انطلق ظهر الثلاثاء 26 أكتوبر 2021، بمدينة إسطنبول مؤتمر تدشين "الهيئة العالمية لنصرة نبي الإسلام"، بمشاركة حشد من علماء الأمة ومفكريها وقادتها أبرزهم الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ علي القرة داغي ونائبه الدكتور عصام البشير وزير الأوقاف السوداني الأسبق وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج والدكتور ياسين أقطاي المستشار الأسبق للرئيس التركي رجب أردوغان، وشارك أيضا الشيخ محمد رابت النابلسي والشيخ الحسن بن علي بن محمد المنتصر الكتاني، رئيس رابطة علماء المغرب العربي، والشيخ محمد أبو الشيخ شكري من علماء سورية والشيخ جاسم الجابر من علماء الكويت.
وأعلن الشيخ الدكتور محمد الصغير، الأمين العام للهيئة الجديدة، والمستشار السابق بوزارة الأوقاف المصرية في عهد الرئيس الشهيد محمد مرسي أن المجتمعين نجحوا في الاتحاد "تحت راية عامة كريمة لنصرة رسول الله بعد الإساءة الفرنسية لمقامه الشريف"، معلنا أن "هذا المؤتمر فكرته قائمة على مجموعة شباب مصريين في إسطنبول ونحن بكل فخر ساندناهم ولم يتخلف أحد من علماء الأمة ومشايخها عن المشاركة".
وكشف الأمين العام للهيئة أن "هذه الهيئة هي اتحاد للأمة من مشرقها إلى مغربها لنصرة النبي المصطفىﷺْ "، جاءت بعد "عام كامل ونحن في رباط للدفاع عن النبي ﷺْ بـ #مقاطعه_المنتجات_الفرنسية364".
وأكد "الصغير" أن "المقاطعة أرغمت غطرسة فرنسا وكبدتها خسائرة مالية باهظة كما أرغمت سمعتها".
ودعمه الشيخ سامي الساعدي، عضو الأمانة العامة للهيئة وأشار إلى أن "مقاطعة المنتجات الفرنسية لنصرة النبيﷺْ أجبرت الرئيس الفرنسي "ماكرون" للهرع في كل العالم من أجل إيقافها".
علماء المسلمين
ودعا الدكتور علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى دعم الهيئة بتخصيص وقف لها يضمن استمرار فعالياتها وينفذ توصيات العلماء والشباب وقال فضيلته: "حتى تستمر هذه الهيئة لا بد أن نبدأ بوقف لها، وأنا إن شاء الله أول من يساهم في هذا الوقف".
وأكد أنه يجب أن "نكون ممثلين للنبيﷺْ وأن يرى الجميع فينا أخلاقه وصفاته الطيبة العطرة"، مشددا على أن الهيئة لمن شاركوا ولغيرهم كان اجتماع "في حب النبيﷺْ ومحاولة نصره، سائلين الله عز وجل أن يجعلنا من الأدوات التي تنصر نبيه المصطفىﷺْ ".
وتحدث نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الدكتور عصام البشير، عن المؤامرة على هذا الدين وقال إن "هناك ترسانة إعلامية تشوه النبيﷺْ وحقائق هذا الدين، وهذا يستدعي مننا وقفة جادة لصد هذه التشويهات وإظهار الحقائق".
وحذر البشير من أن "سوء الفهم لمقاصد النبيﷺْ يقع من باب الصد عن سبيل الله ويجب علينا أن نصحح مفاهيمنا للسنة النبوية".
المسجد الأقصى
واعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" بالخارج أنه "من نصرتنا لنبينا الحبيبﷺْ أن نهب لنصرة مقدسات الأمة وعلى رأسها المسجد الأقصى".
وعبر عن امتنانه بالدفاع عن الرسول ﷺْ قائلا: "الناس ينتصرون للعظماء، وأشباه العظماء، فكيف لا ننتصر لنبينا الكريمﷺْ وهو أعظم خلق الله الذي هدانا إلى طريق الحق"، مضيفا أن حضوره "في هذا المؤتمر وعن طريق هذه الهيئة لأداء الواجب لنصرة النبيﷺْ".
وأشار "مشعل" إلى أن نصرة نبينا تكون بإظهار "أن نكون أقوياء، حتى لا يستضعفنا أعداءه، فيسيئون إليه وإلى أتباعه"، مشددا على أن "أمتنا وأحبابنا يردون إساء النبي بالإعلام، لكن نحن مهمتنا أن نسوء وجوههم بصفعها ومرمغتها في التراب".
وعزز الشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مركز تكوين العلماء بموريتانيا ما ذهب إليه خالد مشعل وأيده بالقول: "يظن المتطاولون على النبيﷺْ أننا انشغلنا عن ديننا ونصرة نبينا .. لكن هيهات هيهات نحن لم ولن ننشغل عن ديننا ونصرة نبينا".
وأكد أنه "فرض الله علينا نصرة النبيﷺْ ونصرة هذا الدين من تشويه الأعداء له".
اعتصموا ولا تفرقوا
ودعا الدكتور ياسين أقطاي، المستشار السابق لرئيس الجمهورية التركي إلى أن "أحسن طريقة ملموسة لنصرة النبيﷺْ أن نعتصم بحبل الله جميعًا ولا نتفرق، وأن نكون جميعًا مناصرين لهذا الدين".
وأشار إلى أن نموذج "حملة مقاطعة فرنسا، هي حملة واجبة على الأمة الإسلامية لمواجهة سياسة فرنسا السيئة تجاه نبيناﷺْ".
وأضاف، "لقد كان طبيعيًا أن تنطلق هذه الهيئة المباركة من هنا، لأن تركيا دولة مستقلة ذات سيادة".
ومن علماء تركيا، شارك أيضا في انطلاق الهيئة د. محمد جورماز، رئيس شئون الديانة التركي السابق والذي أكد أن "مهمتنا الأولى هي التعريف بالنبي محمدﷺْ للعالمين بأفكاره الصحيحة أخلاقه العالية وسنته الطيبة".
وأكد أن "أشد الأساليب خسة وظلمًا وسوءًا للاعتداء على أمة أو حضارة بكليتها هي أن تعتدي على نبيها التي آمنت به".
وأوضح أن "الإساءة للنبي محمد ﷺْ هي إساءة لكل ما هو ذو قيمة في الحضارة الإنسانية جمعاء وإساءة للأنبياء جميعًا".
وشدد الشيخ عبد الوهاب إكينجي، رئيس اتحاد العلماء في تركيا على أن "واجبنا الآن دعوة الناس للاقتداء بالنبيﷺْ ورد الشبهات عن مقامه الكريم"، وأن "نصرة النبيﷺْ تأتي بالانتصار بالنبيﷺْ واتباع سنته وهديه".
قانون دولي
وعمليا، طالب الدكتور سلطان الهاشمي العميد المساعد بكلية الشريعة جامعة قطر ب"تكليف مكتب محاماة عالمي لإعداد وصياغة قانون يجرم التعرض للنبيﷺْ عن طريق أمناء هذه الهيئة" مؤكدا على "السعي للاعتراف الدولي بهذه الهيئة من الدول والمنظمات العربية والإسلامية".
وأشار "الهاشمي" إلى أنه "يجب إعداد قانون دولي يجرم التعرض والإساءة لنبيناﷺْ، بحيث تعد هذه الإساءة جريمة يعاقب عليها القانون الدولي". (İLKHA)