يلمع اسم الدكتور "فتحي الشقاقي" في طريق النضال والدفاع عن القضية الفلسطينية كشخصية بارزة ومؤثرة، لم يقف تأثيرها حتى بعد موته.
واغتال جهاز الموساد الصهيوني في الـ 26 من تشرين الأول/ أكتوبر من عام 1995، مؤسس حركة الجهاد الإسلامي الدكتور "فتحي الشقاقي"، ليخلد بذلك اسمه بين الشخصيات الرائدة في المقاومة الفلسطينية.
وقعت عملية اغتيال الشقاقي بينما كان عائداً من ليبيا، بعد لقاءٍ جمعه بالزعيم الليبي معمر القذافي، لبحث سبل إيقاف عمليات ترحيل العمال الفلسطينيين من ليبيا.
إذاً من هو الدكتور فتحي الشقاقي؟
ولد الدكتور فتحي الشقاقي ونشأ في قطاع غزة، وعمل لمدة أربع سنوات كمعلم في القدس قبل أن ينتقل إلى مصر لدراسة الطب في جامعة الزقازيق.
وبعد تخرجه في عام 1980، عاد الشقاقي إلى القدس وبدأ العمل كطبيب، ومع التزامه الشديد بقضية فلسطين، أُسر الشقاقي لأول مرة من قبل سلطات الاحتلال الصهيوني في عام 1983، حيث أمضى سنة كاملة خلف القضبان.
وبعد خروجه من السجن عام 1986، ، عمل الشقاقي برفقة مجموعة من رفاقه على تأسيس "الجبهة الإسلامية لتحرير فلسطين"، والتي كانت النواة الأولى لحركة الجهاد الإسلامي.
واستقر الشقاقي في قطاع غزة ليقود الحركة التي أظهرت خلال فترة قصيرة تفانياً كبيراً، حيث لفتت انتباه أجهزة الاحتلال الصهيوني بنشاطها الفاعل وتصميمها الثابت على مقاومة الاحتلال.
وقامت الحركة في وقت لاحق بعمليات نوعية ضد الاحتلال، مما دفع بالسلطات الصهيونية إلى اعتقال الشقاقي مجدداً في عام 1986. وقضى أربع سنوات في سجون الاحتلال قبل أن يتم نفيه إلى لبنان في عام 1988، ومن ثم انتقل إلى العاصمة السورية دمشق، حيث استمر في قيادة الحركة وإدارة نشاطاتها من هناك.
كما كان الشقاقي كذلك حريصاً على إبراز البُعد الدولي للقضية الفلسطينية، وسعى لإيجاد دعم للقضية الفلسطينية على مختلف الأصعدة.
وكان من ضمن هذه الجهود اللقاء الذي عقده مع القذافي بهدف إيقاف إجراءات ترحيل الفلسطينيين من ليبيا. وأثناء عودته من هذه المهمة، تعرض لعملية اغتيال على يد عميلين للموساد في جزيرة مالطا، حيث أطلق عليه الرصاص ليرتقي شهيداً يوم 26 أكتوبر 1995.
شكل استشهاد الشقاقي صدمة في الأوساط الفلسطينية، إلا أن حركته استمرت على نهجه، مؤكدة على رؤيته التي لخّصها بقوله: "الحركة التي قادها قائد شهيد لا تُهزم أبداً".
وقد اعتبر الشقاقي أن الجهاد رغم مشقته خير من الرضا تحت ذل العدو، حيث كان يردد مقولته الشهيرة: "الجهاد تحت المشقة أفضل من الراحة تحت ذل الأعداء".
ويذكر أن الدكتور فتحي الشقاقي تزوج وله أربعة أبناء وقد استمر إرثه الثوري النضالي حتى بعد رحيله، ليتحول إلى رمز للثبات والإصرار على المقاومة، مخلداً بذلك اسمه في تاريخ القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني. (İLKHA)