كتب الأستاذ محمد كوكطاش مقال جاء فيه:

أنا لا أقول "سامحونا"، بل أقول لا تسامحونا.

ولماذا يجب أن نقول "سامحونا"، من أجل لا شيء؟ هل تعتقدون حتى أنهم سيسامحوننا؟ ألا ينبغي أن يكون للإنسان وجهٌ وحياءٌ حتى يقول "سامحنا، سامحنا".

والله لو كنتم مكان هؤلاء الأطفال، هل كنتم ستسامحونهم؟

كانت والدتي – رحمها الله – عندما ترى بعضاً من سوء التصرف، مثل ترك الطعام في أطباقنا الذي ينتهي في القمامة، أو إهمال الخبز ورميه، كانت تقشعر وتقول:

"الحمد لله أننا لا نُبتلى بالحجارة تهطل علينا من السماء، وأن الله لم يقطع رزقنا رغم كل هذا".

وعندما كانت تشهد أفعالاً أسوأ، وظلمًا وجرائم كبرى، كانت تقول: "الحمد لله أن الله لم يُسقط علينا الدنيا ولم يقلبها فوق رؤوسنا".

صحيح أن الدعاء بالشر على أنفسنا ليس من الصواب، لكن بالله عليكم، بعد كل ما حدث، هل نستطيع أن نقول بصدق: "يا أطفال إزمير، يا أطفال غزة، يا أطفال ديار بكر، سامحونا واغفروا لنا تقصيرنا في حقكم؟ هل تقبلون ذلك في داخلكم؟ ألا يحتاج المرء إلى بعض من الحياء ليطلب هذا؟

كيف يمكننا أن نطلب من الأطفال الأبرياء في غزة ولبنان، الذين استهدفوا بقنابل مروعة، وماتوا تحت الأنقاض، أن يسامحونا، ونحن لم نستطع حتى بعد مرور أكثر من عام أن نمد لهم يد العون؟ كيف نطلب منهم العفو؟

أنّ التفكر بأن دماء ودموع هؤلاء الأطفال قد تُنسى في ظل حياة مترفة يعيشها ملايين المحيطين بغزة وبيروت هو تفكير ساذج؛ لن ننسى ذلك!

كيف يمكننا أن نطلب من خمسة أطفال أبرياء، أحرقهم الفقر والإهمال والاحتقار، أن يسامحونا، وأن يجعلوا حقهم معفواً عنه؟

في مدينة ما، أو بلد ما، حيث يفسد الناس من شدة الترف والمرح، وتُهدر مليارات من أموال الضرائب التي تُجمع من الشعب على التافهين، هل تعتقدون أن صرخات هؤلاء الأطفال ستذهب أدراج الرياح؟ ولا أريد أن يُظن أنني أستهدف فئة واحدة فقط، فأنا لا أرى نفسي بمنأى عن هذا العبء.

إذا كان الله (سبحانه وتعالى) لم يقلب الدنيا فوق رؤوسنا بعد كل هذه الخطايا، فهنا يجب علينا أن نقف، إما أن الله يريد منا الاستمرار في ذنوبنا وخطايانا حتى يزيد عقابنا، إذ أن لله قانوناً في ذلك.

أو أنه يُمهلنا حتى نتوب ونعود، وفي هذا الحال، أرجو وأتمنى أن نحقق التوبة والعودة، جمعتكم مباركة. (İLKHA)