قال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية، كليمان بون، إن المناورات البريطانية بالقرب من جزيرة جيرسي "لن ترهب فرنسا"، فيما أعلنت البحرية الفرنسية توازياً مع ذلك أنها أرسلت سفينتين حربيتين باتجاه الجزيرة.
وقال بون إنه تواصل مع ديفيد فروست، الوزير البريطاني المكلف بشؤون العلاقات مع الاتحاد الأوروبي وأوضح له أن فرنسا لا ترغب في "تعزيز التوتر" إنما بتطبيق اتفاق الصيد بسرعة وبشكل كامل.
وكان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أمر بإرسال سفينتين حربيتين تابعتين للبحرية الملكية لحماية ميناء جزيرة جيرسي خشية من إغلاق تفرضه عليه سفن الصيد الفرنسية، في تصعيد للنزاع حول صيد الأسماك في بحر المانش بعد بريكست.
وكانت حكومة جيرسي (التي تتمتع بإداة ذاتية) قد امتعضت كثيراً من التصريحات التي أدلى بها يوم الثلاثاء وزير الشؤون البحرية الفرنسي، أنيك جيراردان، الذي حذر من أن إمدادات الكهرباء للجزيرة قد تنقطع رداً على عدم قدرة الأسطول الفرنسي على الوصول إلى مياهها.
وتجمّع نحو 50 قارب صيد فرنسياً للاحتجاج عند ميناء رئيسي تابع لجزيرة جيرسي البريطانية الخميس في ظل تجدد التوتر بشأن الصيد. وتجمّعت القوارب أمام ميناء سانت هيلير للفت الأنظار إلى ما تعتبرها قيودا غير منصفة على قدرتها على الصيد في مياه المملكة المتحدة بعد بريكست.
ولم يتضح إن كانت تنوي إغلاق الميناء أو إن كانت ستسمح بدخول وخروج القوارب الأخرى. وقال الصيّاد كاميل لسوريوي من على متن قاربه "أمر مذهل بأن ننجح في توحيد الجميع للمشاركة في التجمّع".
يتم نشر السفينتين HMS Severn و HMS Tamar، يوميْ الأربعاء والخميس على التوالي. وكلاهما مسلحان بمدفع مصمم للحماية من الطائرات الهجومية السريعة الحركة ورشاشين على سطح السفينة.
وتُذكّر هذه التعبئة العسكرية من جانب الطرفين بالحروب حول سمك القدّ في سبعينيات القرن الماضي، عندما وقعت اشتباكات عنيفة بين السفن البريطانية والصيادين الأيسلنديين.
وقال متحدث بـاِسم رئيس الوزراء البريطاني: "شدد رئيس الوزراء ورئيس وزراء جيرسي على الحاجة الملحة لوقف التصعيد والحوار بين جيرسي وفرنسا بشأن الوصول إلى الصيد".
وقال المتحدث إن جونسون "أكد دعمه الثابت لجيرسي" في هذه الأزمة، ووصف أي تهديد لحصار المنفذ الرئيسي لجزيرة جيرسي للإمدادات الحيوية بأنه "غير مبرر".
وقال إن "حكومتي المملكة المتحدة وجيرسي ستواصلان العمل عن كثب بشأن هذه المسألة".
وردت حكومة المملكة المتحدة بقوة على التهديدات التي وجهتها الحكومة الفرنسية، مدعية أنها تتماشى مع سلوك الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه منذ نهاية الفترة الانتقالية لبريكست في الأول من كانون الثاني/يناير.
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني: "نحن نعمل عن كثب مع الاتحاد الأوروبي وجيرسي بشأن أحكام الوصول إلى مصايد الأسماك بعد نهاية الفترة الانتقالية، لذلك نحن على ثقة من أن الفرنسيين سيستخدمون آليات اتفاقيتنا الجديدة لحل المشكلات".
واندلع الخلاف بسبب التغييرات التي أحدثها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حول حقوق الصيد لأساطيل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وقال وزير الشؤون البحرية الفرنسي يوم الثلاثاء إنه شعر"بالغضب" بسبب عدم السماح للقوارب الفرنسية التي كانت تعمل لعقود في مياه جيرسي. محذرا من أن جزيرة بحر المانش تعتمد على "نقل الكهرباء عن طريق الكابلات تحت الماء" من فرنسا.
وكان ديمتري روجوف، رئيس رابطة الصيادين الفرنسيين قد أوضح في وقت سابق إن 100 سفينة صيد فرنسية ستبحر إلى ميناء جيرسي يوم الخميس في إطار احتجاج على القواعد الجديدة مؤكدا أنها ستعود بسلام من الميناء. (İLKHA)