تحل اليوم الذكرى السابعة لوفاة العالم والمفكر الإسلامي محمد سودان المتوفى 10 أبريل 2014، الذي كرس حياته لخدمة الإسلام.
الأستاذ محمد سودان هو من مؤسسي وقياديي جماعة حزب الله التركية، كان يمثل في شخصيته القيم الأخلاقية للقرآن ويضحى حياته للخدمة الإسلامية وكان داعيا مشهورا بحلمه، ومعروف بأنه أحد الشخصيات المتميزين بكفاحه الإسلامي في تركيا.
من هو الاستاذ محمد سودان؟
ولد الاستاذ محمد سودان في تركيا بقرية درجمت في مدينة ليجة التابعة لمحافظة دياربكر في عام 1936م. وبدأ بدراسته الأولى على يد والده، الحاج صبري سودان الذي كان من الزعماء في المنطقة. فبدأ الاستاذ محمد الذي أمضى طفولته في تحصيل العلوم الاسلامية من عائلته المتدينة، بنشاطات كبيرة في السنوات الأولى من شبابه.
وكان يرى الأستاذ محمد أن الفعاليات الإسلامية الفردية لا تؤثر على شرائح كبيرة من المجتمع، وكان يعتقد أن الأنشطة الإسلامية ينبغي أن تستمر كمجتمع. ولهذا السبب في السبعينيات شارك بالجمعية التركية والوطنية للطلاب، التي كانت مؤثرة في الأناضول وكردستان. وواصل فعالياته الإسلامية مع هذه الجمعية لتربية جيل الشباب الإسلامي ليلا ونهارا.
وعاش في سنوات طفولته بمدينة كنج التابعة لمحافظة بينغول وكان يعمل هنا كتاجر في بداية شبابه ومع تجارته كان يحصل العلوم الاسلامية ويواصل تبليغه الدعوي الاسلامي.
تعرفه بالمرشد العام لجماعة حزب الله حسين ولي أوغلو
قامت مجموعة من الشباب المسلمين في تركيا، ببحث عن "كيفية أفضل السعي لتحقيق خدمة للإسلام" في الفترة التي كانت تكثر الاشتباكات بين اليساريين واليمينيين. وفي أوائل الثمانيات عقد مرشد جماعة حزب الله حسين ولي أوغلو اجتماعا في مدينة كنج التي يعيش فيها الأستاذ محمد سودان حول فعاليات الارشاد والتبليغ. فبدأ الاستاذ محمد فعالياته الاسلامية مع مرشد جماعة حزب الله، بعد مشاركته في هذا الاجتماع.
وبعد دخوله إلى صفوف جماعة حزب الله انتقل إلى دياربكر في عام 1987 وبدأ تجارته هناك وكان وضعه الماضي جيدا. وترك التجارة بعد فترة وجيزة وتوجه إلى الفعاليات الإسلامية بشكل كامل. وقاد مع أصدقائه المخلصين عشرات الآلاف من الشباب لتلقي دروس القرآنية في العديد من المدن وخاصة في محافظة دياربكر. وسرعان ما انتشرت فعاليات الاستاذ وأصدقائه في وقت قصيرة في الشرق وجنوب الشرقي تركيا. وبفضل الدراسات، تلقى عشرات الآلاف من الأطفال والشباب دروسا في القرآن. لقد تخلى الكثير من الناس عن عاداتهم السيئة وتوجهوا إلى الإسلام.
وبعد أن بدأت الدولة بملاحقته عام 1993 بسبب فعالياته الاسلامية، واصل أعماله سرا. وعاش في مدن مختلفة بسبب اضطراره لمغادرة دياربكر.
أمضى 10 سنوات في السجون
واعتقل في اسطنبول في نوفمبر / تشرين الثاني 2000، وأتي الأستاذ سودان إلى مقر القوة المكافحة (مدرسة الشرطة السابقة)، المعروفة باسم مركز التعذيب في ديار بكر، بعد احتجازه لمدة 3-4 أسابيع في شرطة اسطنبول. وتعرض الاستاذ الذي كان محتجزًا بصورة غير قانونية لمدة أربعة أشهر، لتعذيب متنوع لا يمكن تصوره. وسجن في بداية عام 2001، وحُكم عليه بالسجن لمدة 12 سنة و6 أشهر من قبل محكمة أمن الدولة. وبقي في سجون مختلفة في أنحاء تركيا لمدة 10 سنوات و6 أشهر. وأطلق سراحه من السجن في عام 2011، حيث قضى سنوات في السجن مع العلم والعبادة والتأمل.
وفاة الأستاذ محمد سودان
بعد خروجه من السجن، ذهب إلى الحج. وأصبح مريضا هناك، ثم مكث لفترة من الوقت ليعالج في مكة المكرمة.
وفي يناير 2014، اشتد عليه المرض مرة أخرى، وبعد تشخّيص الأطباء له بأنه بسرطان الرئة وتضخم الشرايين القلب. ونقل إلى المستشفى مرة ثانية بعد معالجته لفترة قصيرة. وتوفي الاستاذ محمد سودان الذي كان في وحدة العناية المشددة، مساء يوم 10 نيسان 2014.
وكان متزوجا وأبا لتسعة أطفال، وعالما في علم التفسير والفقه والحديث، بالاضافة إلى التاريخ والقضايا الراهنة. (İLKHA)