تصادف اليوم الذكرى السنوية الثالثة لوفاة الشيخ سعيد وارول، أحد القيادات البارزة لجماعة حزب الله في تركيا. قضى الشيخ حياته السنوات الطويلة بسجون في تركيا بسبب هويته الإسلامية وقبل وفاته، حوالي 7 سنوات من عمره في الهجرة، بعيدا عن وطنه. وتوفي الشيخ في 12 حزيران عام 2018 بحادث المرور أثناء الهجرة.
وتحدث أسرة وأحباء الشيخ محمد سعيد وارول في الذكرى الثالثة لوفاته.
قال أبن الشيخ محمد سعيد، مصطفى وارول: "كان أخلاق والدي أخلاق القرآن، وكان يحب السنة النبوية ويطبق في حياته بدقة. وهو قضى حياته في العلم وفي خدمة الإسلام وفي ميدان الحركة والجهاد في سبيل الله تعالى."
وتابع مصطفى: "نحن كأسرته ما رأيناه كثيرا ولم نقضي أوقاتا كثيرا معا. لأنه كان يعمل في خدمة الإسلام ويرشد الناس إلى الحق وآنذاك الدولة يريد أن يعتقله لذلك كان قضى حياته في الهجرة وبعدها في السجن وبعد السجن خرج إلى هجرة المرة الثانية. رغم ذلك كأننا عشنا معه ورأينا ضوئه في كل حياتنا."
وأضاف مصطفى: "نحن كأسرته لا نعرف شيئا عن حياته العادية إلا ذكريات التي روي عنا عن بعض أصدقائه في ميدان الحركة والجهاد في سبيل الله. ولا أنسى نصائحه التي أعطني حينما نذهب إلى زيارته في السجن. وكان ينصح لنا كثيراً. ولكن يهتم على إثنين كثيراً. الأول هو العلم. وتطبيق هذا العلم في حياتنا والكلام القليل وابتعاد من المناقشات وبدلا من المناقشات يأمرنا بالتطبيق الفعلي للعلم. وإبتعاد عن العلوم التي يسبب الصراع والفوضى. وكان يقول إذا تعلمتم شيء من الإسلام والقرآن والعلوم خير وأحسن من الدنيا وما فيها. والثاني هو أن نكون مع المسلمين ولن نتكاسل في الأمر الدعوية ونعمل لخدمة الإسلام ونقضي حياتنا في سبيل الله. وكان ينصحنا أن نلتزم بآداب الإسلام ولا نخاف لومة الائم في الأمور الإسلام حتى نرضى ربنا سبحانه وتعالى."
وقال إبن الشيخ أخيرا: "ولقد ضحى والدي حياته وأمواله لقضيته الإسلامية وكان فترة طويلة بعيد عن أطفاله وأبواه. وترك نفسه للأعمال الإسلامي وكان يريد أن يحقيق حكم القرآن حاكما على الأرض. وكان يدعو الله دائما ويقول "يا ربي لا تخلفنا عن خدمة الإسلام والمسلمين حتى آخر أنفسنا" وشاهدنا حتى آخر حياته وفي السجن وحتى في الهجرة كان يخدم في مهام الإسلامية. وكان متواضعا للغاية ولم يهتم بالدنيا. ومن يتكلم معه كان يتأثر من لطفه وحواره وحلمه. ونتمنى من الله ألا يبعدنا من طريقه ويدخله في جنته الفردوس."
قال محمد فاتح وارول، ابن آخر لشيخ محمد سعيد وارول: " ليس لدي كثير من الذكريات عن والدي الراحل. للظروف تلك الفترة والصراع في ذلك الوقت، ربما لا تتجاوز ذكرياتي عن والدي 5 أصابع من يد واحدة. وسمعت ذكرياته من أصدائه وواحد من هذه ذكريات لفت انتباهي، أصدقائه الذين يتحدث عنه ينقل لنا ورعه وتقواه وجهاده وخدمته وحلمه وغير ذلك من الفضائل ولا ينقل عن فتحه محلات واهتمامه بأي طعام وملابسه وغيره من أشياء الناس يهتم ويحب أن يعمل. ولذلك فهمت أن والدي كان هدية لقضية الإسلامي. أتمنى من الله أن يعطي حياة طيبة وطويلة لأصدقاء أبي. وبالطبع أنا كابنه حزين لعدم رؤيته كثيرا وعدم معرفته وعدم تناول الطعام معه سيكون دائماً في قلوبنا."
وقال الشيخ بشير شيمشك، وهو صديق للراحل الشيخ محمد سعيد وارول، إنه ضحى حياته بأكملها للقضية الإسلامية وفقد حياته في سبيل الله."
