أعلنت أجهزة أمن السلطة الفلسطينية، اليوم الاثنين، مقتل عنصر ثان من أفرادها في تجدد الاشتباكات مع مقاومين في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية، تزامناً مع تشديد الحصار على المخيم وإغلاق المدارس أبوابها بسبب الأحداث.

وأفاد الناطق الرسمي لقوى الأمن "أنور رجب"، في بيان صحافي، بمقتل الضابط الرقيب أول "مهران قادوس"، من عناصر الشرطة الفلسطينية، خلال الأحداث في مخيم جنين، وهو ثاني قتيل من أفراد أمن السلطة منذ بدء الحملة في جنين. ودعا رجب كل الفلسطينيين إلى الوقوف صفًّا واحدًا مع الأجهزة الأمنية، وتقديم الدعم والتعاون الكامل في ملاحقة من وصفهم بـ"المجرمين".

ووفقًا لمصادر محلية، عمدت أجهزة السلطة الأمنية إلى إغلاق مداخل مخيم جنين بالسواتر الترابية، وسط اشتباكات عنيفة اندلعت، ظهر اليوم، بين عناصرها ومقاومين في محيط المخيم.

وأفادت المصادر بأن الاشتباكات تركزت في الشوارع المحيطة بمداخل المخيم، حيث استُخدمت الأسلحة النارية بكثافة، وسمعت أصوات إطلاق النار وانفجارات.

وأشارت المصادر إلى تعطيل الدراسة في مدارس المدينة ومخيمها اليوم، حفاظًا على سلامة الطلبة والمعلمين، نتيجة لتدهور الوضع الأمني، والخشية من تعرض الطلبة للخطر أثناء تنقلهم أو خلال وجودهم في المدارس.

ويشهد مخيم جنين منذ 19 يومًا اشتباكات بين مقاومين والسلطة الفلسطينية، بالتوازي مع سيطرة الأخيرة على منازل في مناطق مختلفة من المخيم وتحويلها لثكنات عسكرية وطرد سكانها منها، ونشر قناصة عليها.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل ثلاثة أشخاص، بينهم شاب وطفل وأحد قادة "كتيبة جنين"، وضباط بأمن السلطة، كما وقعت إصابات بين الطرفين.

إلى ذلك، شنت أجهزة السلطة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية حملة اعتقالات طاولت عددًا من الشبان في الضفة الغربية، بتهمة الإساءة للضابط "ساهر رحيل" الذي قتل في اشتباكات جنين، حيث جرى تصوير المعتقلين بالفيديو وهم يقدمون اعتذارات عما صدر منهم.

ونُشرت مقاطع الفيديو عبر قناة تحمل اسم "نسر فلسطين" على "تليغرام"، يُعتقد أنها محسوبة على أجهزة السلطة.

وكان التوتر بين المقاومين في جنين والسلطة الفلسطينية قد تصاعد بعد إعلان الأخيرة في 14 ديسمبر/ كانون أول الجاري، عن تنفيذ المرحلة ما قبل الأخيرة من العملية الأمنية "حماية وطن"، بهدف استعادة السيطرة الأمنية في المدينة. (İLKHA)