خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الألماني هايكو ماس في ولاية أنطاليا جنوب تركيا، أمس الأحد، نفى تشاووش أوغلو تلقي بلاده أي عرض من ألمانيا أو أية دولة أخرى يتعلق بمزاعم إبقاء الأفغان في تركيا.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن تركيا أجلت بشكل آمن مواطنيها الراغبين في العودة إلى الوطن من أفغانستان، وقال إن الأزمة الإنسانية في أفغانستان وصلت إلى أبعاد مقلقة، وأن أكثر من نصف الشعب الأفغاني بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
وأضاف أن قرابة 10 ملايين طفل أفغاني يواجهون خطر الجفاف والجوع والوباء، وأنه على المجتمع الدولي تقديم مساعدات إنسانية إلى أفغانستان، لافتًا الى أن أكثر من 3.5 ملايين شخص نزحوا من أماكنهم في أفغانستان، وقال: "إذا وصل تدفق الهجرة من أفغانستان إلى مستوى الأزمة فلن تتأثر دول المنطقة فحسب، بل سيتأثر من ذلك الجميع بما في ذلك أوروبا".
وفيما يتعلق بالأخبار المتداولة عن إنشاء مخيمات مؤقتة للأفغان في تركيا، نفى تشاووش أوغلو تلقيهم أي عرض من ألمانيا أو أية دولة أخرى يتعلق بمزاعم إبقاء الأفغان في تركيا.
وقال: "كانت هناك مزاعم بأن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة على وجه الخصوص ستحتفظان بالأفغان في تركيا لفترة زمنية معينة بعد خروجهم من بلادهم، وهو ما نفاه البلدان".
وشدّد على أن الهجمات الإرهابية في كابل أظهرت مرة أخرى أن الوضع في أفغانستان حساس للغاية، وأكّد أن الأولوية حاليًا هي المساهمة في العملية السياسية وتحسين الوضع الإنساني.
وحول تلقي تركيا طلبًا من الحركة لتشغيل مطار كابل، قال تشاووش أوغلو إن بلاده تلقت عرضًا في نفس الاتجاه من الحكومة السابقة.
وأكّد أن طالبان قدمت لتركيا طلبًا بخصوص الدعم الفني في تشغيل المطار، وأنقرة تعمل على تقييم هذا الموضوع مع بلدان أخرى.
وكشف أن الفرق التركية المتخصصة اطلعت على الوضع في المطار، وهناك دول أخرى قامت بنفس الأمر، والأعمال مستمرة لتقييم التقارير الصادرة.
من جهة أخرى، تطرق تشاووش أوغلو إلى إمكانية القيام بعمليات الإجلاء من أفغانستان عبر الطرق البرية، مشيرًا إلى ضرورة ضمان الأمن خلال المرحلة الحالية.
وحول العلاقات التركية-الألمانية، أشار تشاووش أوغلو إلى أنها شهدت تطورًا في جميع المجالات.
من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس،إن تركيا تقدم مساهمة مهمة في عمليات الإجلاء من مطار كابل في أفغانستان.
وأوضح ماس أن تركيا بذلت جهودًا كبيرة في ظروف بالغة الصعوبة خلال الأسبوع الماضي في أفغانستان، مشيرًا إلى وجود مواطنين ألمان وموظفين محليين عملوا لدى مؤسسات ألمانية في أفغانستان، لافتًا إلى أنه يتطلب بذل جهود حتى يتمكن هؤلاء من القدوم إلى ألمانيا.
وأكد أن مطار كابل بحاجة إلى الإصلاحات حتى يتمكن الناس من مغادرة كابل، وقال إن بلاده مستعدة للمساهمة ماليًا وتقنيًا في تشغيل المطار.
وذكر أنه سيجري زيارة إلى طاجيكستان وباكستان وأوزبكستان من أجل عملية الإجلاء البري، متوقعًا زيادة تدفق الهجرة عبر هذه البلدان.
وأكد ضرورة إجراء محادثات مع حركة طالبان من أجل التفاوض على عملية الإجلاء البري، وضمان مغادرة البلاد بشكل آمن.
وذكر ماس اقتراح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنشاء منطقة حماية لكابل خلال لقائه، مضيفا: "بالطبع نجري محادثات مع شركائنا الفرنسيين بناء على اقتراح السيد ماكرون. والغرض من هذا الاقتراح ضمان الأمن حول مطار كابل".
وأشار إلى وجود أكثر من 10 آلاف أفغاني بحاجة إلى الحماية، وأن بلاده ستبذل قصارى جهدها من أجل هؤلاء الأشخاص ونقلهم بشكل قانوني بالتعاون مع تركيا والدول المجاورة.
وشدد الوزير الألماني على أن بلاده تريد منع حدوث كارثة إنسانية محتملة، لافتا إلى ضرورة تقديم مساعدات إنسانية لأفغانستان حتى لا يضطر الناس إلى مغادرة بلدهم.
وأضاف أن ألمانيا مستعدة لتقديم 100 مليون يورو إلى مفوضية الأمم المتحدة للاجئين لدعم الأفغان ومنع تدفق المهاجرين. (İLKHA)