أعلنت السلطات الكورية الشمالية أنها أجرت اختباراً لصاروخٍ باليستيٍ جديدٍ، عابرٍ للقارات مصممٍ لتهديد البر الرئيسي للولايات المتحدة الأمريكية.

وأمر الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" بإجراء اختبار الصاروخ، وكان في موقع الإطلاق، معتبرا الحدث: "عملا عسكريا مناسبا لإظهار عزم كوريا الشمالية الرد على تحركات أعدائها التي هددت سلامة الشمال".

وأكد "كيم"، وفقا لبيان صادر عن وزارة الدفاع الكورية الشمالية نقلته وسائل الإعلام الرسمية، أن جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية (الاسم الرسمي لبلاده) لن تغير أبدا خطها في تعزيز ترسانتها النووية.

وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية: "إن خصائص طيران هذا الإطلاق تجاوزت تلك المسجلة لإطلاقات الصواريخ السابقة، لكنها لم توضح الاختلافات".

وأكدت كوريا الشمالية الإطلاق بعد ساعات من اكتشاف جيرانها إطلاق ما يشتبهون بأنه سلاح جديد أكثر مرونة يستهدف البر الرئيسي للولايات المتحدة.

وجاء البيان الصادر عن بيونغ يانغ، الذي يوكد إطلاق الصاروخ، سريعا بشكل غير عادي مقارنة ببيانات اختبارات الصواريخ السابقة التي كانت تصدر عادة بعد يوم واحد من حدوثها.

وحددت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان السلاح على أنه صاروخ باليستي عابر للقارات، وأدانت الإطلاق باعتباره "يزيد من التوترات".

وقالت هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية: "إن كوريا الشمالية اختبرت صاروخا باليستيا جديدا بعيد المدى يعمل بالوقود الصلب".

ويقول خبراء الصناعات العسكرية: "إن الصواريخ التي تحتوي على دافع صلب مدمج أسهل في الحركة والإخفاء، ويمكن إطلاقها بشكل أسرع من الأسلحة التي تعمل بالوقود السائل".

وقال وزير الدفاع الياباني "جين ناكاتاني" للصحفيين: "إن مدة طيران الصاروخ البالغة 86 دقيقة ومداه الأقصى الذي يزيد عن 7000 كيلومتر (4350 ميلاً) تجاوزا البيانات المقابلة من تجارب الصواريخ الكورية الشمالية السابقة.

رجح المتحدث باسم هيئة الأركان المشتركة الجنوبية "لي سونغ جون" أن يكون الإطلاق تم توقيته ليتزامن مع الانتخابات الأميركية في محاولة لتعزيز القوة التفاوضية لكوريا الشمالية في المستقبل، مضيفا أن الصاروخ الكوري الشمالي "أطلق بزاوية عالية على ما يبدو لتجنب الدول المجاورة".

وأفاد المتحدث الجنوبي بأن الصاروخ ربما أطلق من مركبة إطلاق ذات 12 محورا، وهي أكبر منصة إطلاق متحركة لدى كوريا الشمالية كشفت عنها في سبتمبر/أيلول الماضي، والتي أثار الكشف عنها تكهنات بأن كوريا الشمالية ربما تطور صاروخا باليستيا عابرا للقارات أكبر من الصواريخ الحالية لديها.

وقال، لي: "إن الإطلاق بزاوية عالية مثل اختبار اليوم الخميس لا يمكنه فحص تكنولوجيا مركبة إعادة دخول الصاروخ".

وقال: "إن هناك حاجة إلى مزيد من التحليل لمعرفة سبب عدم قيام كوريا الشمالية بإطلاق مسار قياسي".

وأبلغت وكالة الاستخبارات العسكرية في كوريا الجنوبية المشرعين أمس الأربعاء أن كوريا الشمالية كانت على وشك اختبار إطلاق صاروخ بعيد المدى قادر على الوصول إلى الولايات المتحدة، ومن المرجح أيضًا أنها أكملت الاستعدادات لتجربتها النووية السابعة.

ووصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي "شون سافيت" الإطلاق بأنه انتهاك صارخ لقرارات مجلس الأمن الدولي المتعددة، معتبرا أن إطلاق الصاروخ الشمالي "يثير التوترات بلا داع ويهدد بزعزعة استقرار الوضع الأمني ​​في المنطقة.

وقال، سافيت: "إن الولايات المتحدة "ستتخذ جميع التدابير اللازمة لضمان أمن الوطن الأميركي وحلفائها الكوريين الجنوبيين واليابانيين".

وفي العامين الماضيين، استخدم "كيم" حرب روسيا على أوكرانيا نافذة لتكثيف اختبارات الأسلحة والتهديدات التي تهدف إلى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.

واتهمت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة ودول أخرى كوريا الشمالية مؤخرا بإرسال آلاف الجنود لدعم الحرب التي تخوضها روسيا على أوكرانيا.

وقالوا: "إن كوريا الشمالية أرسلت بالفعل مدفعية وصواريخ وأسلحة تقليدية أخرى إلى روسيا".

ويحذر الحلفاء الغربيون من المشاركة المحتملة لكوريا الشمالية في الحرب على أوكرانيا، ويعتبرونها "تصعيدا خطيرا". وتشعر كوريا الجنوبية والولايات المتحدة وشركاؤهما بالقلق إزاء ما قد تحصل عليه كوريا الشمالية من روسيا في مقابل الانضمام إلى حرب موسكو على كييف.

ويقول الخبراء إن كيم جونغ أون يأمل على الأرجح في الحصول على التكنولوجيا الروسية العالية التقنية التي يمكنها استعمالها في صواريخه القادرة على حمل رؤوس نووية وبناء نظام مراقبة فضائي موثوق.

وقد يرغب كيم أيضا في الحصول على طائرات مقاتلة روسية، والمساعدة في تحديث الأسلحة التقليدية لكوريا الشمالية. (İLKHA)