ضغطت احتمالات فوز "دونالد ترامب" بالرئاسة الأميركية على أسهم الشركات الأوروبية الحساسة للتصدير مثل شركات صناعة السيارات ومجموعات السلع الفاخرة، مع توقع فرضه حزمة تعريفات جمركية جديدة على الصادرات الأوروبية.
وانخفضت سلة جمعها بنك باركليز من أسهم 28 شركة أوروبية معرضة للتعريفات الجمركية الأميركية بنسبة 7% منذ أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، وفقا لما ذكرت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية.
وانخفضت السلة، التي تضم شركات "دياغيو" و"إل في إم إتش" و"فولكسفاغن"، بنسبة 2% حتى الآن هذا العام، مقارنة بارتفاع 8% لسوق الأسهم الأوروبية الأوسع.
ووفق الصحيفة، تُظهر الانخفاضات كيف أن وعد "ترامب" بشن حرب تجارية إذا فاز بولاية ثانية في البيت الأبيض يزيد من الضغوط على الصناعات، التي تكافح بالفعل مع تراجع نمو الاقتصادات المحلية وتباطؤ الطلب من أسواقها الرئيسية في الصين.
وقال كبير الإستراتيجيين في "بيكتيت" لإدارة الأصول لوكا باوليني: "تواجه هذه القطاعات ضربة ثلاثية تتمثل في تأثير ترامب، وركود النمو في الاتحاد الأوروبي، وتباطؤ الصين".
وتأخرت أسواق الأسهم الأوروبية عن الارتفاع الكبير الذي شهدته مؤشرات الأسهم الأميركية هذا العام، إذ ارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بأكثر من 20%، ويتوقع العديد من المحللين أن تعمل أجندة "ترامب" لخفض الضرائب على تعزيز سوق الأسهم الأميركية، لذا فإن أي ضرر يلحق بالمصدرين الأوروبيين يهدد بتوسيع الفجوة بشكل أكبر، وفق الصحيفة.
وقال ترامب: "إنه سيفرض رسومًا باهظة على السلع المستوردة، وحدد التعريفات الجمركية بنسبة 20% لأوروبا و60% للصين، مما دفع صندوق النقد الدولي إلى التحذير من أن سياساته من شأنها أن تعرض النمو العالمي للخطر".
ونقلت الصحيفة البريطانية عن "إيمانويل كاو" رئيس إستراتيجية الأسهم الأوروبية في باركليز قوله: "إن الأسواق مدفوعة بتوقع أن يكتسح الجمهوريون في انتخابات الرئاسة ومجلسي الكونغرس (الشيوخ والنواب)".
وقال كاو: "في الشهر الماضي، انطلقت تداولات ترامب بكامل قوتها".
كما عززت عودة ما تسمى "تداولات ترامب" الدولار في الأسابيع الأخيرة، مما دفع إلى عمليات البيع في سوق سندات الخزانة الأميركية، مع توقع أن تزيد أجندته المدفوعة بالرسوم الجمركية التضخم والفائدة.
وتعني تداولات ترامب التحول في سلوك السوق وتصرفات المستثمرين استجابة للسياسات الاقتصادية والتحركات السياسية المرتبطة برئاسة "ترامب" المحتملة.
تحقق العديد من الشركات في سلة باركليز أكثر من 30% من إيراداتها في الولايات المتحدة، بما في ذلك شركة دايملر للشاحنات ومجموعة الكيميائيات أركيما ودياغيو.
ومع ذلك، يعتقد بعض المحللين أن التشاؤم المحيط بأسواق أوروبا مبالغ فيه.
وقال إستراتيجي السوق العالمية في "جي بي مورغان" لإدارة الأصول هيو غيمبر: "إن الأسواق الأوروبية تتداول بخصم 40% مقارنة بالأسواق الأميركية مما يعكس جزئيًا تهديد تجدد الحرب التجارية"، مضيفا: "يبدو أن هذه السلبية تنعكس الآن بشكل جيد في الأسعار".
وتوقع "مارك شارتز" مدير المحفظة في "جانوس هندرسون" ارتفاعًا أوسع في الأسهم الأميركية بعد فوز الجمهوريين، مما من شأنه أن يفيد الأسهم الأوروبية أيضًا.
وأضاف: "إذا حصلنا على فائز حاسم، فسيكون ذلك داعمًا للأسواق". (İLKHA)