عشية الإستشارات النيابية الملزمة التي كانت من المفترض أن تجري اليوم الإثنين في القصر الرئاسي لتسمية رئيس لحكومة جديدة وتم تاجيلها الى يوم الخميس ، اندلعت مواجهات بين المتظاهرين وعناصر مكافحة الشغب في وسط بيروت، وذلك بعد تظاهرة بدأت عند مدخل ساحة النجمة من ناحية مبنى "جريدة النهار".
وفي بداية الوقفة الاحتجاجية، ردّد المعتصمون هتافات ترفض إعادة تسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة ضمن الإستشارات النيابيّة التي تأجلت من اليوم الاثنين الى الخميس 19 الشهر الحالي بناء على تمني الحرير من الرئيس ميشال عون ، إلا أن عدداً من المتظاهرين عمدوا إلى رشق القوى الأمنية بالمفرقعات وعبوات المياه، ما أدى إلى تدافع بينهم.
وعلى الأثر، تجدّدت المواجهات بين العناصر الأمنية والمحتجين، وسادت حالة من الهرج والمرج قرابة الساعة الـ8 ليلاً بتوقيت بيروت، بعد أن غادر جموع من المتظاهرين عقب التوترات التي حصلت.
وقامت عناصر قوى الأمن الداخلي برمي القنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين لتفريقهم في إتجاهات مختلفة، كما قامت برشهم بخراطيم المياه.
من جهتهم، قام المتظاهرون بوضع العوائق على الطريق، لمنع تقدّم آليات القوى الأمنية المزودة بخراطيم المياه، في حين انسحب عددٌ من المعتصمين إلى الشوارع الداخلية القريبة من مكان الإشكال.
وإثر ذلك، بدأت عمليات الكر والفر بين القوى الأمنية والمتظاهرين، وسط سقوط عددٍ من الإصابات جراء حالات الإختناق الناجمة عن غاز القنابل المسيلة للدموع.
وقد دفعت القوى الامنية المتظاهرين الى التراجع صوب منطقة الصيفي، حيث عمد الجيش اللبناني الى تشكيل جدار بشري يفصل بين المتظاهرين والقوى الامنية، ما أدى الى هدوء حذر.
كما فصل الجيش بين المتظاهرين وشبان قادمين من مناطق مجاورة، منعاً لحصول أي صدامات قد تؤدي الى إشكالات أهلية.
وعملت 5 فرق من الصليب الأحمر على إسعاف المصابين جراء الإشتباكات، كما أشار العميد جورج كتانة، المدير العام للصليب الأحمر اللبناني أنّ "الإصابات في وسط بيروت تعالج على الأرض وليست بحاجة للنقل إلى المستشفيات". من جهتها، أعلنت المديرية العامة لـ"الدفاع المدني" عن "تقديم الإسعافات الأولية اللازمة و تضميد إصابات 46 مواطناً و نقل 14 جريحاً إلى المستشفيات في بيروت".
هذا وأصيب مصور وكالة "رويترز" الزميل محمد عزاقير إثر الإشتباكات التي وقعت في وسط بيروت، وقد نقل إلى إحدى مستشفيات العاصمة للمعالجة. وأصيب عدد آخر من الصحفيين والمصورين بحالات اختناق من القنابل الغازية ومن الحجارة التي يرميها المتظاهرون.
هذا ونشرت المديرية العامة لـ"قوى الأمن الداخلي" مقطع فيديو يوثق لحظة قيام أحد المعتصمين بإلقاء المفرقعات على عناصر مكافحة الشغب. ولفتت المديرية إلى أن "بعض المشاغبين قاموا بالإعتداء على المحال التجارية في شارع فوش والشوارع المحيطة، وقامت قوى الأمن بملاحقتهم".(İLKHA)