أصدر الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بياناً هنأ فيه الشعب السوري بالتحرير ودعا لتشكيل حكومة إنقاذ وتعزيز الوحدة الوطنية لبناء دولة رشيدة.
وجاء نص البيان كما يلي
"قال تعالى: [فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ] (سورة الأنعام: 45).
فقد فرح المسلمون في جميع أرجاء العالم لما تحقق من انتصارات متسارعة أدت بفضل الله تعالى إلى سقوط النظام الظالم الفاسد الذي طغى في البلاد عقودا من الزمن، فأكثر فيها الفساد والظلم بشكل تجاوز الحدود كلها، ولذلك نال جزاءه، وتلك سنة الله تعالى في الطغاة، التي كنا نكررها في كل مناسبة: بأن الظلم مهما صال وجال فهو سائر إلى الزوال، وأن الطغيان مهما قوي فهو مندحر، وأن الكفر مهما كثرت أتباعه فهو مندثر.
والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين-رئاسة، وأمانة، وأعضاء- قد فرحوا بذلك فرحا شديدًا، وسجدوا الشكر لله تعالى، وهم يتوجهون إلى الشعب السوري العظيم وقادة الثورة المجاهدين بالتهاني والتبريكات، والتضرع إلى الله تعالى بأن يتم هذا النصر بحكومة عادلة تحقق الخير للبلاد والعباد، وأن يحفظهم من كيد الكائدين ومكر الماكرين، ومن الفتن التي تقضي على المنجزات كلها، ومن الفرقة التي تؤدي إلى الفشل والخراب، وعندئذ لا سامح الله يقتطف ثمارها أعداء الشعب السوري، والمنافقون، والمتربصون بهم.
وبعد هذا الدعاء يتوجه الاتحاد إلى الشعب السوري العظيم -قادة الثورة المجاهدين- بما يأتي:-
أولاً: يطالب الاتحاد قادة الثورة بالوحدة، والاعتصام بحبل الله المتين، وبالتوافق والتشاور وعدم الاختلاف، قال تعالى: [وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ] (سورة الأنفال: 46).
ويطالبهم أيضا بتشكيل حكومة وحدة وطنية من المخلصين والمختصين تمثل جميع مكونات الشعب السوري العظيم.
ويطالبهم أيضا بالعمل لتشكيل المؤسسات الدستورية من البرلمان (مجلس الشورى)، والقضاء العادل، والحكومة المخلصة المتخصصة.
ويناشدهم الحذر الشديد من المنافقين، والحكومة العميقة، والمخربين الذين يريدون الفساد والإفساد.
ويطالبهم أيضاً برعاية حقوق الأقليات مع الواجبات.
ثانياً: ويطالب الاتحاد الشعب السوري العظيم بجميع مكوناته العرقية، والطائفية، والمذهبية، بالوحدة الكاملة، والتعاون البنّاء مع قادة الثورة لتصبح سوريا الموحدة قادرة على تجاوز هذه المرحلة، وعلى البناء والتعمير، وتحقيق الحضارة والتقدم.
فالشعب السوري شعب عظيم بتاريخه، ومآثره وإنجازاته، فيجب أن يسعى لإعادة دوره.
قال تعالى: [وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ وَسَتُرَدُّونَ إِلَىٰ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ] (سورة التوبة: 105)". (İLKHA)