قررت منظمات المجتمع المدني في بطمان إطلاق حملة مساعدات لفلسطين ولبنان ومناطق الحروب والأزمات الأخرى في العالم الإسلامي، وأعلنت ذلك من خلال بيان صحفي مشترك.

وفي البيان الذي تلاه باسم المنظمات "محمد لطيف كايا"، قال: "إن المآسي الإنسانية الناجمة عن الحروب والأزمات تحرم ملايين الأشخاص حول العالم من احتياجاتهم الأساسية، وقد اتحدت العديد من منظمات المجتمع المدني الرائدة في تركيا ضمن مشروع 'ينتظرونكم' لتكون أملًا لهؤلاء الأشخاص الذين يعيشون في ظروف صعبة."

"تم تنفيذ مشاريع أثرت على ملايين الأرواح"

وأكد كايا أن منظمات المجتمع المدني في تركيا نفذت حتى اليوم مشاريع أثرت على حياة الملايين في مناطق الحروب والأزمات، مضيفًا:

"تعمل هذه المنظمات بتفانٍ كبير لتلبية الاحتياجات الأساسية للناس في مناطق الصراعات والأزمات مثل سوريا، فلسطين، تركستان الشرقية، لبنان، اليمن، أفغانستان، والصومال، وكذلك في الأراضي التي لجأ إليها النازحون جراء الحروب، لقد أنشأت مخيمات الخيام، والمنازل المتنقلة، ومراكز الإيواء المؤقتة لتوفير الدعم السكني وحماية مئات الآلاف من الأشخاص من البرد والظروف الجوية القاسية.

تم إيصال ملايين الأطنان من المساعدات الغذائية لتلبية الاحتياجات العاجلة، كما تم توفير العيادات المتنقلة والمستشفيات الميدانية والمساعدات الطبية لضمان حصول المرضى والمصابين على العلاج.

ولضمان استمرار تعليم الأطفال الذين تأثروا بشكل كبير بالصراعات، تم بناء مدارس، وتوفير المواد التعليمية، وإنشاء دور أيتام للأطفال الذين فقدوا عائلاتهم، حيث تكفلت المنظمات برعايتهم.

بالإضافة إلى ذلك، تم إنشاء مراكز علاجية وبرامج إعادة تأهيل للأفراد، وخاصة الأطفال، الذين تعرضوا لآثار الحروب النفسية.

هذه الجهود لم تقتصر على تلبية الاحتياجات المادية فقط، بل ساهمت أيضًا في إعادة بناء شعور الثقة والأمل لدى المتضررين".

"سفينة تحمل ألف طن من المساعدات الإنسانية أُرسلت إلى لبنان"

وأشار كايا إلى أن منظمات المجتمع المدني التركية لا تقتصر أعمالها الإنسانية على الطرق البرية فقط، بل تصل إلى المحتاجين عبر البحار أيضًا، وقال: "لقد كانت منظمات المجتمع المدني التركية في الماضي مصدر أمل للمظلومين من خلال العديد من المشاريع التي نفذتها في مناطق الحروب والأزمات عبر التعاون المشترك. على سبيل المثال: من خلال حملة 'التعبئة العاجلة لمساعدة لبنان' التي أطلقتها 9 منظمات مجتمع مدني، وصلت سفينة محملة بألف طن من مواد الإغاثة إلى لبنان. وكانت السفينة تحمل مواد غذائية ومستلزمات نظافة وملابس ومواد تلبي الاحتياجات الأساسية كالمأوى، ولا تزال عمليات توزيع هذه المساعدات مستمرة حتى الآن، وبالمثل، وصلت 'سفينة الخير'، التي تحمل 150 حاوية من مواد الإغاثة الإنسانية المرسلة إلى السودان، إلى ميناء بورتسودان، وكانت مصدر أمل لشعب السودان الذي يعيش في ظل الحرب الأهلية واليأس، مثل هذه المساعدات تعزز روح التضامن الإنساني وتستمر في حمل الأمل إلى مناطق الأزمات".

"الاحتياجات الإنسانية في مناطق الحروب والأزمات تستمر في الازدياد يومًا بعد يوم"

وواصل كايا حديثه، حيث أشار إلى المأساة التي تشهدها مناطق الحروب والأزمات قائلاً:

"الحروب لا تنتهي في العالم، والأوضاع في مناطق الأزمات تزداد سوءًا يومًا بعد يوم، بينما يكافح الناس للبقاء على قيد الحياة في ظل الحروب والنزوح والفقر والأمراض، تزداد الاحتياجات الإنسانية في تلك المناطق باستمرار، وإذا أردنا استعراض الوضع في بعض مناطق الحروب والأزمات؛ فإن الهجمات المستمرة على غزة تسببت في وفاة ما يقرب من 45 ألف فلسطيني وإصابة 101,827 شخصًا. آلاف العائلات دُمرت جراء القصف، ومئات الآلاف من المنازل أصبحت غير صالحة للسكن. الآثار المدمرة للحرب في فلسطين تركت بصمات عميقة، خصوصًا على النساء والأطفال".

وتطرق كايا أيضًا إلى السودان قائلاً: "الحرب الأهلية التي بدأت في 15 نيسان/ أبريل 2023 أوجدت أزمة إنسانية كبيرة في السودان. 8.3 مليون شخص نزحوا من منازلهم، و12 مليون إنسان اضطروا للجوء إلى أماكن أخرى. أكثر من 20 ألف مدني فقدوا حياتهم، وأصيب أكثر من 50 ألف شخص. حالات الكوليرا، والجوع، وانعدام فرص التعليم دفعت الشعب السوداني إلى حالة عميقة من اليأس".

"يحتاج الناس أيضًا إلى الدعم لبناء مستقبل أفضل"

وأعطى معلومات عن مناطق الأزمات الأخرى، قال كايا: "في مناطق مثل سوريا ولبنان وتركستان الشرقية واليمن وبانغسامورو وبتاني وأراكان، يكافح الناس أيضًا ضد النزاعات والضغوط وانتهاكات حقوق الإنسان. يحتاج ملايين الأشخاص إلى دعم المجتمع الدولي للعيش حياة آمنة. في هذه المناطق المتأثرة بالحروب والأزمات، يحتاج الناس ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، ولكن أيضًا لبناء مستقبل أفضل".

"سنبقى كوننا أملًا للمظلومين الذين ينتظروننا في جميع أنحاء العالم"

وأشار كايا إلى أن منظمات المجتمع المدني في تركيا، على الرغم من جميع الصعوبات، استجابت لهذا النداء وبذلت جهودًا لتغيير الصورة المظلمة التي تسببت فيها الحروب والأزمات، وقال في ختام حديثه:

"على الرغم من الظروف الصعبة، فإن الوصول إلى مناطق الصراع، وتوصيل المساعدات، والعمل في أكثر المجالات حرجًا، هو دليل على تفاني وعمل روح التضامن لدى العاملين في المجتمع المدني، حتى في أوقات الشعور بأعمق مراحل الدمار والمعاناة، هم لا يقدمون المساعدة فحسب، بل ينقلون الأمل من خلال تلبية الاحتياجات الأساسية مثل المأوى والصحة والغذاء والتعليم، هذه الأعمال التضامنية تهدف إلى إزالة آثار الحرب، ودعم الضحايا في إعادة بناء حياتهم، وإبقاء ضمير الإنسانية حيًا. كمنظمات مجتمع مدني في تركيا، سنستمر في أن نكون أملًا للمظلومين الذين ينتظروننا في جميع أنحاء العالم". (İLKHA)