اندلعت مساء اليوم الأربعاء مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اعتدت على فعالية نظمها أهالي الشهداء وعدد من النشطاء في بلدة أبو ديس شرق القدس المحتلة، لرسم أكبر جدارية للشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، بينهم الشهيدة مي عفانة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الغاز بكثافة صوب المشاركين في الفعالية التي نظمت قرب جدار الفصل العنصري، ما أدى لإصابة العشرات منهم بالاختناق.
وأصابت قوات الاحتلال محول كهربائي داخل جامعة القدس في أبو ديس مما أدى لانقطاع التيار الكهربائي في المنطقة.
وارتقت الشهيدة عفانة (29 عامًا) من بلدة أبو ديس شمال شرق القدس، شهيدة برصاص الاحتلال، يوم الأربعاء الفائت، بعد محاولتها تنفيذ عملية طعن ودهس مزدوجة قرب قرية حزما شمال شرق القدس.
والشهيدة عفانة من بلدة أبو ديس شمال شرق القدس، طبيبة صحة نفسية ومحاضرة في كلية جامعة الاستقلال، أكدت في آخر منشوراتها على صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أنه "سوف نبقى هنا وإما شهادة وإما النصر".
وبحسب معطيات فلسطينية، فإن قوات الاحتلال احتجزت منذ أكتوبر/تشرين الأول 2015 جثامين أكثر من (250) فلسطينياً استشهدوا أو أعدموا ميدانياً برصاص قوات الاحتلال، وأفرجت عن غالبيتهم لاحقا.
وكانت قوات الاحتلال فرضت إجراءات عسكرية وتضييق مشدد على أهالي حي الشيخ جراح في القدس المحتلة.
ومنعت قوات الاحتلال مساء أمس سكان الحي من الخروج من منازلهم في وقت سمحت للمستوطنين بالاعتداء عليهم والقاء قنابل حارقة على منزل عائلة الشهيد عمر القاسم مما أدى لاشتعال النار في إحدى الأشجار.
وكررت قوات الاحتلال اقتحام المنزل عدة مرات خلال دقائق بإيعاز من المستوطنين الذين يدعون تعرضهم للرشق بالحجارة في كل مرة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة ذياب واعتدت على سكانه.
وقال المواطن صالح ذياب إن جنود الاحتلال كسروا باب منزله واقتحموه بحجة وجود شبان داخله.
وأوضح ذياب أنهم يتعرضون لعمليات تنكيل متعمد من جنود الاحتلال والمستوطنين بهدف تهجيرهم من منازلهم.
وبالتزامن مع التضييق على سكان الحي والتنكيل بهم سمحت قوات الاحتلال لعدد كبير من المستوطنين بالتواجد أمام منزل عائلة الغاوي الذي استولوا عليه عام 2009.
ومنعت قوات الاحتلال المتضامنين من الوصول لمنازل الشيخ جراح وأجبرتهم على البقاء خارج الحي المحاصر ودفعت بسيارة المياه العادمة للمنطقة.
وسبق أن تصدى أهالي الشيخ جراح لاقتحام عضو الكنيست المتطرف بتسلئيل سموتريتش للحي.
وحاول سموتريتش برفقة عدد من المستوطنين وبحماية جنود الاحتلال اقتحام منزل عائلة الكرد قبل أن يتصدى لهم السكان واشتبكوا معهم بالأيدي.
وكان نشطاء مقدسيون دعوا أهالي القدس والداخل الفلسطيني المحتل عام 1948م، بالتوجه لحي الشيخ جراح لحمايته من اعتداءات قوات الاحتلال ومجموعات المستوطنين المتكررة.
وناشد أهالي حي الشيخ جراح، أهالي القدس بالتوجه إلى الحي لمناصرتهم، إثر تصاعد اعتداءات المستوطنين على أهالي الحي بحماية قوات الاحتلال.
ويواصل الاحتلال إغلاق مداخل حي الشيخ جراح بالسواتر الحديدية والإسمنتية، ويمنع المواطنين من خارج الحي والمتضامنين من الوصول إليه ولقاء سكانه.
وتواجه 28 عائلة فلسطينية خطر الإخلاء من المنازل التي تُقيم فيها منذ العام 1956. وتزعم جماعات استيطانية أن المنازل أقيمت على أرض كانت بملكية يهودية قبل العام 1948، وهو ما ينفيه السكان، كما تنفيه وثائق بحوزتهم.
ويشهد حي الشيخ جراح مواجهات يومية بين قوات الاحتلال ومستوطنيه وبين أهالي الحي والمقدسيين والشبان والمتضامنين، الذين يتصدون لاقتحامات المستوطنين واعتداءاتهم، ويؤكدون ثباتهم وصمودهم في منازلهم وأرضهم.
ويتهدد خطر التهجير 500 مقدسي يقطنون في 28 منزلًا بالحي على أيدي جمعيات استيطانية بعد سنوات من التواطؤ مع محاكم الاحتلال، والتي أصدرت مؤخرًا قرارًا بحق سبع عائلات لتهجيرها، رغم أن سكان الحي المالكين الفعلين والقانونين للأرض. (İLKHA)