أكد رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية، أن المس بالمسجد الأقصى أو الشيخ جراح أو الأسرى المضربين أو استشهاد أحدهم يعني أن المنطقة ذاهبة لمواجهة جديدة.

وقال الحية في مقابلة عبر قناة الجزيرة مباشر مساء الإثنين، إننا منفتحون في علاقتنا مع أي مكون باستثناء الاحتلال، مشددا على أن العلاقة مع أي دولة هي علاقة دعم في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

وبيّن أن الحركة ترحب بكل أشكال الدعم طالما تتجه نحو القدس وفلسطين، مشددا على أن شعبنا ومقاومته مصممون على دحر الاحتلال عن أرضنا.

وأكد أن المكتب السياسي لحركة حماس ناقش خلال اجتماعه في العاصمة المصرية القاهرة، قضايا الحصار والأسرى والقدس، مشددا على أن الحركة تسعى بكل السبل لرفع الحصار عن قطاع غزة.

العلاقة مع مصر

وأكد الحية حرص حركة حماس على العلاقة مع الأشقاء المصريين، مضيفا أن العلاقة مع مصر لها آثار إيجابية واضحة في تخفيف الحصار عن قطاع غزة، لكن هذه الإيجابية غير كافية لأن الحصار يفرضه الاحتلال.

وتابع: العلاقة مع مصر قائمة على الأخوة والجيرة، ونحن معنيون بأن يكون لمصر دور في تعزيز المصالح المشتركة بين الشعبين.

وبين الحية أننا أزلنا بعض الإشكالات مع مصر من خلال الحوار المباشر، ومعالجة بعض القضايا مثل تأمين الحدود.

وقف إطلاق النار

وشدد الحية على أن حماس لا تقبل وقفا طويلا لإطلاق النار بدون اتفاق سياسي كامل يضمن حقوق شعبنا بالعودة وإنشاء دولته، مضيفا: لا يمكننا القبول بوقف طويل لإطلاق النار مقابل فتح المعابر ورفع الحصار.

وأكد أن حركة حماس تفصل ملف تبادل الأسرى عن ملف إنهاء الحصار، وقد أخبرنا كل الوسطاء بمن فيهم الإخوة في مصر بأنه لا يمكن ربط هذين الملفين.

ولفت إلى أن المعطل لملف تبادل الأسرى هو الاحتلال، وقد حاول ربط هذا الملف بالإعمار ورفع الحصار، وقد فشل في ذلك.

وأوضح الحية أن العدوان الأخير اندلع من أجل القدس، وليس من أجل حصار غزة، ونحن لا نقبل أن تفصل غزة عن القدس والضفة الغربية.

وأشار إلى أن المنطقة ستبقى على صفيح ساخن إذا ما استمر الاحتلال بسياساته القذرة في القدس، ومع أسرانا المضربين عن الطعام.

صفقة التبادل

وأكد الحية أن حركة حماس جاهزة لإبرام صفقة تبادل أسرى، مشيرا إلى أن الاحتلال غير جاهز لدفع ثمن صفقة تبادل الأسرى، مشددا على أنه إذا لم يدفع الاحتلال ثمن صفقة التبادل، فلن يرى جنوده النور.

وأضاف: عرضنا خارطة طريق لإنجاز صفقة تبادل، ونحن مصممون عليها، لافتا إلى أن حركة حماس طرحت مبادرة إنسانية للإفراج عن الأسرى المرضى، وكبار السن مقابل الإفراج عن معلومات عن الجنود الأسرى، لكن الاحتلال رفضها.

وجدد الحية تأكيد حركة حماس وعدها بالإفراج عن أسرى سجن جلبوع، لافتا إلى أن حماس تسعى بكل ما أوتيت من قوة بأن يكون القائد مروان البرغوثي والقائد أحمد سعدات ضمن أسماء صفقة التبادل.

وأضاف أنه من المبكر أن نقول بأننا قاب قوسين أو أدنى من إنجاز صفقة التبادل، لأن الاحتلال غير جاهز لدفع الثمن.

الاتفاق على برنامج وطني

ودعا الحية إلى الاتفاق على برنامج سياسي وطني لمواجهة الاحتلال الصهيوني، مؤكدا أن الخروج من المأزق السياسي يكون من خلال إعادة تشكيل المؤسسات الفلسطينية عبر الانتخابات.

ولفت إلى أن السلطة ألغت الانتخابات بحجة القدس، لكنها خائفة من توقعات النتائج بتغيير مواقع القوى.

وأضاف أن حالة التفرد والإقصاء لا تخدم أحدا، وفلسطين تحتاج كل القوى، متابعا: شعبنا في الداخل والخارج يحتاج إلى من ينقذ المشروع الوطني، ونحن طرحنا مبادرة للتوافق مهما كانت نتائج الانتخابات.

وأكد الحية أن أكثر ما برعت فيه السلطة الفلسطينية هو التنسيق الأمني، مشيرا إلى أن ملف الحريات يشهد انتكاسات من قبل السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.

العلاقة مع سوريا وإيران وقطر

وأكد الحية أن العلاقة مع إيران نعتز بها ولا نخفيها، مرحبا بكل أشكال الدعم طالما تتجه نحو القدس، مضيفا: علاقتنا مع إيران هي علاقة دعم في مواجهة الاحتلال.

وأضاف أن إيران تقدم لحماس كل أشكال الدعم، السياسي والمادي والمعنوي والعسكري، ولا نجد غضاضة أن نقول إن هذا الدعم مستمر، وكان وما زال عاملا مساعدا على قوة وقدرات المقاومة في فلسطين.

وحول العلاقة مع سوريا، قال الحية إن عودة حركة حماس إلى سوريا تتطلب ظروفا مواتية لنا ولهم، وإذا توفرت هذه الظروف لن يكون الأمر مستحيلا.

وفي السياق ذاته أكد الحية أن قطر من الدول الحاضنة للقضية الفلسطينية، وهي تقدم دعما سياسيا للقضية في كل محافل العالم، مشيدا بالدور القطري في القدس وإعادة إعمار غزة.

التطبيع

وأكد الحية أن التطبيع مع الاحتلال الصهيوني يشكل طعنة في خاصرة شعبنا الفلسطيني.

وأضاف: يظنون أن العلاقة مع الاحتلال تثبت كياناتهم وتنقذهم من العقوبات، ونقول لهم بأن هذا الكيان أوهن من بيت العنكبوت، ولا يستحق الهرولة خلفه. (İLKHA)