نظّم طلاب مدرسة "عرفان العلم" التابعة لاتحاد العلماء في ديار بكر، مؤتمرًا صحفيًا بعد استشهاد قائد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يحيى السنوار، حيث قاموا بالتبرع بمبلغ حوالي 140 ألف ليرة تركية من مصروفهم الخاص لدعم غزة.
وقد قرأت مريم يولداش البيان الصحفي باسم طلاب المدرسة، وبدأت بقولها: "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
وأشارت في بيانها إلى أن لامبالاة الأمة الإسلامية هي التي سمحت للنظام الصهيوني بارتكاب المجازر في غزة والضفة الغربية ولبنان واليمن لأكثر من عام، مؤكدة أن هذا الصمت العالمي أدى إلى استشهاد أكثر من 45 ألف شخص، أغلبهم من الأطفال والنساء.
"الدول العاجزة التي لا تقطع تجارتها مع الصهاينة ليست بريئة من جريمة الإبادة الجماعية هذه"
وأشارت يولداش إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني الذي لا يعرف أي قواعد أو معايير، يواصل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بقصف المستشفيات والمدارس والمساجد والأفران والمباني العامة والمناطق السكنية المدنية، مضيفة: "لقد وصلنا إلى نقطة انتهت فيها الكلمات، لم تعد الكلمات كافية لوصف الظلم الذي يحدث، أصبحت غزة ولبنان أخدود عصرنا، في غزة، تحترق الأجساد تحت القنابل، وفي ساحة مستشفى شهداء الأقصى في غزة، قُصفت خيام النازحين، وأسفر قصف الخيام عن استشهاد عشرات الغزيين حرقاً أحياءً، معظمهم من النساء والأطفال".
وتابعت حديثها قائلة: "على الأمة أن تخجل، على الإنسانية أن تخجل من مشاهدة الناس يحترقون أحياء، الخزي والعار على من يتفرجون على هذه الإبادة الجماعية رغم امتلاكهم القوة، النظام الدولي انهار أخلاقياً وفكرياً وعملياً، المؤسسات الدولية انهارت... والأسوأ من ذلك، أن البشرية بأكملها، بفضل هذا النظام القاتل والقوى الإمبريالية الداعمة له بلا شروط، قد اختارت الذل، هذه المجازر ليست حرباً، بل هي إبادة جماعية بكل معنى الكلمة، هذه الإبادة لا يرتكبها الكيان الصهيوني وحده، بل على العكس، فإن الشيطان الأكبر، الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا والدول الغربية الأخرى، هم شركاء في هذه المجازر، كما أن الدول العاجزة التي لا تقطع تجارتها مع الصهاينة ليست بريئة من جريمة الإبادة الجماعية هذه".
"إلى متى سيستمر قادة الدول في مشاهدة قتل النساء والأطفال والرضع"؟
وأشارت يولداش إلى أن ممارسات هؤلاء القتلة تمثل انتهاكًا صريحًا لجميع القوانين الدولية وحقوق الإنسان وكرامة الإنسانية، واستمرت في حديثها قائلة:
"إن الاحتلال الصهيوني، الذي يستفيد من جبن وانقسام الدول الإسلامية، قد نقل سياسات الإبادة والاحتلال خارج غزة، فالهجمات على لبنان لن تقتصر على لبنان فحسب، إذا لم يتم اتخاذ تدابير ضد السياسات الاحتلالية للصهاينة، فإن جميع دول المنطقة تحت نفس الخطر، اليوم غزة ولبنان، وغدًا مكة، والقاهرة، وبغداد، وطهران، وديار بكر، وأنقرة ستواجه نفس الخطر، نصرخ مرة أخرى من هنا: يكفي، إلى متى سيستمر قادة الدول في مشاهدة قتل النساء والأطفال والرضع؟"
ودعت يولداش الدول الإسلامية، وعلى رأسها تركيا، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وتحمل مسؤولياتها السياسية والإنسانية لوقف المجازر في غزة، مشيرة إلى أنه يجب إغلاق القواعد الأمريكية التي تستخدمها الولايات المتحدة في تركيا، ودعم اليمن وإيران ولبنان في ردهم على الاحتلال الصهيوني، ويجب حظر بيع المنتجات التي تدعم الاحتلال الصهيوني، كما يجب التخلي عن جميع أشكال التجارة مع الاحتلال الصهيوني، بما في ذلك نقل النفط عبر دول ثالثة، يجب أن يتم الإسراع في إقرار قانون الجنسية المزدوجة الذي ينتظر منذ فترة طويلة ضد الصهاينة الذين ارتكبوا جرائم إبادة في غزة، نحن، كمسلمين من ديار بكر، سنواصل الدفاع عن قضية القدس بعزم وثبات حتى يُطرد الاحتلال الصهيوني إلى البحر ويُحذف من الخريطة".
"نُحيّي نضال القائد الشجاع رئيس حركة حماس يحيى السنوار"
وتطرقت يولداش إلى حياة الشهيد يحيى سنوار ونضاله، قائلة: "نُحيّي نضال القائد الشجاع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، الذي وُلِد في زمن يواصل فيه الإبادة الوحشية من قِبَل الصهاينة، لقد قاوم منذ طفولته، وقام بالنضال بحزم، وامضى 22 عامًا في سجون الاحتلال الصهيوني، عانى من ظلم الاحتلال حتى النخاع، ومنذ أن بدء الصهاينة الحرب على غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، عاش بين شعبه، وعانى من آلامهم، وقاد القتال في الصفوف الأمامية ضد الاحتلال الصهيوني، إن نضال يحيى السنوار ليس فقط من أجل غزة، بل هو نضال من أجل كرامة وعزة العالم الإسلامي بأسره".
وأضافت يولداش: "هذا الدرب وهذا النضال سيبقى أبدياً حتى يوم القيامة، وسيستمر العديد من الأبطال الذين يحملون عبء هذه القضية في النضال حتى يأتي النصر أو حتى ينتظروا يوم شهادتهم، ونحن نُحيي جميع الأبطال الذين استشهدوا في هذا النضال الصعب، ونُحيي كل مقاوم يسير على دربهم، ونسأل الله أن يخرج أبطالاً كثيرين يحملون رايات النصر في هذه القضية المقدسة، المقاومة لن تنتهي، والنضال لن يتوقف، والعدل سيتحقق حتماً في يوم من الأيام".
واختتم البيان بدعاء قرأته أسماء أُرك. (İLKHA)