كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقالاً جاء فيه:

إن تأثير تركيا على الثورة السورية حقيقة لا جدال فيها، وقد باتت مقبولة من الجميع.

وليس هذا التأثير محصورًا فقط في تحقيق الثورة، بل يتعدى ذلك ليشمل تقديم تركيا دعمًا عمليًا للإدارة السورية في جميع المجالات حتى تستقر الأمور وتسير على النحو المطلوب.

بمعنى آخر، لا نعلم كم سيستغرق ذلك من وقت، ولكن تركيا أصبحت الآن موجودة فعليًا في سوريا كدولة، ومن زاوية معينة، يمكن اعتبار هذا تضحية؛ لأن تركيا في هذه المرحلة ستقدم أكثر مما ستحصل عليه من الفوائد من سوريا، وربما عندما تبدأ مرحلة إعادة الإعمار والبناء في سوريا، ستتمكن حينها من جني بعض الفوائد.

نصل الآن إلى صلب الموضوع، بما أن تركيا أصبحت موجودة في سوريا، فهي الآن وجهًا لوجه مع "الدولة الإرهابية الصهيونية"، وأصبحت جارًا مباشرًا لها ومعنية بالأمر بشكل مباشر.

في ظل هذا الوضع، هل يمكن لتركيا أن تقول: "نحن لا نتدخل فيما يتجاوز هذا الحد، نحن هنا فقط من أجل إصلاحات إدارية وأعمال إعادة الإعمار، أمّا الحرب مع إسرائيل فهي شأن سوري بحت"؟

ما أقوله ليس للضغط على تركيا للدخول في حرب، ولكن إذا لم تتوقف الدولة الإرهابية الصهيونية عند نقطة معينة، ستتجه كل الأنظار نحو موقف تركيا، والسؤال سيكون: ماذا يمكن أن تفعل؟ هل ستتمكن من إيقاف الاحتلال والتقدم داخل الأراضي السورية؟

فلنفترض أن هذا الاحتلال توقف عند نقطة معينة، فهل ستنسحب الدولة المحتلة من الأراضي السورية التي احتلتها مؤخراً؟

والأهم من ذلك كله: ماذا عن غزة؟ هل سنغض الطرف ونتقبل الأمر بمرارة؟ أم سنكتفي بالقول: "على الأقل أوقفنا الاحتلال، وهذا يكفي"؟

قد تقول: "لا تستعجل الأمور، فمن غير المنصف توقع كل هذا فورًا من ثورة حديثة العهد ومن تركيا التي تدعمها"، نعم هذا قد يكون ظلمًا، لكن الواقع أن العدو لا ينتظر، بل يستغل كل ثانية لصالحه.

نسأل الله أن يُحسن عاقبتنا ويكتب النصر لنا. (İLKHA)