قال مصدر طبي سوداني-فضل عدم كشف هويته-: "إن 13 شخصا قتلوا نتيجة لإطلاق مليشيا الدعم السريع الرصاص على المدنيين في بلدة الهلالية، والتي تبعد 70 كيلومترا شمال ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة"، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

وكانت هذه الولاية الخاضعة للجيش شهدت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي مقتل 124 شخصا ونزوح 120 ألفا آخرين على الأقل جراء هجمات لمليشيا الدعم السريع، بحسب الأمم المتحدة.

وأظهر تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية -استنادا إلى مصادر طبية وناشطين- مقتل 200 شخص على الأقل في ولاية الجزيرة الشهر الماضي، إذ صعّدت مليشيا الدعم السريع هجماتها هناك "بعد انشقاق أحد قادتها وانضمامه إلى الجيش".

وقد أفادت "لجان المقاومة"، وهي مجموعات مدنية، بأن مليشيا الدعم السريع حاصرت وهاجمت قريتين الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 124 شخصا وإصابة 200 آخرين.

وأثارت تلك الهجمات تنديدا من منسقة الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة كليمنتاين سلامي، التي قالت في بيان الأسبوع الماضي: "لقد صدمت بشدة لتكرار انتهاكات حقوق الإنسان من النوع الذي شهدناه في دارفور العام الماضي، مثل الهجمات المستهدفة والعنف الجنسي والقتل الجماعي في ولاية الجزيرة".

من جهتها، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) "كاثرين راسل" في بيان: "تلقينا تقارير فظيعة عن حالات اغتصاب وعنف جنسي، بالإضافة إلى احتجاز أطفال".

وقد قالت: "شبكة أطباء السودان" في بيان، أمس السبت: "إن مليشيا الدعم السريع قتلت 15 شخصا، وأصابت 5 آخرين بمنطقة "برديك" بولاية شمال دارفور".

كما اتهمت الشبكة مليشيا الدعم السريع بنهب أدوية ومستلزمات طبية ومولدات الطاقة الكهربائية من مستشفى "الطندب" بولاية الجزيرة، وسط السودان.

ونشر حاكم إقليم دارفور "مني أركو مناوي" عبر حسابه على منصة إكس، مقطعا مصورا، قال: "إنه لحرق مليشيا الدعم السريع للقرى بولاية شمال دارفور، مضيفا أن هذه "جرائم تصنف تحت مسمى التطهير العرقي".

ونشرت "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر"، كشفا قالت: "إنه "أوليا"، لقتلى وجرحى "مجزرة منطقة برديك، والقرى المجاورة  لها في شمال مدينة كتم، بولاية شمال دارفور".

وفي وسط السودان، قال شهود عيان لمنصة "مؤتمر الجزيرة" المحلية: "إن مليشيا الدعم السريع قتلت 19 مواطنا بقرية ود السيد، كما فارقت سيدة مسنة الحياة متأثرة بنزوحها سيرا على الأقدام، بينما تفرّق بقية مواطني القرية على دور إيواء النازحين في مدن حلفا الجديدة (شرق السودان) وشندي (شمالا)".

واندلعت المعارك في السودان منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي "عبد الفتاح البرهان"، وبين مليشيا الدعم السريع بقيادة نائبه السابق "محمد حمدان دقلو" "حميدتي".

وقد خلفت الحرب عشرات آلاف القتلى، وشردت أكثر من 10 ملايين سوداني، وتسببت -وفق الأمم المتحدة- بإحدى أسوأ الأزمات الإنسانية في التاريخ الحديث، في ظل اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين ومنع المساعدات الإنسانية.  (İLKHA)