وأعلنت جماعة الإخوان، في البيان الذي صدر في ختام المؤتمر، الذي نظمته اليوم في إسطنبول، تحت عنوان "جائحة كورونا.. التعاون والمشاركة فريضة"، عن أن أولوياتها الآن هي مواجهة الوباء من خلال التكاتف والتعاضد المنشود بين جميع أبناء الشعب لإنقاذ البلاد والمحافظة على الشعب.
ودعت الجماعة الشعب المصري إلى الأخذ بالأسباب والالتزام بآراء أهل العلم والمختصين فيما يتعلق بإجراءات السلامة والوقاية من المرض، والتزام البقاء في البيوت والصلاة فيها، كما وجهت الدعوة للجميع إلى التحرك بشكل رشيد وبأقصى طاقة لمواجهة كورونا.
وشدد الإخوان، فى البيان، على ضرورة تحرى وسائل الإعلام للدقة في نقل الحقائق، وتعزيز مصلحة الوطن، وعدم نقل الشائعات، مشددين على ضرورة الشفافية التامة والمكاشفة المستمرة مع الشعب بالحقائق.
وأكد البيان ضرورة إخراج المعتقلين والسجناء باعتباره أحد العوامل المهمة فى مقاومة الوباء، وهى الخطوة التى اتخذها العديد من دول العالم لضرورتها الصحية والإنسانية، خاصة مع تزايد معدلات انتشار الوباء. إضافة إلى أن ما لا يحتمل أي تأجيل هو إطلاق سراح أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن.
كما دعا الإخوان إلى المسارعة في تهيئة كل سبل الدعم المعنوي والمادي للطواقم الطبية، وتوفير كافة سبل الاحتياطات الطبية الضرورية للطواقم الطبية وتوفير الحماية الأمنية اللازمة لهم.
ووجه الإخوان الدعوة للشركات الكبرى الموجودة فى مصر ورجال الأعمال إلى تقديم يد العون للطبقات الأكثر تضررا، معلنين عن دعمهم لمبادرة الأزهر المتعلقة بإعانة بيت الزكاة والصدقات المصري للعمالة اليومية المتأثرة بالظروف الحالية.
كما أكد الدكتور محمد الدسوقي، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة المنصورة وعضو الجمعية المصرية لمكافحة العدوى، أن جائحة كورونا ستمضي بالأخذ بالأسباب واليقين في الله، والبشرى بقوله صلى الله عليه وسلم "يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء".
وقال في كلمته بمؤتمر "جائحة كورونا.. التعاون والمشاركة فريضة"، الذى نظمته جماعة الاخوان المسلمين اليوم: إننا معشر الأطباء في كل مكان نضع كل إمكاناتنا وخبراتنا تحت أيدي أوطاننا والإنسانية جمعاء، ونواصل الجهد ليلا ونهارا لخدمة الناس وعلاج المرض، حتى يكتب الله الشفاء والنجاة من الوباء.
وأكد أهمية تعاون الجميع فى مواجهة المرض، قائلا: "نحن جميعا في مواجهة المرض الذي يجتاح العالم ولا يفرق بين أحد.. علينا أن نتعاون ونحشد كل الطاقات للسيطرة والقضاء عليه."
وأوضح أنه طبقا للإحصاءات العالمية، فإن ٨٥% من الإصابات بالمرض تكون طفيفة وتعالج بالمنزل، وتتعافى تماما بإجراءات بسيطة تبدأ بعزل المريض بالمنزل، وارتدائه الكمامات، والتزامه بالعطس والكحة في مناديل ورقية، والتخلص منها لمنع انتشار الفيروس، وتنظيف مكانه بصورة منتظمة، والتزامه بالراحة التامة وخطوات العلاج حتى يبرأ.
وذكر أن ذلك يكون في غضون أسبوع أو اثنين على الأكثر، مشيرًا إلى اختيار أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء الأصحاء لتمريضه، وارتداء الكمامة أثناء التعامل معه، وتجنب المخالطة المباشرة بإعطائه الغذاء والدواء الذي يتكون من أدوية مخفضات الحرارة والكحة والاحتقان، مع شرب المياه والسوائل بكثرة، والتغذية الجيدة.
وشدّد على أهمية اتباع الإجراءات الوقائية البسيطة لعدم الإصابة بالفيروس، منها مداومة غسل اليدين بالماء والصابون دون الإفراط في استخدام المطهرات الأخرى، وتجنب لمس الوجه لغلق منافذ دخول الفيروس إلى الجهاز التنفسي.
وأضاف أنه يجب أن تكون "الكحة" والعطس في مناديل ورقية ثم التخلص منها، وإن لم تتوفر ففي ثنايا الكوع وعند الشعور بالحرارة والكحة يجب أن يعزل الفرد نفسه مباشرة حتى لا ينشر العدوى للآخرين ثم يسأل النصيحة الطبية. مؤكدا أهمية التباعد المجتمعي في التعامل اليومي بين الناس على مسافة متر على الأقل أثناء الكلام تجنبًا للعدوى قدر المستطاع.
وأكد الدسوقي أهمية التزام الناس بالحجر المنزلي وعدم خرقه كما تحدده السلطات الصحية، وعدم ترويج الشائعات والأخبار السلبية التي تحبط الناس وتجنب معرفة المعلومات من غير الجهات الصحية المعتمدة؛ حتى لا نشيع روح اليأس بالمجتمع مما يمهد الطريق لغزو جيوش الفيروسات.
وقال إن المرض ليس وصمة عار، ويجب على من يشتبه في إصابته أن يسارع إلى إبلاغ الهيئات الصحية دون خوف؛ حتى لا يضر بنفسه وبالآخرين. مطالبا الحكومات ومنظمات الصحة بتوفير وسائل التشخيص السريع وكافة طرق العلاج من أدوية ولوازم العناية المركزة، وخاصة أجهزة التنفس الصناعي، ودعوة الأغنياء للمشاركة في ذلك.
ودعا الجميع إلى تقديم كل وسائل الدعم المعنوي والمادي للأطباء ومعاونيهم، وتوفير البيئة المناسبة لعملهم حتى يقوموا بواجبهم على أحسن وجه.((İLKHA