ارتقى 6 قتلى بينهم سيدة كانت في منزلها وأصيب 60 آخرين، بعد إطلاق النار من قبل مسلحين في منطقة الطيونة، على متظاهرين كانوا متوجهين إلى قصر العدل القريب من المنطقة، للإحتجاج على تسييس التحقيقات في ملف انفجار مرفأ بيروت من قبل القاضي طارق البيطار.
وأطلق قناصون متمركزون على أسطح الأبنية في منطقة الطيونة النار على المتظاهرين بقصد القتل، حيث تشير الإصابات في مستشفى الساحل القريبة من مكان الكمين، إلى أن معظم الإصابات في الجزء العلوي من الجسد، خصوصاً في منطقة الصدر والرأس والرقبة.
وأوضح الجيش اللبناني في بيان إنه "خلال توجه محتجين الى منطقة العدلية تعرضوا لرشقات نارية في منطقة الطيونة- بدارو"، وقال البيان إن وحدات الجيش سارعت الى تطويق المنطقة والانتشار في احيائها وعلى مداخلها وبدأت تسيير دوريات كما باشرت البحث عن مطلقي النار لتوقيفهم".
كما أعلن الجيش عبر حسابه على "تويتر" أن وحداته المنتشرة "سوف تقوم باطلاق النار باتجاه اي مسلح يتواجد على الطرق وباتجاه اي شخص يقدم على اطلاق النار من اي مكان آخر، وتطلب من المدنيين اخلاء الشوارع".
وحملت قيادتي حزب الله وحركة أمل من مسؤولية ما جرى إلى المحرضين والجهات التي تتلطى خلف دماء ضحايا المرفأ لتحقيق مكاسب مغرضة، ودعت جميع الأنصار والمحازبين إلى الهدوء وعدم الإنجرار إلى الفتنة الخبيثة.
وقال بيان إنه "في تمام الساعة 10:45، وعلى أثر توجه المشاركين في التجمع السلمي أمام قصر العدل استنكاراً لتسييس التحقيق في قضية المرفأ، وعند وصولهم إلى منطقة الطيونة تعرضوا لإطلاق نار مباشر من قبل قناصين متواجدين على أسطح البنايات المقابلة وتبعه إطلاق نار مكثف أدى إلى وقوع شهداء وإصابات خطيرة حيث أن إطلاق النار كان موجهاً على الرؤوس".
وأكد البيان أن "هذا الاعتداء من قبل مجموعات مسلحة ومنظمة يهدف إلى جر البلد لفتنة مقصودة يتحمل مسؤوليتها المحرضون والجهات التي تتلطى خلف دماء ضحايا وشهداء المرفأ من أجل تحقيق مكاسب سياسية مغرضة"، داعياً الجيش اللبناني لتحمل المسؤولية والتدخل السريع لإيقاف هؤلاء المجرمين كما دعا جميع الأنصار والمحازبين إلى الهدوء وعدم الانجرار إلى الفتنة الخبيثة.
وأكد المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان أن "كل دم وفتنة وتهديد للسلم الأهلي وفلتان أمني وقع اليوم على المحتجّين العزّل أو سيقع هو بعنق السفارة الأمريكية والقاضي طارق البيطار الذي يجب عزله وتوقيفه ومساءلته بشدة، فضلاً عن طوابير الإرهاب الأمريكي".
وأضاف الشيخ قبلان أن "والفتنة بدأت بالقاضي البيطار ويجب إقالته فوراً، وكمين القتل البارد في الطيونة خطير جداً ودلالته الأمنية والسياسية بالغة وأخطر من أي وصف"، داعياً على مجلس الوزراء ومجلس القضاء الأعلى إلى انتشال لبنان من فتنة البيطار وطوابير الأمريكان قبل خراب البلد.
وبسبب ارتفاع عدد الضحايا، طالبت وزارة الصحة العامة في بيان، المستشفيات الحكومية والخاصة باستقبال الجرحى ومعالجتهم على نفقة الوزارة.
سياسياً، دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الجميع الى الهدوء وعدم الانجرار وراء الفتنة لأي سبب كان. وقال في بيان إنه تابع مع قائد الجيش العماد جوزيف عون الاجراءات التي يتخذها الجيش لضبط الوضع في منطقة الطيونة- العدلية، وتوقيف المتسببين بالاعتداء الذي ادى الى وقوع اصابات.
كما تواصل ميقاتي مع رئيس مجلس النواب نبيه بري للغاية ذاتها، وتابع مع وزيري الداخلية بسام مولوي والدفاع موريس سليم الوضع وطلب عقد اجتماع طارئ لمجلس الامن المركزي لبحث الوضع.
وكان حزب الله وحركة أمل قد دعوا إلى وقفة احتجاجية رمزية أمام قصر العدل، للإحتجاج على تسييس تحقيقات انفجار المرفأ من قبل القاضي بيطار، وقد تجمع المتظاهرين في منطقة بربور وتوجهوا الى منطقة الطيونة، تحضيرا لوقفتهم أمام قصر العدل.
وتجمع ليلة أمس العديد من محازبي القوات اللبنانية في منطقة عين الرمانة القريبة من الطيونة، وأطلقوا شعارات تحريضية على تظاهرة اليوم، كما شوهد العديد منهم يحملون السلاح. (İLKHA)