يوافق ذكرى استشهاد الشيخ عزّ الدين عبد القادر مصطفى يوسف محمد القسام عام 1935 بعد معركة غير متكافئة مع الاحتلال البريطاني لفلسطين بقرية الشيخ زايد.

ولد القسام في بلدة جبلة بمدينة اللاذقية السورية عام 1883م، ورحل إلى الأزهر الشريف بالقاهرة عندما كان عمره أربعة عشر عاماً، حيث تخرج من عام 1906 وعاد إلى بلده ليعمل مدرساً وخطيباً.

وتحول الشيخ القسام منذ ذلك الحين إلى علم من أعلام المقاومة، حيث ازداد اسمه ذيوعًا بعد أن أطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اسمه على ذراعها العسكري والذي يعد أبرز أذرع المقاومة الفلسطينية.

كان القسام يعتبر الاحتلال البريطاني العدو الأول لفلسطين، ويدعو أيضًا إلى محاربة النفوذ اليهودي الذي كان يتزايد بصورة كبيرة، وظل ينادي الأهالي إلى مواجهتهم.

عام 1903، عاد القسام إلى جبلة وعمل بتحفيظ القرآن الكريم في كتَّاب والده، وأصبح بعد ذلك إماما لمسجد المنصوري في القرية بسوريا، وهناك ذاع صيته بخطبه المؤثرة وسمعته الحسنة.

باع بيته وترك قريته الساحلية وانتقل إلى قرية الحفة الجبلية ليساعد عمر البيطار في ثورة "جبل صهيون" (1919-1920)، وقد حكم عليه الاحتلال الفرنسي بالإعدام غيابيًا.

بعد إخفاق الثورة فرَّ الشيخ القسام عام 1921 إلى فلسطين مع بعض رفاقه، واتخذ مسجد الاستقلال في الحي القديم بحيفا مقرا له حيث استوطن فقراء الفلاحين الحي بعد أن نزحوا من قراهم، ونشط القسام بينهم يحاول تعليمهم ويحارب الأمية المنتشرة بينهم، فكان يعطيهم دروسا ليلية ويكثر من زيارتهم، وكان ذلك موضع تقدير الناس وتأييدهم.

التحق بالمدرسة الإسلامية في حيفا، ثم بجمعية الشبان المسلمين هناك، وأصبح رئيسا لها عام 1926. وكان في تلك الفترة يدعو إلى التحضير والاستعداد للجهاد ضد الاستعمار البريطاني، ونشط في الدعوة العامة وسط جموع الفلاحين في المساجد الواقعة شمالي فلسطين.

استطاع تكوين خلايا سرية من مجموعات صغيرة لا تتعدى الواحدة منها خمسة أفراد، وانضم في عام 1932 إلى فرع حزب الاستقلال في حيفا، وأخذ يجمع التبرعات من الأهالي لشراء الأسلحة.

تسارعت وتيرة الأحداث في فلسطين عام 1935، وشددت السلطات البريطانية الرقابة على تحركات الشيخ القسام في حيفا، فقرر الانتقال إلى الريف حيث يعرفه أهله منذ أن كان خطيبا يجوب القرى ويحرض ضد الانتداب البريطاني. فأقام في منطقة جنين ليبدأ عملياته المسلحة من هناك، وكانت أول قرية ينزل فيها هي كفردان، ومن هناك أرسل الدعاة إلى القرى المجاورة ليشرحوا للأهالي أهداف الثورة، ويطلبوا منهم التطوع فيها، فاستجابت أعداد كبيرة منهم.

اكتشفت القوات البريطانية مكان اختباء عز الدين القسام في قرية البارد يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 1935، لكنه استطاع الهرب هو و15 فردا من أتباعه إلى قرية الشيخ زايد، الا ان القوات البريطانية لحقت له في 19 من الشهر نفسه، فطوقتهم وقطعت الاتصال بينهم وبين القرى المجاورة، وطالبتهم بالاستسلام، لكنه رفض واشتبك مع تلك القوات، وأوقع فيها أكثر من 15 قتيلا، ودارت معركة غير متكافئة بين الطرفين لمدة ست ساعات، سقط الشيخ عز الدين القسام وبعض رفاقه شهداء في نهايتها يوم 20 تشرين الثاني، وجرح وأسر الباقون.

وكان لمقتل القسام الأثر الأكبر في اندلاع الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936، وكانت نقطة تحول كبيرة في مسيرة الحركة الوطنية الفلسطينية بعد ذلك.(İLKHA)

]]>