جاء ذلك في كلمة ألقاها الرئيس الصيني اليوم في حفل افتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لعام 2021 المنعقد في مدينة "بوآو" بمقاطعة "هاينان" جنوبي الصين.
وشدد على معارضة الصين "حرب باردة" جديدة أو مواجهة أيديولوجية بأي شكل من الأشكال.
وأوضح بينغ "جعلت جائحة كوفيد-19 الأمر أكثر وضوحا للناس في جميع أنحاء العالم، وهو أنه يجب علينا رفض عقلية الحرب الباردة، وتفكير اللعبة الصفرية، ومعارضة حرب باردة جديدة أو مواجهة أيديولوجية بأي شكل من الأشكال".
وتابع أن "عالم اليوم يحتاج إلى العدالة وليس إلى الهيمنة، يجب التعامل مع الشؤون العالمية من خلال مشاورات مستفيضة، ويجب تحديد مستقبل العالم من خلال العمل المشترك من قبل جميع الدول، ويجب ألا نسمح بفرض القواعد المصاغة من قبل دولة أو دول قليلة، على دول أخرى ولا نسمح للأحادية التي تنتهجها دول معينة بتحديد مسار العالم بأسره، ويتعين على الدول الكبرى أن تتصرف بطريقة تليق بوضعها وبإحساس أكبر بالمسؤولية".
ولفت إلى أن الصين ستعمل على تطوير الصداقة والتعاون مع الدول الأخرى على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي وتعزيز بناء نوع جديد من العلاقات الدولية، لافتا إلى أن التنوع هو ما يميز عالمنا ويجعل الحضارة الإنسانية رائعة.
وحول تغير المناخ، شدّد بينغ على أهمية دفع التعاون الدولي بشأن تغير المناخ وبذل المزيد من الجهود لتنفيذ اتفاقية باريس، قائلا إنه "يجب التمسك بمبدأ المسؤوليات المشتركة، كما يجب معالجة مخاوف الدول النامية المتعلقة برأس المال والتكنولوجيا وبناء القدرات".
وبشأن مبادرة الحزام والطريق، اعتبر الرئيس الصيني أن المبادرة طريق عام مفتوح للجميع، وليست مسارا خاصا مملوكا لطرف واحد، معربا عن ترحيب الصين بجميع الدول المهتمة للانضمام من أجل المشاركة في التعاون ومشاركة فوائده.
ودعا الرئيس الصيني إلى بذل جهود لتعزيز التعاون في مجالات البنية التحتية الخضراء والطاقة الخضراء والتمويل الأخضر، مع تحسين التحالف الدولي للتنمية الخضراء لمبادرة الحزام والطريق، ومبادئ الاستثمار الأخضر لتطوير الحزام والطريق ومنصات التعاون المتعددة الأطراف الأخرى "من أجل جعل الأخضر سمة مميزة لتعاون الحزام والطريق".
وقال إن الصين تعمل مع جميع المشاركين الراغبين من أجل بناء مبادرة الحزام والطريق كمسار يؤدي إلى تخفيف الفقر والنمو، وأن تقرير للبنك الدولي نوه بأن مشاريع الحزام والطريق قد تساعد 7.6 مليون شخص على التخلص من الفقر المدقع و32 مليون شخص للتخلص من الفقر بشكل عام بحلول عام 2030.
وحول المجال الصحي، أشار بينج إلى أن الصين ستوسع التعاون مع مختلف الأطراف في مكافحة الأمراض المعدية، الصحة العامة، الطب التقليدي، ومجالات أخرى، وأن الصين ستفي بتعهدها لجعل اللقاحات منفعة عامة عالمية.
وأضاف بينغ أن الصين ستواصل التعاون لمكافحة كوفيد-19 مع منظمة الصحة العالمية والدول الأخرى، وستبذل المزيد لمساعدة الدول النامية في تحقيق الانتصار على الفيروس، موضحا أنه يجب إفساح المجال بالكامل لمنظمة الصحة العالمية لتضطلع بدورها الرئيسي في المعركة الجارية ضد كوفيد-19، مع أهمية "وضع الناس وحياتهم فوق أي شيء آخر، وتوسيع نطاق مشاركة المعلومات والجهود الجماعية وتعزيز التعاون في الصحة العامة والطب".
وشدد على أهمية بذل جهود لتعزيز التعاون الدولي في مجال البحث والتطوير، وإنتاج وتوزيع اللقاحات في المعركة الجارية ضد كوفيد-19، وضمان أن يتمكن كل فرد في العالم من الحصول على اللقاحات التي يحتاجون إليها، وتحمل تكاليفها.
وبالنسبة للاقتصاد، دعا الرئيس الصيني إلى بناء اقتصاد عالمي مفتوح، قائلا إن الانفتاح ضروري للتنمية والتقدم ويمثل مفتاح الانتعاش الاقتصادي فيما بعد حائجة كوفيد-19، وأن العالم بحاجة إلى تعزيز تحرير وتسهيل التجارة والاستثمار، وتعميق التكامل الاقتصادي الإقليمي وتعزيز سلاسل التوريد والصناعة والبيانات والموارد البشرية.
وأعرب بينغ عن ترحيب الصين بالجميع للمشاركة في الفرص الشاسعة التي يوفرها السوق الصيني، لافتا إلى أن الصين ستضطلع بدور نشط في التعاون متعدد الأطراف بشأن التجارة والاستثمار، وتنفذ قانون الاستثمار الأجنبي والقواعد واللوائح الداعمة له، وتقلل القائمة السلبية للاستثمار الأجنبي بشكل أكثر.
وكشف عن أن الصين ستستضيف الدورة الثانية من مؤتمر حوار الحضارات الآسيوية بمجرد السيطرة على الجائحة، معتبرا أن استضافة المؤتمر ستكون جزءا من جهود الصين النشطة لتعزيز الحوار بين الحضارات في آسيا وخارجها. (İLKHA)