تبذل المرشحة الديمقراطية "كامالا هاريس" وخصمها الجمهوري "دونالد ترامب" جهودا أخيرة لكسب أكبر عدد ممكن من أصوات الولايات المتأرجحة وخصوصا التي يتركز بها العرب والمسلمون من خلال الوعد بوقف الحرب في قطاع غزة ولبنان رغم أن كلا منهما لم يقدم خطة واضحة لوقف الحرب.

ويرى محللون أن التصويت في نهاية الأمر سيكون بناء على تاريخ كلا المرشحين طالما أن أحدا منهما لم يفصح عن الطريقة التي سيفي من خلالها بوعده.

لكن "ترامب" بدأ يحقق تقدما على "هاريس" في ولايات متأرجحة بعدما تمكنت حملته من إقناع قطاع من العرب والمسلمين الأميركيين بأنه سوف يوقف الحرب استنادا لعلاقاته برئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو".

كما أن جزءا من الناخبين العرب أصبحوا أقل ثقة في نية "هاريس" العمل على وقف الحرب بعدما أصبحت أكثر انحيازا لما يريده الناخب الداعم لدولة الاحتلال خلال الأيام الأخيرة.

وقال محللون: "إن كلا المرشحين لم يقدم خطة واضحة لكيفية وقف الحرب ومن ثم فإنهما يقدمان كلاما غير قابل للتنفيذ من أجل إقناع المهتمين بالحرب بالتصويت لهما".

ويعتقد محللون أنه من الصعب حاليا معرفة من سيصوت له العرب الأميركيون لأن هذه الكتلة ليست موحدة تجاه قضية بعينها كما تقول وإنما هم منقسمون بين من يبني تصويته على أساس الموقف من الحرب والبعض الآخر الذي يبدي اهتماما بالقضايا الداخلية بشكل أكبر ويحدد تصويته بناء عليها.

ويرى محللون أن مشكلة الشرق الأوسط أن الحرب اندلعت خلال عام انتخابي ومن ثم فإن كلا المرشحين لا يملك سوى تقديم الوعود فقط.

وخلصوا إلى أن التصويت حاليا يبدو خاضعا لمواقف الناخبين الفردية من المرشحين بعد أن أبدت "هاريس" ميلا لداعمي دولة الاحتلال بينما "ترامب" له موقف معروف من العرب والمسلمين.

بدوره، قال المحلل الديمقراطي ماكس روز: "إن موقف هاريس من الحرب كان متسقا مع الواقع لأن الولايات المتحدة لا يمكنها وقف الحرب بشكل منفرد ما لم يقبل طرفا الصراع ذلك وما لم تدفع إيران بهذا الاتجاه، وفق قوله".

وأشار روز إلى أن "هاريس" كانت واضحة عندما قالت للناخبين في ميشيغان تحديدا إنها ستحاول دفع الأطراف لوقف القتال، معربا عن اعتقاده بأن هذا الكلام قد لا يكون كافيا لإقناع البعض بالتصويت لها.

لكن المحلل الديمقراطي يعتقد أن هذا لا يعني أن هؤلاء سيصوتون لـ "ترامب" الذي منع دخول مواطني بعض الدول المسلمة للولايات المتحدة وقام بشيطنة العرب والمسلمين الأميركيين خلال فترة حكمه السابقة.

في المقابل، قال المحلل الجمهوري روب أورليت: "إن أصوات العرب الأميركيين "مهمة جدا في هذه الانتخابات"، مشيرا إلى أن هذا الأمر "واضح في محاولات كلا المرشحين كسب هذه الأصوات".

وأضاف أورليت "أعتقد أن العرب سيصوتون بناء على تاريخ كل مرشح و"ترامب" حقق الرفاهية والسلام في الولايات المتحدة والشرق الأوسط بينما "جو بايدن" و"هاريس" شاركا في سفك الدماء بسياساتهما الفاشلة، والناخبون سيصوتون لمن يحقق السلام (أي ترامب)".

وعن عدم تقديم خطة واضحة لوقف الحرب حال عودته للبيت الأبيض، قال المحلل الجمهوري: "إن ترامب لديه خطة لكنه لن يطلع أحدا عليها لأن هذه أمور تتعلق بالأمن القومي وربما تكون مبنية على معطيات استخبارية لا يمكن الإفصاح عنها، وهو أمر تلتزم به "هاريس" أيضا، حسب رأيه".

وفقا لمصادر إخبارية فقد أكدت "هاريس" خلال اليومين الماضيين أنها ستعمل على وقف الحرب في غزة ولبنان لأنها باتت تعلم أهمية هذه القضية بالنسبة لجزء كبير من الناخبين.

كما التقى "ترامب" أيضا بعض "وجهاء العرب" في مدينة ديربون (عاصمة العرب) بولاية ميشيغان ووعدهم بوقف الحرب في غزة ولبنان وقال: "إنه سوف يستغل علاقته بنتنياهو لفعل هذا الأمر، ووعد بتعزيز التواصل بين البيت الأبيض والعرب الأميركيين".  وسيزور المرشحان ولاية كارولينا الشمالية التي تبدو حاسمة في هذه الانتخابات حيث يركز "ترامب" على قضية وقف الحرب للحصول على كل صوت في الولايات المتأرجحة وخصوصا نورث كارولاينا التي لم يصل أي مرشح جمهوري للبيت الأبيض خلال السنوات الخمسين الماضية بدونها.

ووفق استطلاع رأي لموقع "ريل كلير بوليتيكس" فإن ترامب يتقدم بشكل طفيف على هاريس في كارولينا الشمالية.

وفي ميشيغان، قالت مصادر إخبارية: "هزيم إن استطلاعات الرأي تشير لتقارب حظوظ المرشحين بعدما نجحت حملة ترامب في كسب بعض الأصوات العربية إلى صفها خلال الأيام القليلة الماضية".

وأضافت أن حملة المرشح الجمهوري نجحت في استقطاب بعض العرب الأميركيين في الولاية من خلال الوعد بإنهاء الحرب وأيضا استنادا إلى أن ترامب لم يخض حربا في المنطقة خلال فترة حكمه الأولى، لافتا إلى أن ولاية ميشيغان "تعتبر خطيرة لأن مرشحة حزب الخضر جيل ستاين سحبت الكثير من الأصوات من هاريس".

أما في ولاية جورجيا التي تمتلك 16 صوتا في المجمع الانتخابي والتي لعبت دورا حاسما في خسارة ترامب للانتخابات الماضية، فإن هاريس تواجه حملة شديدة ممن يتهمونها بالمشاركة في الإبادة الجماعية ويدعون لعدم التصويت لها.

وبعيدا عن العرب، تمثل الأصوات اللاتينية ورقة مهمة أيضا لكلا المرشحين؛ إذ تمثل 15% من مجموع الناخبين الأميركيين.

 وقد تغيَّر مزاج هذه الفئة خلال السنوات الماضية من الديمقراطيين إلى الجمهوريين الذين حصلوا على أصوات مهمة منها خلال الانتخابات الماضية.

وفي ولاية ديترويت، أعلنت النائبة الديمقراطية المسلمة "رشيدة طليب" رفضها دعم "هاريس" في الانتخابات. ودعت الناخبين للتركيز بقوة على الانتخابات المحلية والتشريعية. (İLKHA)