمال البلاد، في استعراض لقوة الدولة التي قد يكون جيشها واحداً بين الأقل شهرة عالمياً.
وشارك في التدريبات مئات الجنود وعشرات الدبابات واستخدمت أسلحة متوسطة وثقيلة في منطقة لا تبعد كثيراً عن روسيا، والجزر المتنازع على ملكيتها مع موسكو. ومن المقرر أن يشارك نحو 1300 جندي في التدريبات التي ستستمر تسعة أيام.
وفي عرض نادر، بث الإعلام الياباني والعالمي صوراً ومشاهد من التدريبات التي تأتي وسط مرحلة من التوتر مع الجار الصيني والآخر الروسي، اللذين أجريان مناورات بحرية وجوية ضخمة في المنطقة مؤخراً.
وفي تشرين الأول/أكتوبر، أمرت اليابان مقاتلاتها أكثر من 700 مرّة بالإقلاع من قواعدها واعتراض أسراب القاذفات والطائرات الحربية الصينية والروسية التي حلّقت بالقرب من مجالها الجوي، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع.
وهناك خلاف بين طوكيو وموسكو حول ملكية عدة جزر تقع شمال اليابان، تعرف بجزر سخالين بالروسية وتسمى جزر الشمال باليابانية وخلاف آخر حول ملكية جزر كوريل. وتلك الجزر لا تبعد كثيراً عن هوكايدو.
وتفتخر اليابان بجيشها الذي يسمى رسمياً "قوات الدفاع الذاتي" وهو يعد من أقوى الجيوش العالمية، وذلك على الرغم من أن الدستور الياباني "السلمي" الذي تمت المصادقة عليه بعد الحرب العالمية الثانية. وعملت طوكيو خلال عقود على تطوير ترسانتها الدفاعية، وتحاشت غالباً استخدام مفردة "جيش" للحديث عن قواتها العسكرية.
وفيما تبني كوريا الشمالية وروسيا والصين قواتها العسكرية يوماً بعد يوم، بدأت تصدر دعوات في اليابان إلى "وضع الماضي جانباً" ودعم دور أكبر للقوات المسلحة وتأمين موازنات أكبر لها. ويشير الخبراء إلى أن الجيش الياباني يوازي من حيث القوة الجيشين الفرنسي والبريطاني وتتابع طوكيو تأمين أفضل المعدات والأسلحة التي يمكنها شراؤها.
غير أن اليابان، الدولة الوحيدة التي ضربت بالقنبلة الذرية، لا تمتلك السلاح النووي، الذي يعدّ من أكبر أسلحة الردع التي تمتلك الدول العسكرية الكبرى. وبدل ذلك، تعتمد اليابان على ما يعرف بـ"المظلة النووية الأميركية"، أي أن واشنطن تؤمن لها الحماية النووية.
وبعد الحرب العالمية الثانية تم تفكيك الجيش الياباني ولكن بعدما اندلعت حرب الكوريتين في عام 1950 أسست القوات الأميركية المحتلة ما عُرف آنذاك بـ"الشرطة الوطنية الاحتياطية" وهي قوة عسكرية يابانية قوامها 75 ألف جندي. ولاحقاً في 1954 أسست قوات الدفاع الذاتي.
ويُصنف الجيش الياباني الخامس عالمياً بعد الولايات المتحدة وروسيا والصين والهند فيما كانت موازنتها العسكرية الموازنة السادسة الأكبر عالمياً في ترتيب شمل 140 دولة. (İLKHA)