تسببت حرائق الغابات المستعرة التي نشبت في عدة مناطق في الجزائر حسب آخر حصيلة رسمية بمقتل 69 شخصا من بينهم 28 عسكريا، في حين تتواصل جهود فرق الإنقاذ، مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، لإخمادها.

هذا وتستمر جهود إخماد النيران التي اجتاحت شمال الجزائر منذ أربعة أيام، مدعومة بطائرات خاصة تم استئجارها من أوروبا، في اليوم الأول من الحداد الوطني على أرواح 69 قتيلا قضوا في الحرائق التي يغذيها ارتفاع درجات الحرارة.

وبلغ عدد قتلى حرائق الغابات 69 بينهم 28 عسكريا كانوا يساعدون في إطفاء النيران، بحسب آخر حصيلة أعلنتها السلطات مساء الأربعاء.

ويشارك 800 رجل و115 شاحنة في إخماد الحرائق بمساندة مروحيتين من المجموعة الجوية التابعة للحماية المدنية ومروحيات تابعة للجيش.

وحصلت أكبر الحرائق في تيزي وزو وبجاية ثم ولايات جيجل وسكيكدة وعنابة والطارف، وكلها مناطق ساحلية متجاورة مطلة على البحر الأبيض المتوسط. وعلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، المنطقة الأكثر تضررا خلال الأسبوعين الماضيين، خلفت سلسلة من الحرائق الضخمة ثمانية قتلى على الساحل التركي وثلاثة قتلى في اليونان حيث لا تزال بعض الحرائق مشتعلة.

وأدخلت القيادة العليا للجيش "مروحيات ضخمة من نوع MI26" التي تتميز بقدرة حمولة كبيرة ودقة عالية للمشاركة في عمليات الإطفاء الحرائق الغابية بولايتي تيزي وزو وبجاية، خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة بكل من ولايتي تيزي وزو وبجاية اللتان شهدتا أخطر الحرائق.

ومنذ الأحد، نبهت نشرة خاصة لمصالح الأرصاد الجوية بالجزائر من ارتفاع درجات الحرارة في المناطق التي شهدت حرائق الغابات. وذكرت النشرة أن درجات الحرارة ستصل إلى 46 أو47 درجة خاصة يوم الثلاثاء الذي شهد اندلاع أكبر الحرائق.

ومن جهته أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إرسال طائرتي إطفاء "كندير" وطائرة توجيه للمساعدة في السيطرة على الحرائق.

وبالتزامن، وصل إلى الجزائر طاقم الطائرتين التي تم استئجارها من الاتحاد الأوروبي في إطار جهود مكافحة حرائق الغابات التي تشهدها البلاد منذ مساء الإثنين الماضي. وكانت الطائرتين قيد الاستغلال في عملية مكافحة الحرائق المشتعلة في اليونان.

هذا، وأفادت وسائل إعلام جزائرية بأن حرائق الغابات المشتعلة والتي تجتاح جزءا كبيرا من شمال البلاد حدثت بفعل فاعل.

وكشفت صحيفة "النهار" الجزائرية، أن 3 مشتبه بهم أشعلوا النيران في مناطق مختلفة في تيزي وزو. ونقلت النهار عن مسؤولين محليين في ولاية تيزي وزو قولهم، إن المشتبه بهم كانوا يستقلون سيارتين، إحداهما من نوع "ساكسو" والأخرى من نوع "إيبيزا"، وأضرموا النيران في الغابات المتاخمة للطريق الوطني رقم ١٢، وهو الطريق المؤدي إلى قرية "آيت نوار".

وأشارت النهار إلى أنه بعد مرور هؤلاء الأشخاص على الأماكن المقصودة، اندلعت فيها ٣ حرائق، حيث أوقف الأشخاص الثلاثة وسلموا لمصالح الدرك الوطني.

وتضم الجزائر، وهي أكبر دولة أفريقية، 4,1 ملايين هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1,76%. وتشهد البلاد حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران العام 2020 على حوالى 44 ألف هكتار. وتنتشر ظاهرة الحرائق في عدد من دول العالم، وترتبط بعناصر مختلفة توقعها العلماء، لا سيما ظاهرة الاحتباس الحراري.

تعتبر الزيادة في درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار مزيجا مثاليا لتطور الحرائق. (İLKHA)