أصيب 205 فلسطينيا بجروح في صدامات عنيفة دارت ليل الجمعة في القدس، ولا سيّما في باحة المسجد الأقصى، بين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية التي اقتحمت باحة المسجد، واعتدت بوحشية على المصلين.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ طواقمه أحصت 205 جريحاً فلسطينياً على الأقلّ، بينهم أكثر من 88 استدعت إصاباتهم نقلهم إلى المستشفيات، في حين قالت الشرطة الإسرائيلية إنّ ستّة على الأقلّ من عناصرها أصيبوا بجروح في المواجهات.

وقالت الجمعية في وقت سابق بأنها تعاملت مع 53 إصابة خلال المواجهات في المسجد الأقصى إلى المستشفيات.

وأشارت إلى أن معظم الاصابات كانت في الرأس، "وهناك إصابات بالغة بالعيون، وإصابة بالمطاط بين البطن والصدر".

ودارت أعنف المواجهات في باحة المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ووثقت مشاهد من داخل باحات الأقصى مواجهات عنيفة بين الجانبين استمات خلالها شبّان فلسطينيون بالدفاع عن الاقصى ولو برمي الحجارة باتجاه قوات الحتلال الإسرائيلية التي كانت قد بادرت بإطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة المطاطية على المصلين، وكانت معظم الإصابات بالرأس والعيون.

وقالت حركة حماس في بيان إنّ ما يجري في المسجد الأقصى "يؤكّد أنّ حرب الصهاينة هي ضدّ المقدسيين وضدّ حرية التعبّد".

وبحسب تقديرات فانّ حوالي 70 ألف فلسطيني شاركوا في صلاة الجمعة في الأقصى، وهي الجمعة الأخيرة من شهر رمضان.

وسُمع دوي عشرات الطلقات في باحات الأقصى وشوهد دخان يتصاعد من المكان في البلدة القديمة بالقدس.

وأدانت وزارتا خارجية كلّ من الأردن وقطر الأحداث التي جرت في باحة الأقصى.

وقالت وزارة الخارجية الاردنية في بيان إنّ "اقتحام الحرم والاعتداء على المصلّين الآمنين انتهاك صارخ وسافر وتصرّف همجي مدان ومرفوض".

ويتولّى الأردن الإشراف على صيانة وإدارة شؤون المسجد الأقصى.

وقال فادي الهدمي مسؤول شؤون القدس لدى السلطة الفلسطينية إنّ "ما يجري في القدس وما جرى في الأقصى هو تطور خطير ونذير خطير جداً".

وتأتي الاشتباكات وسط تصاعد التوتر في القدس المحتلة والضفة الغربية مع دخول قطاع غزة على الخط أيضا، واستشهد اليوم الجمعة فلسطينيان برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي شمال الضفة الغربية، وأصيب ثالث زعم الاحتلال أنه حاول مهاجمة موقع اسرائيلي.

وتشهد منطقة الشيخ جراح مواجهات يومية بين الفلسطينيين المقدسيين ومستوطنين يحاولون السيطرة على منازل تعود لفلسطينيين.

واستشهد الخميس فتى فلسطيني خلال مواجهات في قرية بالقرب من مدينة نابلس، خلال عمليات اقتحام لجيش الاحتلال الاسرائيلي بحثا عن فلسطيني أصاب ثلاثة مستوطنين ولقي أحدهم مصرعه لاحقاً.

قالت قوات الاحتلال الإسرائيلية إنّها تمكّنت من اعتقال على المهاجم الفلسطيني في أحد المنازل المهجورة في بلدة سلواد القريبة من رام الله، واسمه منتصر شلبي (44 عاماً)، مشيرة إلى أنّ المهاجم وزوجته وابنه الذي تمّ اعتقاله يحملون جميعاً الجنسية الأميركية، فيما حملت الاسرة اللطة الفلسطينية مسؤولية الاعتقال.

وفي واشنطن قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية "نشعر بقلق عميق إزاء تصاعد التوتر في القدس"، معربة أيضاً عن "القلق بشأن عمليات الإخلاء المحتملة للعائلات الفلسطينية" من أحياء في القدس الشرقية و"كثير منهم، بالطبع، يعيشون في منازلهم منذ أجيال"، مشددة على وجوب "التشجيع على تهدئة التوتر وتجنّب مواجهة عنيفة".

وأضافت "قلنا مراراً وتكراراً إنّه من الضروري تجنّب إجراءات أحادية من شأنها مفاقمة التوتّر أو تبعدنا أكثر عن السلام، وهذا يشمل عمليات الإخلاء والأنشطة المتعلقة بالاستيطان".

وفي جنيف، حثّت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إسرائيل الجمعة على وقف أي إجلاء قسري للفلسطينيين في القدس، محذرة من أن مثل هذه الأعمال يمكن أن تشكل "جرائم حرب".

وتزامنت هذه الصدامات مع يوم القدس العالمي الذي يحييه العرب والمسلمون وسائر المتضامنين مع القضية الفلسطينية سنوياً في يوم الجمعة الرابع من شهر رمضان، وهي مناسبة قال خلالها قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام السيد علي الخامنئي في خطاب ألقاه في طهران إنّ "إسرائيل ليست دولة بل معسكر إرهابي ضد الشعب الفلسطيني والشعوب المسلمة الأخرى" متوقعا مرة جديدة زوالها.

وأحيا مئات الملايين في عشرات العواصم حول العالم المناسبة، رغم الظروف الصحية التي يفرضها الوباء، بحسب القيود المفروضة في كل بلد. (İLKHA)