كتب الأستاذ حسن ساباز مقالاً جاء فيه:

يبدو أن هناك غموضاً كبيراً حول ما يُطلق عليه "العملية" التي بدأت مؤخراً، حيث لم يتضح بعد معناها بشكل دقيق. ومع ذلك، يبدو أن العلاقة بينها وبين العملية التي توقفت عام 2015 تفهم في ضوء تكرار ذكر كلمة "إمرالي".

تتردد شائعات عن إمكانية وضع عبد الله أوجلان تحت الإقامة الجبرية، بل يُقال إن منزلاً قد تم تجهيزه لهذا الغرض، ولكن يبدو أن هذه الخطوة ستُتخذ فقط بعد أن يُعلن أوجلان أن "التنظيم قد ألقى سلاحه".

وفي السياق ذاته، صرّح دولت بهتشلي في خطابه في البرلمان قائلاً: "لا مفاوضات ولا هدنة جدية بعد"، ما يظهر أن هناك مفاوضات أُجريت مع أوجلان، وقد وصلت إلى مرحلة متقدمة.

المرحلة التالية ستدور حول اللقاءات والبيانات التي سيصدرها أوجلان لإقناع التنظيم بقبول هذا المسار، ومع ذلك، ليس هناك ما يشير إلى وجود "عملية جديدة" أو "انفتاح جديد" لحل "القضية الكردية"، ما يجري يتعلق بالتطورات بين أوجلان وقنديل.

أما موقف قنديل، فهو بعيد كل البعد عن الإيجابية، حيث صرّحت بيس هوزات، الرئيسة المشاركة لحزب العمال الكردستاني، بأن "أردوغان وبهتشلي يريدان القضاء على حزب العمال الكردستاني". وتوعدت باستخدام وحدات حماية الشعب (YPG) كورقة ضغط قائلة: "لن يكون هناك حل إذا استمرت الهجمات على وحدات حماية الشعب في سوريا". ورغم إعلانها دعم دعوة أوجلان، إلا أنها أكدت أنها لا تثق بالحكومة قائلة: "هذه الحكومة، وهذا النظام، لم يُظهرا إرادة حقيقية للحل، لا توجد مصداقية، واحتمال نشوب حرب احتمال مرتفع جداً".

يبدو أن قادة الحرب في قنديل لم يفهموا شيئاً مما يحدث في تركيا أو العراق أو سوريا، ففي العراق، خرج بارزاني من الانتخابات قوياً، بينما أبرمت تركيا اتفاقيات مع الحكومة المركزية العراقية، وفي سوريا، هروب الأسد قد يؤدي إلى قدوم إدارة ليست في صالحهم.

أما مظلوم عبدي، فقد أرسل رسائل مختلفة لجميع الأطراف، وحاول الاتفاق مع الجماعات الكردية المعارضة، مما يظهر أن الوضع حرج، ومع ذلك، يبدو أن قنديل ليست قادرة على إدراك خطورة الموقف!

التنظيم يتصرف وكأن الظروف شبيهة بالعملية السابقة، معتقداً أن تركيا تتحرك بدافع الضغط الذي تواجهه، وفي العملية السابقة، رفض التنظيم اتخاذ خطوات ضرورية للهدنة، وتباطأ في إخراج المقاتلين من البلاد، ثم تراجع عن ذلك لاحقاً.

في أكتوبر 2013، قالت بيس هوزات: "نهج حزب العدالة والتنمية تجاه العملية كان دائماً تكتيكياً وبراغماتياً، ولم يكن هناك أي نية صادقة تجاه الحل، بينما كنا نتقدم في العملية، كانت الحكومة تخطط للتصفية".

تاريخ هذا التصريح جدير بالملاحظة، حيث وقعت حادثة مقتل شرطيين في جيلان بينار، التي يُقال إنها السبب في إنهاء العملية، بتاريخ 22 يوليو 2015.

وبسبب الدعم الذي اعتقدوا أنهم حصلوا عليه من الغرب، تصرفوا بتهور، وقاموا بإشعال أحداث 6-8 أكتوبر التي انتهت بجرائم وحشية، وتسببوا بمقتل 7 آلاف شاب كردي خلال أزمة الخنادق.

والأمر الأكثر إيلاماً هو أن الرأي العام الكردي لم يُبدِ أي محاولة لمحاسبة حزب العمال الكردستاني على استخدامه للسلاح كأداة للضغط.

يبدو أن أوجلان سيخطو خطوات للخروج من السجن وسيصدر دعوات في هذا السياق، ومع ذلك، فإن توقع انسحاب قادة الحرب في قنديل وترك مواقعهم يبدو ضرباً من الخيال، إذا كان لأوجلان تأثير قوي، فقد تحدث تصفيات داخلية في قنديل قبل أن يتحقق التخلي عن السلاح، أما إذا تغلب النفوذ الأوروبي، فقد تستمر المواجهة لفترة أطول. (İLKHA)