وأضاف الشيخ بشير: "رحم الله للشيخ محمد سعيد وارول وجميع الشهداء الإسلام برحمته واسعة. الشيخ سعيد كان عالما حقيقيا من ورثة الأنبياء. وكان رجل القضية. عاش حياة قصيرة، لكنه قام بالكثير من العمل الثمين في هذه الحياة. قضى حياة في تحصيل العلم والجهاد وفي السجن والهجرة. كل هذا من أخلاق رجال إسلاميين الكبار. ولم يترك الشيخ في حياته القصيرة فارغة. قضى حياته كلها في الأعمال الصالحة. كان همه الإسلام ويعمل من اجل إصلاح الناس. كان همه تأسيس الأخوة الإسلامية. وعزة الإسلام والمسلمين. الشيخ سعيد عاش حياته في هذا المحور وتوفي على هذا السبيل. رحمه الله رحمة واسعة. ليس من السهل الاستمرار في الطريقة. لن يكون من السهل ملء مكانه. نتمنى من الله أن يزيد لنا أشخاص مثله ولا ينقص. ليمنحنا الله أخلاقا مثل أخلاقه وحياة مثل حياته."
وقال قاسم أزاركان زميل الشيخ محمد سعيد وارول في القضية، "قضى الشيخ حياته في مجادلة الإسلامية منذ شبابه وقضى حياته في التبليغ والنضال الإسلامي. وخصوصا كان يبذل جهده لإحياء الإسلام في نفوس الشباب ولهدايتهم. كان أخلاقه من أخلاق القرآن ويطبق السنة بعناية تامة. كان لا يكسر قلوب. كنت أعرفه منذ أكثر من 30 عامًا، حتى أنني لم أره يؤذي شخصا."
وتابع قاسم: "كان شيخ سعيد صاحب علم وثقافة واسعة. تطور معلوماته في تاريخ الإسلام والتفسير والسيرة النبوية والمنظمة السياسية. وكان عنده الفراسة في السياسة. كان يفهم الأشياء بسرعة ويتخذ قرارات سريعة ودقيقة للغاية. كان ينتبه لتطبيق الإسلام في حياته. وكان يهتم العملية أكثر من النظرية. أريد أن أعرض مثالا لذلك "كان لنا صديق يريد أن يتزوج. ولم يكن أي مال لصديقنا بحيث حتى لم يكن لديه المال لشراء خاتم لزوجته. عندما سمع الشيخ عن هذا الوضع، أرسل إلى زوجته رسالة يكتب فيها أرسلي خاتمك إلى فلانة، وبهذا الطريق حصلت العروسة على خاتم، ونتيجة هذا استطاع صديقنا أن يتزوج بخطوبته."
وأضاف قاسم: " كان الشيخ بالفعل شخصية مثالية. وخصوصا كان يبذل جهده وكل إمكانياته لإرشاد الشباب إلى سبيل الحق. الشيخ كان لا يجلس فارغا في بيته. كان يتجول من بيت إلى بيت للإرشاد وفي كل الشوارع ليجد شابا ويدعه إلى الإسلام و إلى سبيل الحق. ووفاته فقيد كبير لأبناء الحركة الإسلامية. وهو شخص صعب أن يملئ مكانه. وهو في مرحلة الشباب مثالية كبيرة بثقافته وعلمه. وحقيقة تأثرنا كثيرا بوفاته. نتمنى من الله أن يدخله في جنته الفردوس."
وقال صديقه متين جوشكون: "أنا أعرفه منذ تسعينيات. وكان رجلا ذكيا وعالما. لو أراد أن يرتفع منصبه وشأنه في وظائف الدولة مثل شؤون الديانة وما أشبه ذلك لاستطاع ان يفعل ذلك بذكائه ومهاراته. لكنه بدلا من المناصب الدونية اختار ان يكون في سبيل طلب رضا ربه وقضيته. ضحى الشيخ أوقاته كله في سبيل قضيته. كان يريد أن يكون دين الله هو الحاكم ويريد ان يكسب رضا ربه وكان يريد ان يكون مفيدا لمن حوله. واعتقد يوجد لكل عصر أسد البدر. والأخ الغالي سعيد كان أسد من أسد البدر في عصره. نحن نقرأ حياة للصحابة رضوان الله عليهم. وفي الحقيقة الاخ سعيد كان يعيش ويطبق نهج الصحابة في حياته. وهذا كان لطف من ربنا عز وجل. وكان يعرف بشجاعته وبجواده وبعلمه وبصداقته مع القضية الإسلامية." (İLKHA)