تصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الشيخ سعيد وارول، أحد القيادات البارزة لجماعة حزب الله في تركيا. قضى الشيخ حياته السنوات الطويلة بسجون في تركيا بسبب هويته الإسلامية وقبل وفاته، حوالي 7 سنوات من عمره في الهجرة، بعيدا عن وطنه. وتوفي الشيخ في 12 حزيران عام 2018 بحادث المرور أثناء الهجرة.

وتحدث شعب الدين باشاران، الصديق الشيخ سعيد وارول الذي تعارف معه أثناء دراسته في عام 1988، عن علمه وأخلاقه وخطابته وعلاقاته مع الناس وفعاليته تجاه الشباب المسلم.

مرشيد جماعة حزب الله في تركيا أديب كوموش والشيخ محمد سعيد وارول

وقال شعب الدين باشاران: "كان هناك جماعات إسلامية وغير إسلامية في هذه الفترة. وكان الشيخ يمارس فعاليات الإسلامية تجاه الشباب وخاصة طلاب الثانوية من أجل تعليم دينهم، وينصح لهم ويقوم بتنظيم حلقات العلوم الشرعية لهم."

وأشار باشاران إلى أنه شارك في حلقات العلوم الشرعية بوسيلة صديقه من المدرسة، وقال: "كنت أزوره في مكتبته، وكانت مكتبته فرصة كبيرة لتعارفه ووصوله إلى الشباب. كما كان هناك حلقات علمية في حدائق حول مدينة سلوان ولا سيما في شهر رمضان المبارك. وتعرفت عليه يوما في هذه الحلقات العلمية"

وتابع باشاران: "عندما رأيته وتعرفت معه من إخلاصه واهتمامه بنا جعنا نحبه. وكان الشيخ من عباد الله الصالحين ولذلك يدخل الله محبته في قلوبنا. أنا والعديد من الأصدقاء عندما نذهب إلى مكتبته نريد أن نبقى ونسمعه أوقاتا طويلا. وإذا هو ليس في المكتبة لا ندخلها. وهو أيضا كان يحبنا مثل ما نحبه. لذلك تأثرنا كثيرا عندما سمعنا وفاة الشيخ سعيد."

وقال باشاران: "وهذه المحبة تجمع الشباب حوله ورغم مدينة سلوان صغيرة ازدادت فعاليات المسلمين بكثير. وعندما نسمع أن الشيخ يذهب إلى مكان ليدرس ويلقى درسا فنذهب مباشرة إلى المكان ونشارك حلقاته."

وتابع باشاران: "كان للشيخ تأثير كبير ومهم في فعاليات إسلامية في بلدة سلوان. بسبب المحبة ازدادت الفعاليات جماعة الإسلامية لا سيما في الثانويات في مدينة سلوان. طبعا كان ذلك قبل التسعينيات. وبعد التسعينيات بدأ الضغوط الدولية على المنطقة بشكل كبير ومع ذلك استمرت الفعاليات ببركة الله وكان الشباب يجتمع حوله."

الشيخ محمد سعيد وارول 

وأضاف باشاران: "وأن الشيخ كان صاحب بصيرة وإدراك كبير أعطاه الله تجاه عمليات الصعبة. أعطاه الله الإدراك والفهم والعلم والشجاعة كما أعطاه الخطابة في فعالياته وتبليغه وأدخل محبته في قلوب من حوله. ولا يخاف من أحد من لومة لائم ويتخذ قرارات بمناسبة وتحليلات مهمة تجاه المستقبل ببصيرة."

وقال شعب الدين باشاران: "عندما الشيخ يبدأ بعمل كان هناك بركة. إن للإخوة كلهم كانوا ذي قيمة بالغة لكنه إذا كان الشيخ يبدأ بعمل ينتشر بسرعة. مرة ذهب الشيخ إلى مدينة آخر لفعاليات القضية وواصل نشاطه هناك. قال لي شخص أعرفه من تلك المدينة "قبل الشيخ يأتي إلى مدينتنا كانت الفعاليات ضعيفة ولا تتطور ولكن بعد مجيئه تغير الوضع وتوسع عملنا وازداد عددنا" وعندما سمعت هذا الكلام فهمت أنني لم أكن مخطئا في أفكاري."

وأضاف باشاران: "في التسعينيات حزب العمال الكردستاني (PKK) الشيوعي والذي في أفكارهم من الإرهابين يريدون أن يقف فعاليات جماعة الإسلامية ولذلك يقتل ويخطف أشخاص من الجماعة. ولكن الجماعة لا تتنازل عن ثوابتها الإسلامية وتقف فعالياته أبدا. وفي نهاية انتصر المسلمون في أحداث سلوان ورجعوا العدو من أفكاره وفقدوا سلطتهم بين الشعب. وفي المواجهة لعب الشيخ والذين حوله دورا كبيرا في هذا الانتصار. وأريد أن أقول على الرغم مرور 28 عاما على هذا الأحداث، ما زلنا نستفيد من ثمرة تلك الأيام. وبفضل تلك الأيام نواصل فعالياتنا الإسلامية والدعوية اليوم." (İLKHA)