وقال هنية في لقاء خاص لقناة الأقصى في برنامج، إن الكثير من الأطراف الدولية عبرت أنه لا حلول للقضية الفلسطينية إذا تم تجاوز حماس.
وأبدى استعداد حماس وجاهزيتها وعدم ممانعتها لفتح أي حوار مع أي دولة في العالم ما عدا الكيان الصهيوني.
وفي ملف المصالحة، أكد هنية أن الحركة قدمت مؤخرًا رؤية مكتوبة للمصالحة الفلسطينية إلى جهاز المخابرات المصرية بطلب منهم.
ملف المصالحة
وأوضح أن رؤية حماس للمصالحة تؤكد إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية، بحيث يكون هناك مجلس قيادي واحد للشعب الفلسطيني متمثل بمنظمة التحرير.
وأضاف أن الحركة أكدت ضرورة إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية عبر الانتخابات لاختيار مجلس وطني، وإلى حينه يمكن أن نشكل إطارًا قياديًا مؤقتًا للترتيب والتحضير للمرحلة القادمة.
ودعا هنية إلى الاتفاق على برنامج سياسي يلتزم به الجميع، ونعمل كفلسطينيين معًا، ونوحد رؤيتنا للتعامل مع المتغيرات والحفاظ على قضيتنا.
وأكد أنه يجب الاتفاق على برنامج كفاحي نضالي، واستراتيجية نضالية تزاوج بين النضال والعمل السياسي، بما يقطع الطريق على مشاريع الاحتلال، ويقرب حلم الشعب الفلسطيني بنيل الحرية وإنهاء الاحتلال.
ونوه رئيس المكتب السياسي بأن حماس لا تخشى الانتخابات، وهي تؤمن بالشراكة، وترفض الإقصاء، وستشكل حكومة وحدة وطنية لو فازت في الانتخابات.
ولفت هنية إلى أن حماس على تفاهم كامل مع غالبية الفصائل الفلسطينية، وقد وافقت على رؤية الفصائل الـ 8 للمصالحة، مبينًا أن الفصائل متفهمة لرؤية حركة حماس للمصالحة الفلسطينية، وهذا ينعكس على تقارب الأطروحات خلال الحوارات التي تجرى في القاهرة وبيروت وداخليًا.
الانتخابات الداخلية
وحول الانتخابات الداخلية للحركة، شدد هنية على أن حماس في دورتها الرابعة قوية ومتعاظمة وموحدة، وحافظت على ثوابتها، وعلى خيار المقاومة، وعلى موقع القضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن أحد أساليب وحدة الحركة وقوتها هو إجراء الانتخابات الداخلية واحترام نتائجها في كل المناطق والمواقع، مبينًا أنها انتخابات حقيقية، وليست صورية، وتشهد منافسة حميدة، وتشكل فرصة لتداول القيادة، وتؤكد حيوية الحركة وقدرتها على استيعاب التطورات والتغييرات.
وتطرق هنية إلى أولويات الحركة من الحفاظ على القضية الفلسطينية، وتحقيق المصالحة، وتعظيم المقاومة، وبناء تحالفات، وتعزيز علاقاتها مع المحيط.
أولويات الحركة
وشدد على أن القدس في قلب أولويات حماس، وتسعى إلى الحفاظ عليها وحمايتها من مخططات الاحتلال، إلى جانب قضية الأسرى والعمل على تحريرهم في صفقات تبادل.
وتطرق هنية إلى سعي حماس لكسر الحصار الظالم على قطاع غزة، والحفاظ على علاقة وثيقة مع أهلنا في مخيمات اللجوء في لبنان والأردن وسوريا.
ونبه إلى أولوية الحفاظ على القضية الفلسطينية، وعدم التفريط بأي من حقوق شعبنا، وفي مقدمتها حق العودة، وإقامة الدولة وعاصمتها القدس، وتحرير الأسرى.
وأكد أن من أولويات حماس تعظيم قوة المقاومة في غزة والضفة للنهوض بالعمل المقاوم، باعتبار الضفة في احتكاك مباشر في القدس والجدار والاستيطان.
ولفت إلى أن شعبنا في الداخل المحتل جزء لا يتجزأ من خارطة الاشتباك مع الاحتلال، مشيرًا إلى أن الحركة تركز كثيرًا في دورتها الجديدة على تعزيز حضور شعبنا في الشتات على خارطة العمل المباشر لإسناد المقاومة.
ونوه هنية إلى أن من أولويات الحركة استعادة وحدة الشعب الفلسطيني، وإنهاء الانقسام، وتحقيق المقاومة، إلى جانب بناء تحالفات سياسية، وتوسيع علاقاتها السياسية مع محيطها العربي والإسلامي، والانفتاح على الجميع.
ونبه إلى أهمية مد جسور العلاقات مع المجتمع الدولي، والاستفادة من الحركات العالمية، والتغيرات المهمة على مواقف الشعوب تجاه القضية الفلسطينية.
وفي شأن المصالحة، قال هنية إنها متعثرة بسبب موقف السلطة وعدم تجاوبها مع المساعي الداخلية والعربية، وقطعها الطريق على مسار الانتخابات.
وأضاف هنية: "كنا على مقربة من الاحتكام لصناديق الاقتراع، واتفقنا على كل شيء، لكن للأسف ألغى أبو مازن الانتخابات تحت مبرر أن الاحتلال يرفض إجراءها في القدس".
وأوضح أن أي إنسان فلسطيني يدرك أن إلغاء الانتخابات لم يكن بسبب القدس، وكان لأسباب أخرى، ربما خوف السلطة من خسارة الانتخابات.
