دعا رئيس مجلس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، إلى تجاوز الخلافات والاجتهادات الحزبية، أو الشخصية، للعبور بالبلاد إلى بر الأمان، فيما طالب النواب الجدد بالعمل على إعادة الثقة بالعمل السياسي.

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان، أمس الأحد، أن الكاظمي حضر احتفالية المولد النبوي الشريف وقال في كلمته "إننا نقف هنا اليوم بين أهلنا وأحبتنا؛ لنحتفي معهم بالمولد النبوي الشريف في مدينة الأعظمية العزيزة على القلب".

وأضاف رئيس مجلس الوزراء، بحسب البيان "منذ الطفولة كنت أشهد المولد النبوي في الأعظمية، وفي مسجد أبي حنيفة النعمان لاستذكار مناقب سيدنا محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) الذي وصفه الله تعالى بقوله الكريم: بسم الله الرحمن الرحيم وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ صدق الله العلي العظيم"، مضيفاً أنه "تختصر كلمات القرآن الكريم جملة من المعاني الإنسانية السامية التي اتصف بها الرسول، وكانت جوهر رسالته التي دائماً ما نقول، إنها بدأت برجل واحد وأصبحت أمة".

واستطرد أن "الأخلاق هي المعنى العميق لديننا الحنيف وقد قال الرسول الأعظم: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"؛ لأنها هي المعنى الذي منح للبشر إنسانيتهم وميزهم عن باقي المخلوقات".

وقال الكاظمي، إنه "للأسف بعض تلك المعاني بحاجة إلى تذكير دائم.. فالفاسد مثلاً هو من تخلى عن قيمه الأخلاقية، والسياسة هي التي تعني في الحقيقة خدمة الناس، وقيادتهم للأفضل، ورعايتهم، وحل نزاعاتهم ومشاكلهم".

وأردف أن "السياسة أصبحت للأسف تعني لدى البعض مفاهيم الابتزاز، والكذب، والتدليس، والصراع، وخداع الناس، واليوم نفي بعهدنا أمام شعبنا بإجراء انتخابات نزيهة مبكرة، والناس اختارت من يمثلها، وهؤلاء النواب الجدد سيمارسون دورهم في مجلس النواب الجديد".

وتابع قائلاً إن "النواب الجدد عليهم واجبات أخلاقية ووطنية تجاه شعبهم، بل عليهم واجب إعادة ثقة الناس بالعمل السياسي، وإعادة الثقة بالديمقراطية، وكلي ثقة أن الأخوات والإخوة من أعضاء مجلس النواب الجديد سوف يضعون التجارب الماضية بسلبياتها وإيجابياتها أمام أعينهم وهم، يمارسون عملهم التشريعي، والنواب الجدد عليهم أن يستحضروا القيم الدينية العالية، وسيكون منهج نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم) في رعاية الناس والعدل والصدق والأمانة حاضراً في ضمائرهم وهم يؤدون القسم كنواب جدد".

وذكر أنه "مرت الحكومة الحالية بظروف عصيبة من أزمات مالية واقتصادية وصحية المتمثلة بكورونا وعدد كبير من التحديات الأخرى، ولكننا تجاوزناها، ونحن أمام مرحلة جديدة نستلهم فيها كل العبر والدروس الماضية، وعلينا أن نضع أيدينا بأيدي بعضنا، ونتجاوز الخلافات والاجتهادات الحزبية، أو الشخصية؛ للعبور ببلدنا إلى بر الأمان، وتوفير ما يستحقه شعبنا من رفاه واستقرار وبناء".

ورأى الكاظمي أن "رسولنا الأعظم هو رسالة أخلاق وعمل وتضامن، والقيم المحمدية هي قيم العدل والمساواة والنزاهة؛ وعلى هذا الطريق سنمضي معاً لخدمة الأجيال القادمة، وأن مولد نبينا الأعظم مولد النور ومبعث القيم (صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين)". (İLKHA)