يتم تذكير مؤسس جماعة حزب الله حسين ولي أغلو بالتكريم والتقدير، من قبل أقاربه ومحبيه، بمناسبة ذكرى استشهاده في 17 كانون الثاني 2000 جراء اقتحام على منزله في منطقة بيقوز بمدينة اسطنبول.
وتحدثت عائلة ولي أغلو وأصدقائه المقربين، لـ "وكالة الأنباء إيلكا"، عن حياته وذكرياتهم التي ترك أثرا عميقا عليهم بعد 21 عاما.
وقالوا إن الهدف الوحيد لولي أغلو هو كان خدمة الإسلام، وإنه ناضل طوال حياته بدءا من الطفولة، حتى يتمكن الناس جميعا من استيعاب الحياة الإسلامية.
وصرّح أصدقاؤه الذين يعرفونه من قريب أنه لم يكن لديه حياة فردية غير الخدمة الإسلامية، من بعد تأسيسه جماعة حزب الله حتى سنة استشهاده عام 2000، وأنه قد قضى 22 عاما من حياته لبناء جماعة إسلامية، وقالوا إن استشهاده كان خسارة كبيرة للمسلمين في المنطقة.
"كان هدفه إقامة أحكام الإسلام"
وأشاروا إلى أن حسين ولي أغلو، كرس حياته ليلا ونهارا من أجل خدمة الدعوى الإسلامية، وتحمل مسؤوليات كبيرة وبذل قصارى جهود لقضية الإسلام ولتوحيد الأمة.
قال الملّا أنور الفارقيني إن غرضه ونضاله وخدمته كان الحفاظ على مجد الإسلام وإقامة أحكام القرآن، وإن كل نضاله كان لحماية الناس من الكفر. ولهذا الغرض، كان يجري زيارات إلى علماء وكتاب وأشخاص إسلامي في المنطقة. وكان هدفه إقامة أحكام الإسلام. وتوفي على هذا الطريق، إذا كان هناك عيش إسلامي في هذه الأراضي، فإن نصيبه كبير فيها.
"إن حصته من الموقف الحالي المجيد للمسلمين كبيرة جداً"
وأضاف أحمد سيد أوغلو بأن الأفكار التي أعرب عنها الشهيد حسين ولي أغلو فتحت آفاقا جديدة في عقول الناس ووحدتهم. وكان أهم تأثير له على الناس أنه أنتج أفكارا لمستقبل المسلمين. لقد فتحت هذه الأفكار آفاقا جديدة لجميع الناس وطورهم إلى الأمام.وإن حصة ولي أغلو من الموقف الحالي المجيد للمسلمين كبيرة جداً. وفي الوقت الذي كنا معه، كان يعمل بشكل جاد، بشأن برامج يمكن أن تحمي كرامة المسلمين ووعودهم في المستقبل. وكان رجلا تقيّا ولم يترك أي شيء من سنة رسول الله ﷺ.
"كان يعمل لإنقاذ الأمة الإسلامية"
وقال الشيخ فاتح، أحد أصدقاء حسين ولي أغلو: "لقد كان نضاله وعمله وكل لحظته للقضية الإسلامية".
وأفاد الشيخ فاتح، بأن الشهيد كان يبلغ الإسلام عن طريق إجراء زيارات إلى كل قرية وبلدة ومدينة ومنطقة. وأنه لا يوجد هناك أي شيخ أو عالم أو شخص إسلامي في المنطقة، لم يزره الشهيد. وكان رجلا متقدما في الأفكار. وكنا معه في أواخر أيامه قبل الشهادة، كان لا ينام في اليوم إلا ثلاثة ساعات، وكان يعمل لإنقاذ الأمة الإسلامية كراعٍي يدافع عن رعيته التي دخلها الذئب. وكان يركض على الجميع من الصغير إلى الشيوخ، كنا أحيانا نريد منه أن يرتاح وينام، كان يجعل ستراته وِسادة، ويرتاح لعشر دقائق ويبدأ العمل مجددا ويكمل من حيث لم يتوقف.
"إنه كان لديه شخصية مميزة لا يهتم بأموال الدنيا"
وقال ملّا مصطفى دورغون، أحد العلماء المنطقة والذي يعرف الشهيد، إنه شخصية ممتازة لا يهتم بجاه الدنيا والعالم.
وأضاف بأن الشهيد كان خريجا من كلية العلوم السياسية بجامعة أنقرة، ولكنه لم يضطلع بدور رسمي في هذا المجال، لأنه كان مخلصا تماما لقضيته. كان المرشد حسين يعتقد أن الإنسانية لا يمكن أن تنجو إلا بعيش الإسلام والعمل في هذا الاتجاه. وفي هذا الصدد، زار الناس وكان هناك من يدعمونه، و هناك أناس لم يدعموه. وكان هدف المرشد الشهيد كله هو أن يعيش الإسلام كنظام للحياة.
"لقد ضحى بنفسه من أجل الإسلام"
وذكر خير الدين ولي أغلو، أحد أخ المرشد الشهيد، أن قبر أخيه قد يغمر بالزوار في 17 كانون الثاني / يناير من كل عام.
