قال مسؤولون: إن بركان جبل ليوتوبي لاكي لاكي في إندونيسيا ثار 8 مرات، اليوم الخميس، مما أدى إلى تصاعد عمود من الرماد البركاني بلغ ارتفاعه نحو 8 آلاف متر، في حين تبذل الحكومة جهودًا عاجلة لبناء منازل للمتضررين من ثوران كبير أسفر عن مقتل 9 أشخاص.
وأدى ثوران جبل ليوتوبي لاكي لاكي المؤلف من بركانين متجاورين في جزيرة فلوريس السياحية الشهيرة في إندونيسيا إلى تساقط حمم نارية على مناطق سكنية، ليل الاثنين، واشتعال النيران في بيوت خشبية وإحداث ثغرات في الطرقات، كما أدى ثوران البركان إلى إلحاق أضرارًا بأكثر من ألفي منزل، ثم تلته ثورات أصغر على مدار اليومين التاليين.
وأعلنت السلطات حينها مقتل 9 أشخاص على الأقل وإصابة عشرات آخرين، ثم ثار مجددًا، الثلاثاء، نافثًا الرماد على امتداد كيلومتر في السماء، لكن لم يبلغ عن أي أضرار حديثة ألحقها الثوران البركاني الأخير بالبلدات المجاورة.
وخلال الساعات الماضية، ثار البركان عدة مرات، وأطلق أحدث ثوران له عمودًا من الرماد وصل ارتفاعه إلى 8 آلاف متر.
وأظهرت صور قدمتها الوكالة الإندونيسية لمواجهة الكوارث سحبًا كثيفة من الرماد تتصاعد من فوهة البركان.
يشكل "ليووتوبي لاكي-لاكي" جزءًا من زوج بركاني مزدوج إلى جانب قمة "ليووتوبي بيريمبوان"، حيث لا تبعد القمتان سوى كيلومترين عن بعضهما في جزيرة فلوريس الواقعة جنوبي البلاد، ويعكس اسما البركانين موروثًا ثقافيًا للمنطقة، إذ يعني "لاكي-لاكي" الرجل و"بيريمبوان" المرأة.
وتشكل الفوهتان مصدر خطر مستمرًا للسكان المحليين، خاصة بعد عودة النشاط البركاني منذ كانون الأول/ ديسمبر 2023، إذ تسارعت الأحداث تدريجيًا حتى وقوع الانفجار الكبير، يوم أمس.
وخلال الأشهر التي سبقت هذا الانفجار، شهدت الجزيرة انبعاثات متكررة للرماد والحمم البركانية، مما تسبب في إزعاج مستمر للسكان وجعلهم على أهبة الاستعداد لمواجهة الكارثة، وهذا ما يفسر قلة عدد الضحايا مقارنة بحجم الدمار الناتج عن الكارثة.
وكانت السلطات قد رفعت، الاثنين، مستوى التأهب إلى أعلى درجة في نظام مؤلف من 4 درجات، طالبة من السكان المحليين والسياح عدم ممارسة أنشطة في شعاع 7 كيلومترات من الفوهة البركانية.
وقال هادي ويجايا، أحد مسؤولي الوكالة اليوم الخميس: "إن حالة التأهب القصوى لا تزال سارية بسبب استمرار النشاط البركاني".
وقال سوهاريانتو رئيس وكالة الكوارث للصحفيين: "نتوقع الانتهاء من بناء المنازل الجديدة خلال 6 أشهر"، مشيرًا إلى أن النازحين بحاجة لإمدادات كافية من المياه.
ومن جهته، أعلن المتحدث باسم حكومة منطقة فلوريس، هيرونيموس لاماوران أنه تم إجلاء نحو 5816 شخصاً من بين أكثر من 16 ألف شخص يعيشون في مناطق قريبة من البركان إلى قرى أخرى.
وتقع إندونيسيا ضمن الحزام الناري بالمحيط الهادي، وهي منطقة ذات نشاط زلزالي عال بسبب وجودها فوق عدة صفائح تكتونية.
وتعزى طبيعة إندونيسيا الجيولوجية إلى موقعها ضمن "حلقة النار" في المحيط الهادي، وهي شريط جغرافي طوله نحو 40 ألف كيلومتر يشبه شكل حدوة حصان، يتميز بنشاط زلزالي وبركاني شديدين، ويضع هذا الموقع إندونيسيا في منطقة تصادم بين عدد من الصفائح التكتونية، بما في ذلك الصفيحة الأسترالية وصفيحة سوندا.
وأدت الحركة المستمرة للصفائح التكتونية في إندونيسيا إلى حدوث ثورات بركانية متكررة على مر السنين، فضلاً عن وقوع الزلازل بشكل مستمر، وتتسبب عمليات الانضواء المستمرة وما يصاحبها من نشاط زلزالي في تشكيل التضاريس الوعرة للبلاد، بما في ذلك القمم البركانية المتعددة والخنادق المحيطية العميقة، وحتى اليوم لا تزال الصفائح التكتونية تتحرك ببطء تحت الأراضي الإندونيسية، مما يجعل المنطقة واحدة من أكثر البيئات الجيولوجية نشاطًا في العالم. (İLKHA)