سيف القدس
وفي سياق آخر، أكد هنية أن معركة سيف القدس أكدت وحدة الوطن الفلسطيني، وكانت مميزة على نظيراتها بأن عنوانها كان القدس، ولأننا تمكنا من استهداف كل شبر في أرضنا المحتلة، وفرضنا حظر التجول على تل أبيب، وأفشلنا خطة تدمير أنفاق المقاومة.
وقال هنية إن المعركة أكدت أن عوامل التعرية السياسية فشلت في عزل شعبنا في الداخل عن قضيته.
وأكد أنه لا يمكن أن يستمر الحصار ضد أهلنا في القدس والضفة الغربية، وسنواجه الاستيطان، ومحاولات تهجير حي الشيخ جراح، ومحاولات كسر إرادة أسرانا، أو أي محاولات للتفرد بأهلنا في الـ 48.
ووجه هنية التحية للعائلات التي فقدت أبناءها ومنازلها ومصانعها خلال المعركة، قائلا: سنقوم بكل ما يلزم من أجل إعادة الإعمار، ونكثف اتصالاتنا مع الأمم المتحدة ومصر وقطر وتركيا من أجل تسريع وتيرة الإعمار. وأضاف: أطمئن الجميع بأن قطار إعمار البيوت انطلق، وسيشهد تطورًا في المرحلة القادمة.
كسر الحصار
وعلى صعيد حصار غزة، قال هنية إنه لا يمكن أن نصمت كثيرًا على استمرار حصار غزة، والعالم يجب أن يدرك أنه قد بلغ السيل الزبى.
وأشار إلى تشكيل طواقم في غزة والخارج من أجل وضع خطة متكاملة لكسر الحصار، وعلى الاحتلال أن يدرك أنه لا أحد في العالم سيتراجع عن الموضوع سواء المتضامنين أو قوافل كسر الحصار بأي طريقة.
وأكد أن المقاومة سوف تسند أي خطوة تقوم بها أي جهة من أجل كسر الحصار عن غزة، وستقطع ذراع الكيان الصهيوني إذا امتدت على أي جهة تريد أن تكسر هذا الحصار الظالم.
وعلى صعيد علاقات الحركة الخارجية، أكد هنية أنه نفذ جولة دولية ناجحة تمكن خلالها من الالتقاء بعدد من المسؤولين والزعماء في المنطقة وشرح ما يتعرض له شعبنا والقدس.
وأوضح أن شبكة العلاقات السياسية للحركة واسعة، ومعنية بالكل بدون استثناء، مع التركيز على أن هناك تيار مقاومة واسعًا في المنطقة، وحماس ترتكز على هذا التيار لإسناد المقاومة في غزة والقدس.
علاقات الحركة
وحول العلاقة مع مصر، أكد أنها استراتيجية ومهمة، ولها دور في ملف المصالحة، والحركة التجارية، وملف الأسرى، والتطورات في القدس والسجون.
كما أوضح أن قطر على تماس مباشر لما يجري في غزة والقضية الفلسطينية، ولها دور رئيسي في ملف إعادة الإعمار وإعادة النهضة للبنية التحتية في غزة ومساندة شعبنا في القدس.
ولفت هنية إلى أن اتفاق مصر وقطر على توريد الوقود ومواد البناء الأساسية لغزة يؤكد حيوية التفاهم القطري المصري بما يخص غزة.
وعبر هنية عن تقديره للموقف التركي من الشعب الفلسطيني، مبينًا أن لتركيا دورًا أساسيًا في الموقف السياسي الذي تعبر عنه في المحافل الدولية.
ونبه بأن علاقة الحركة مع إيران استراتيجية، وتشكل ركنًا مهمًا في مشروع المقاومة، وتقدم دعمًا سياسيًا وماديًا وعسكريًا وتقنيًا للمقاومة.
المعتقلون بالسعودية
وعن العلاقة مع السعودية، أكد هنية حرص حماس على العلاقة مع الأشقاء في السعودية، مشيرًا إلى التغير في السياسة السعودية تجاه حماس خلال السنوات القليلة الماضية، وانعكس على بعض الفلسطينيين.
ولفت هنية إلى أن الأحكام السعودية على الفلسطينيين المعتقلين صادمة، خاصة أن التهم الموجهة إليهم هي تقديم المساعدات للشعب الفلسطيني.
وعبر هنية عن استغراب الحركة من الأحكام على المعتقلين، قائلًا: هذه ليست السعودية التي نعرفها بلدًا مساندًا وداعمًا ومحتضنًا لقضية فلسطين.
ودعا هنية خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إلى ضرورة الإفراج عن المعتقلين الفلسطينيين في السعودية، مؤكدًا أن محاولات حماس لإنهاء ملف المعتقلين لم تتوقف، وتحاول من خلال الاتصالات وعن طريق بعض الوسطاء.
التطبيع
وفي ملف التطبيع، أكد هنية أن التطبيع كله شر، ولا يمكن أن يعود بخير على أي دولة عربية، ويشكل اختراقًا سياسيًا وأمنيًا وعسكريًا للمنطقة العربية، مبينًا أن الدول المطبعة لا تستطيع فرض التطبيع على شعوبها.
وثمّن هنية موقف المحامين المغاربة الذين تقدموا بدعاوى ضد قادة إسرائيليين ارتكبوا جرائم حرب تجاه شعبنا.
وأكد هنية أن حماس لديها أصدقاء كثر في المجتمع الدولي، ولها علاقات واسعة مع العديد من الدول، وهناك لقاءات معلنة وغير معلنة، والاتصالات لا تتوقف. (İLKHA)