أجرى جماعة حزب الله تقييمات حول سيطرة حركة طالبان على أفغانستانن، وإخراج الامبرياليين الأمريكيين من الأراضي الأفغانية التي كانت تحت الاحتلال منذ سنوات.
وجاء في بيان مكتوب صادر عن المكتب الإعلامي لجماعة حزب الله أن الدفاع الأفغاني وكفاحهم المستمر منذ أكثر من أربعين عاما وصل إلى نقطة جيدة بعون الله.
وهنأت الجماعة انتصارات وفتوحات الإخوة الأفغانيين التي جعل الولايات المتحدة منهكة وأجبرها على العودة إلى وطنها.
وأوصت حزب الله حركة طالبان بتشكيل إدارة معتدلة تتجنب من الإفراط والتفريط، وتقيّم الأحداث مفتوح الافق، وأن لا تنازل عن القرآن والسنة.
كما دعت قادة الدول الإسلامية؛ إلى مساعدة الشعب الأفغاني المظلوم ليعيشوا حياة مريحة في دائرة الإسلام و تحت راية الإسلام.
وهذا البيان الصادر عن المكتب الإعلامي لجماعة حزب الله:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَٰكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴿ سورة المنافقون - الآية 8﴾
الحمد لله رب العالمين، ومدبّره ومقدّر الهزيمة والنصر، والصلاة والسلام على رسوله وقائد المؤمنين محمد المصطفى ﷺ وآله وأصحابه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
لقد وصل كفاح إخواننا الأفغان ومقاومتهم، والذي استمر لأكثر من أربعين عامًا، إلى نقطة جيدة بعون الله. إن الانسحاب الهائل للجنود الإمبرياليين الأمريكيين، وسيطرة طالبان على الإدارة بدخولها إلى كابول دون الاشتباكات، وتصريحاتها التي أدلت بها بعد ذلك هي انتصار جميل وعظيم سيجعل كل مسلم يعمل في سبيل الله بإخلاص سعيدا ومثيرا. ونحن أيضا نهنئ انتصارات وفتوحات إخواننا الأفغان، الذين استبدلوا بكل تواضع أعلامهم القديمة بعلم التوحيد وشبهوا هذا الفتح بـ "فتح مكة"، الأمر الذي جعل الولايات المتحدة منهكة وأجبرها على العودة إلى وطنها. ونتمنى من الله العلي القدير أن يكون هذا الفتح وسيلة لتكوين البعث الإسلامي النافع والمبارك والعظيم للإسلام والأمة.
النقطة الأخيرة التي وصلت إليها طالبان بعد صراع صعب للغاية هي بالفعل وقت اختبار جدي للغاية. سيستمرون من الآن فصاعدًا في كيانهم الذي كانوا يعملون كجماعة ومنظمة حتى الآن، "كدولة". وفي هذا الوضع الجديد، يحتاجون إلى بدء دراسة دقيقة للغاية.
في البداية يجب عليهم أن يستفيدوا من تجربة الهياكل الإسلامية في أفغانستان، ثم مع قادة الدول الإسلامية ذوي الحساسية الإسلامية من خلال إقامة حوار معهم، وذلك سوف يرش الماء على قلوب المسلمين ويكون قدوة لهم.
يجب أن يفكروا جيدا في التجربة التي مروا بها بين عامي 1996 و 2001، وتحليل الأشياء الخاطئة والصحيحة في هذا الوقت والتعلم منها. ونأمل أن يكونوا على دراية بأهمية الاعتدال والوسطية. ونتوقع إدارة معتدلة تتجنب من الإفراط والتفريط في العقيدة والممارسات، وتقيّم الأحداث مفتوح الافق، وأثناء القيام بكل ذلك، أن لا تنازل عن طريق القرآن والسنة. إلى جانب ذلك، ندعو الله أيضًا بحسن نية أن يستطيع إخواننا إظهار هذه القوة والإرادة لتحقيق كل ذلك.
يجب أن يكون إرساء العدالة، وهي حاجة البشرية جمعاء وقيمتها المفقودة، هدفا أساسيا لإخواننا الأفغان، كما هي رغبة الأمة جمعاء. وأن تذكر دولة ذات هوية إسلامية وعلم إسلامي، على أساس القرآن الكريم والسنة، على أنها "عادلة" بالمعنى الحقيقي. ويجب أن تكون الشمولية ضرورية أيضًا كشرط للعدالة والتوسط. وخاصة عندما يتعلق الأمر بإدارة دولة متعددة الجنسيات والطوائف مثل أفغانستان، يجب أن يكون هذا مبدأ أكثر أهمية وأن يصبح سياسة دولة.
كما يجب على جميع الأخوة والأخوات الأفغان أن يصفوا أنفسهم باسم واحد، بغض النظر عن مواقفهم ومذاهبهم وآرائهم في الماضي. ويجب وصف الشخص بـ "مسلم" والمجتمع بـ "الأمة". وتصنيف المسؤولين وخطاباتهم هو العامل الأساسي خلال هذه العملية. خاصة بعد الآن، فإن العدو الذي لن يقبل دولة إسلامية، سيقوم بكل ما بوسعه لتقسيم أفغانستان. ومن المعلوم أنه سيتم تفعيل الحساسيات المذهبية والعرقية في البلاد. ونأمل أن يتصرفوا بالفكر والوعي ويطرحوا "إدارة يجد فيها كل فرد نفسه" كما عبروا في تصريحاتهم.
ونسأل الله عز وجل أن ينهي الصراعات الداخلية للشعب الأفغاني وأن يهيئ السباب حتى لا يراقوا دماء بعضهم البعض.
كما ندعو قادة الدول الإسلامية؛ بأن يساعد الجميع الشعب الأفغاني المظلوم ليعيشوا حياة مريحة في دائرة الإسلام و في ظل كلمة التوحيد. وعليهم الامتناع عن التصريحات والأفعال التي من شأنها أن تضع مصالحهم الوطنية في المقدمة وتضر بوحدة أفغانستان وتضامنها.
عسى الله أن يوفق كل المسلمين الذين يكرسون حياتهم في سبيله والذين يتعلمون الإسلام ويعلمونه ويحيونه، وأن ييسر لهم الفتوحات... آمين