عُقد أول اجتماع لمجلس تعاون استراتيجي رفيع المستوى بين ليبيا تركيا في أنقرة، يوم الاثنين، برعاية رئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، والرئيس تركي رجب طيب أردوغان، "بهدف تحسين العلاقة القائمة على الصداقة والأخوة الراسخة على أساس المنفعة المتبادلة والاحترام والمساواة وتعميق وتنويع التعاون بين البلدين"، بحسب بيان مشترك.
وأكد المجتمعون أهمية حماية سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها السياسية في جميع أنحاء البلاد في الشرق والغرب والجنوب، وأن المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية هما السلطة التنفيذية الشرعية الوحيدة لليبيا، والتي تم تحديدها من خلال الانتخابات التي أجريت في اجتماع منتدى الحوار السياسي الليبي.
كما تم التأكيد على أن المشكلات في ليبيا يمكن حلها من خلال الأساليب السياسية التي تقودها ليبيا والمملوكة في إطار الاتفاق السياسي الليبي الموقع 2015 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، واستنتاجات مؤتمر برلين وخريطة طريق منتدى الحوار الليبي، بالإضافة إلى أهمية إسهام تركيا لضمان وقف دائم ومستدام لإطلاق النار.
وجرى خلال الاجتماع أيضًا، تسليط الضوء على أن مذكرة التفاهم الموقعة بين تركيا وليبيا بالأخص البحرية منها، تحمل أهمية للمصالح المشتركة لكلا البلدين والاستقرار والتعاون الإقليميين، وصحة المبادئ الواردة بها، والتعبير عن الإرادة للمضي قدماً في تأطيرها، مع التأكيد على ضرورة عقد مؤتمر إقليمي لكل الأطراف يدعم الحوار والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط ينتهي لضمان حقوق الجميع.
وتم الاتفاق على ضرورة عقد مؤتمر إقليمي لضمان الحوار والتعاون في شرق البحر الأبيض المتوسط.
وأشار البيان إلى رغبة الجانبين في تعزيز التعاون للإصلاح الأمني وبناء القدرات وفق الحاجة وبناءً على طلب حكومة الليبية.
وشدد على إدانة الإرهاب بغض النظر عن دوافعه وبجميع أشكاله ومظاهره، وتأكيد أهمية العمل بتضامن كامل في مكافحة الجماعات الإرهابية والمنظمات الإجرامية التي تشكل تهديداً لكلا البلدين.
وأكد الجانبان مواصلة تعزيز تعاونهما الثنائي والإقليمي والدولي ضد التطرف العنيف، وجميع أشكال ومظاهر الانفصال، والجرائم المنظمة العابرة للحدود، وتهريب المخدرات، والإتجار بالبشر، وغسل الأموال، والجرائم ضد التراث الثقافي والتاريخي، والجرائم الإلكترونية، وحملات التضليل، وتهريب المهاجرين والتهديدات الأمنية العابرة للحدود.
واتفق الجانبان على التعاون في مكافحة الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر والإتجار بالمهاجرين، كما سيتقاسم الجانبان الخبرات في مجال الهجرة غير الشرعية. كما تم الاتفاق على زيادة حجم التجارة الثنائية إلى 5 مليارات دولار أميركي بطريقة متوازنة.
وشدد الجانبان، على أهمية تحسين وتعميق التعاون في مجال الطاقة من أجل المنفعة المتبادلة لكلا البلدين، والتعبير عن استعدادهم لبدء العمل في هذا الشأن.
وتم البحث في آلية التوصل إلى تفاهم بشأن إجراء الفحص الميداني المطلوب للخطوط الجوية التركية لاستئناف رحلاتها إلى ليبيا.
وأقر الطرفان خلال الاجتماع، تنظيم برنامج تدريبي للدبلوماسيين الليبيين في المرحلة الأولى، وفقاً لمذكرة التفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية التابعة لوزارة الخارجية في جمهورية تركيا ومعهد الدراسات الدبلوماسية بوزارة الخارجية والتعاون الدولي في دولة ليبيا والتي تم التوقيع عليها في 14 آذار/ مارس 2012.
وتم الاتفاق على إجراء مباحثات سياسية بين وزارات الخارجية بصورة دورية وبمستوى يحدده الوزراء المعنيون عن طريق القنوات الدبلوماسية، كذلك الالتزام بتعزيز التنسيق بين مؤسساتهم الصحية في مكافحة الأوبئة، في المقام الأول ضد جائحة فيروس كورونا.
وتمت الموافقة على العمل بوحدة في قضايا الأمن العالمي والإقليمي والوطني، امتثالاً لمصالحهم الوطنية والشواغل الأمنية.
وعبّر الجانبان، دائمًا بحسب البيان، عن ثقتهما في أن العمل المنتظم للجنة سيعزز العلاقات الاستراتيجية والأخوية بين البلدين، وسيسهم في تعزيز الروابط التاريخية بين شعبيهما.
وأكدا عزمهما على مواصلة جهودهما لتعزيز التعاون الثنائي في الدفاع والصحة والسياحة والتعليم والثقافة والإعلام والاستثمارات المتبادلة والبلديات والتمويل.
واتفق الجانبان على متابعة نتائج الاجتماع الأول للجنة عن كثب، وعقد الاجتماع التالي في ليبيا.