وقال: "في يوم استشهاده، نأتي إلى قبر المرشد كعائلة، ويأتي محبيه، ويدعون له، لو لم يضحي حسين بنفسه لمنطقة كردستان لكان 90% من كردستان في الجبال مشاركين تنظيم بى كا كا الإرهابي، كان شبابنا وأطفالنا وبناتنا جميعا في الجبال، هذا واضح. لقد ضحى بنفسه للإسلام. وكان يقول "سأدير هذه الدعوة حتى أستطيع العيش، وسيكون هناك من سيديرون القضية بعدي"، والحمد لله، والآن هناك من يديرون الدعوة الإسلامية اليوم. وأنا أكبر منه بخمسة سنوات، أنا أعرفه جيدا، كان يسافر ليلا ونهارا ليعلم الناس تعاليم الإسلام، وبذل جهودا كبيرة من أجل الإسلام، وأصدقائه بنفس الطريقة".
"كان ينصحنا دائما رغم أننا كنا أكبر منه"
قال أخو الشهيد الكبير سيف الدين ولي أغلو "إننا 5 إخوة وكان حسين أصغرنا، وكان تقيا منذ صغره، وكان ينصحنا دائما رغم أننا كنا أكبر منه، وكان شخصا متدينا وشجاعا، وكان يزور المدن والقرى والبلدان ليبلغ الناس دين الله، وكان مجتهدا في خدمة الإسلام، وكان يحصل على شهادة علمية بامتياز نهاية كل فصل دراسي، وكان يصاحب مع أناس الطييبين، وينصح أخواته لتغطيتهن الحجاب، وظل يذكرنا بالموت ويخبرنا أن نستعد للموت، كان يتحدث دائمًا عن أشياء جميلة. وكان والدي مولعا جدا بأخي الذي كان لديه أخلاق جميلة. ولن أنساه أبدا حتى أموت".
وتابع أخوه الآخر، بأن أخلاق الشهيد كانت جيدة، وكان مجتهدا جدا لدينه، و لا يخاف من أي شخص إلا الله، وتقريبا لم يترك مكانا لم يزره في تركيا لنشر الإسلام. وفي هذه الأرض ألقى بذور لزراعة جيل ديني. وكان وسيلة لهداية الكثير من الناس.
"عندما يذهب إلى أي شخص كان يبلغه الإسلام"
وقالت أخت الشهيد سيدة صالحة، "كان لا يفوته أية صلاة منذ صغره، وكان راعي الحيوانات في صغره، إذا جاء وقت درس القرآن في المسجد، يدعوني لرعاية الحيوان، وبعد الدرس كان يعود للرعي، وكان لا يتحدث كثيرا ولغوا، وعندما عاد إلى المنزل من المدرسة في باطمان، كان يضع على الفور قبعة على رأسه. حتى في سن مبكرة، كان مولعا بشعار الإسلام.
وكان أبي وأمي يحبانه أكثر منا، وكان ينصحنا أخواته أن يحتجبن مثل أمر الله، وكان يسافر لزيارة الشيوخ والعلماء من أجل الصحبة عن الإسلام، وكان هدفه الوحيد رضا الله، وكان شخصا ذكيا وصاحب أخلاق حسنة، وكان يترك عن بعض السلطات الدنيوية لتبليغ الإسلام. وكان يحب جميع الناس إلا أعداء الإسلام، حتى أولئك الذين لا يتبعون طريقه ما زالوا يخبروننا بأنه كان شخصا ذي أخلاق حسنة".
من هو حسين ولي أوغلو ؟
ولد حسين ولي أوغلو، وهو أحد الأطفال الـ11 لحاج عثمان وفاطمة، في قرية باوزو (خيرو) في 1 يناير 1952 ببلدة جيركوش في باطمان شرق تركيا، وفق السجلات الرسمية.
فقد ينتمي ولي أوغلو، إلى قبيلة (هابيزبيني)، التي كان عدد سكانها كبيرا من باطمان وضواحيها، وهو طفل لأم وأب يتمتعان بحساسية إسلامية، وكان له شخصية إسلامية منذ صغره. وعندما كان عمره 6-7 سنوات، بدأ يتلقى درس القرآن إلى جانب إمام القرية ولم يذهب إلى المدرسة أثناء إقامته هناك لأنه لم تكن هناك مدرسة في قريته.
وعندما كان ولي أوغلو في التاسعة من عمره، استقرت عائلته في باطمان، والتحق بمدرسة ابتدائية في باطمان، والإعدادية في مدرسة باطمان الثانوية. وبعد تخرجه من قسم الشؤون المالية في كلية العلوم السياسية في جامعة أنقرة، لم يكن موظفا رسميا وانتقل إلى باطمان وبدأ بالنشاطات الإسلامية هناك.
تزوج حسين ولي أوغلو في 18 مايو 1978، وهو طالب في الجامعة، وسجّل زواجه رسميا في 20 نوفمبر 1978. وخلال زواجه، كان لديه 11 طفلا، من بينهم 7 أولاد و 4 فتيات.
وأسّس الشهيد جماعة حزب الله في باطمان في عام 1979 مع أصدقائه، وبدأ بأنشطة اجتماعية سرية. ومع ذلك، كان يأتي ويذب إلى أنقرة لأنه كان لا يزال يذهب إلى المدرسة، وكان يمشي ذهابا وإيابا إلى باطمان في كثير من الأحيان للحفاظ على العلاقات مع أصدقائه على قيد الحياة.
واستشهد حسين ولي أوغلو، الذي ذهب إلى اسطنبول في عام 1999، في 17 كانون الثاني 2000، بعد عام واحد من اقامته في اسطنبول، في شارع كافاجيك مهندس في بيقوز، حيث حاصرت وحدات أمن الدولة منزله، وقتلوه بأسلحة طويلة المواسير نتيجة رشاشات لعدة ساعات طويلة. (İLKHA)